تحذير أممي من كارثة إنسانية بجنوب السودان
حذرت الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان من كارثة إنسانية محتملة في حالة عدم استطاعة المزارعين زراعة محاصيلهم في الأشهر القادمة نتيجة استفحال القتال في هذا البلد الأفريقي.
وشدد نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر على ضرورة استمرارية الزراعة في جنوب السودان خلال الأشهر الثلاثة القادمة لضمان وجود محصول زراعي هذا العام.
وأضاف في مقابلة مع وكالة رويترز أمس الثلاثاء "أكثر ما يحتاجه سكان جنوب السودان حاليا هو التوجه بمواشيهم إلى الحقول والزراعة، وإذا تمكنوا من ذلك فسيقدمون مساعدة كبيرة لأنفسهم لتجاوز هذا الوضع المزري".
وحذر لانزر من وضع إنساني "شديد الخطورة" إذا استمر العنف في هذا البلد الذي يعتبر الأحدث في العالم، لافتا إلى ارتفاع احتمال حدوث ذلك في بعض الولايات الرئيسية التي تعاني من انعدام مزمن في الأمن الغذائي وخطر التعرض للفيضانات.
يذكر أن الصراع اندلع في جنوب السودان في ديسمبر/كانون الأول الماضي بين قوات تدعم الرئيس سلفاكير ميارديت وجنود موالين لنائبه المقال رياك مشار، وقد سقط نتيجة الاقتتال بين الفريقين آلاف المدنيين.
هدنة هشة
ولم تصمد الهدنة التي اتفقت عليها الأطراف المتحاربة يوم 23 يناير/كانون الثاني الماضي حيث استمرت الاشتباكات في أجزاء من جنوب السودان.
وأشار المتحدث إلى أن هناك بالفعل 3.7 ملايين شخص يفتقرون للأمن الغذائي في جنوب السودان الذي انفصل عن السودان عام 2011 ويمثل هذا الرقم ثلاثة أمثال ما كان عليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد حذرت -في بيان صدر أمس واستلمت الجزيرة نت نسخة منه- من أزمة غذائية تلوح في الأفق، وقالت إن أثر هذه الأزمة سوف يظهر جليا في يونيو/حزيران القادم، حيث سيصل عدد اللاجئين الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية إلى قرابة 3.2 ملايين شخص.
وقدرت المفوضية عدد المهجرين داخل جنوب السودان نتيجة القتال الدائر بحوالي 739 ألف شخص، بالإضافة إلى أكثر من 196 ألف لاجئ خارج البلاد.
ودعا لانزر الأطراف المتحاربة للتوصل إلى "وقف حقيقي لإطلاق النار" خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
من جهتها، قالت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) أمس الثلاثاء إن دول شرق أفريقيا تدرس إرسال قوات إلى جنوب السودان للمساعدة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين قوات الحكومة والمتمردين الذين يتبادلون الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار بشكل مستمر.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن القتال امتد شمالا إلى ولاية أعالي النيل بعد أن استولى المتمردون على عاصمتها ملكال الشهر الماضي، وإنْ كانت حكومة جوبا تقول إنها تسيطر على حقول النفط في الولاية.
وأشار لانزر إلى أنه حث الدول المانحة على الإسراع في صرف المساعدات لجنوب السودان، علما أن تلك الدول قد تعهدت في أوائل العام الجاري بتقديم 1.27 مليار دولار كإغاثة طارئة، لكن لانزر قال إن البلاد لم تتلق إلا 300 مليون دولار حتى الآن.