الإبراهيمي: حمص مسرح للموت والدمار
قال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الخميس إن وسط مدينة حمص المحاصرة أصبح "مسرحا للموت والدمار"، وحث طرفي الصراع هناك على العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقد شهدت مدينة حمص القديمة بعض أعنف المعارك في الحرب المستعرة بسوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويعتبر اتفاق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع -الذي سمح لأكثر من ألف مدني بمغادرة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة- الإنجاز الوحيد الذي حققته مفاوضات السلام الأخيرة في جنيف والتي عُقدت بوساطة الإبراهيمي.
بيد أن الاتفاق لم يصمد طويلا فسرعان ما اندلعت معارك طاحنة بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة لأسابيع طويلة.
مجلس الأمن
وانعقد مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة أمس الخميس لبحث الوضع الإنساني في حمص، لكن من دون الاتفاق على البيان الصحفي الذي اقترحته بريطانيا.
وعوضا عن ذلك، أعلنت الرئيسة الدورية للمجلس سفيرة نيجيريا جوي أوغوو أن الدول الأعضاء أعربت عن "قلقها العميق" حيال مصير العالقين بسبب المعارك في القسم القديم من مدينة حمص بوسط سوريا.
وقالت إن المجلس المكون من 15 دولة عضو "طالب بتطبيق القرار 2139 فورا"، وهو القرار الصادر في 22 فبراير/شباط الماضي حول تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ودعمت دعوة الإبراهيمي إلى استئناف المحادثات بشأن رفع الحصار عن حمص.
وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت لدى خروجه من الاجتماع إن "المدنيين المحاصرين في القسم القديم من مدينة حمص وفي حي الوعر بسبب هجوم النظام معرضون فعلا لخطر الموت".
وأوضح أن فرنسا وبريطانيا قدمتا مشروع قرار رسمي إلى مجلس الأمن، لكن المجلس لم ينجح في الاتفاق على تبنيه.
وحسب نظيره الفرنسي جيرار أرو، فإن روسيا -حليفة سوريا- عطلت مرة أخرى مشروع القرار الذي دعا النظام إلى رفع الحصار عن حمص. وأعرب أرو عن استغرابه لهذا الرفض الروسي، في حين أن موسكو وافقت على القرار 2139 الذي يطالب برفع الحصار عن عدد من المدن السورية ومن بينها حمص.
أما السفيرة الأميركية سامنتا باور فقد طلبت في بيان من "كل الدول التي لها نفوذ على دمشق أن تمارس ضغطا على النظام" كي يستأنف المحادثات بشأن رفع الحصار عن حمص. وقالت "من الضروري جدا أن يتمكن الذين يريدون مغادرة حمص من مغادرتها سريعا وبأمان".
من ناحيته، أعلن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن 170 مدنيا فقط محاصرون في حمص إلى جانب آلاف "الإرهابيين"، وهؤلاء المدنيون رفضوا مغادرة المدينة.