منظمة التحرير تشترط لاستئناف المفاوضات
ربط المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الأحد استئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الأسرى والإقرار بدولة فلسطينية على حدود عام 1967. وفي هذه الأثناء حث رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تمزيق اتفاقه مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأفادت مراسلة الجزيرة نت في رام الله ميرفت صادق بانسحاب ممثلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من الجلسة الختامية لاجتماعات المجلس المركزي المنعقدة على مدى يومين، رفضا لما تضمنه البيان الختامي من الموقف المتعلق بالعودة إلى المفاوضات.
وربط البيان الختامي استئناف المفاوضات مع إسرائيل بوقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى والإقرار بحدود دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، مؤكدا رفضه "تبادل الأراضي" مع الاحتلال.
يذكر أن إسرائيل تهدف من وراء "تبادل الأراضي" إلى مبادلة أراض احتلتها عام 1948 بأراض احتلتها عام 1967.
كما دعا البيان إلى ضرورة مواصلة القيادة الفلسطينية في مساعيها للانضمام إلى منظمات الأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مشددا على رفضه التهديدات التي تمارسها إسرائيل ضد اتفاق المصالحة بين حركتي التحرير الفلسطيني (فتح) وحماس يوم الأربعاء الماضي.
"تمزيق" الاتفاق
وفي المقابل، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تتفاوض مع حكومة التوافق الوطني الفلسطينية التي نص عليها اتفاق المصالحة، إلا إذا اعترفت حماس بإسرائيل وتخلت عن العنف.
وحث نتنياهو الرئيس الفلسطيني على "تمزيق" اتفاقه مع حماس، وقال في تصريحات لشبكة "سي.أن.أن" الأميركية إن إسرائيل لن تشارك في محادثات سلام مع حكومة فلسطينية تدعمها هذه الحركة.
وأضاف "إما أن تتخلى حماس عن مبدأ تدمير إسرائيل وتتبنى السلام وتتخلى عن العنف، أو ينبذها عباس". واستطرد "إذا حدث أحد هذين الأمرين، يمكننا أن نعود إلى مفاوضات السلام، وآمل أن ينبذ عباس حماس ويعود إلى طاولة المفاوضات".
وكان عباس قد أدان في بيان نشر الأحد المحرقة النازية، ووصفها بأنها "أبشع جريمة" عرفتها البشرية في العصر الحديث، معربا عن "تعاطفه مع عائلات الضحايا والعديد من الأبرياء الآخرين الذين سقطوا على أيدي النازيين".
وعلق نتنياهو على بيان عباس قائلا "لا يمكن للرئيس عباس السير في اتجاهين متعارضين.. لا يمكن أن يقول إن المحرقة مروعة، وفي نفس الوقت يحتضن أولئك الذين ينكرون المحرقة ويسعون لاقتراف دمار آخر للشعب اليهودي"، في إشارة إلى حماس.
وأعلن نتنياهو تعليق مفاوضات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين الأسبوع الماضي بعدما اتفقت حركتا فتح وحماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال خمسة أسابيع, وإجراء انتخابات عامة في ستة أشهر.
يشار إلى أن المفاوضات استؤنفت نهاية يوليو/تموز الماضي في واشنطن بعد تعثر دام أعواما, واتفق الطرفان حينها على التفاوض لمدة تسعة أشهر من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بنهاية أبريل/نيسان الحالي, وهو ما لم يتحقق.