"مسيرات كرامة" بإسبانيا للتنديد بسياسة التقشف
شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة الإسبانية مدريد يوم السبت في مسيرات
رافعين أعلام كل أقاليم البلاد للتنديد بسياسات التقشف وبالوضع الاجتماعي الحرج الذي يعيشونه.
وردد المتظاهرون في تجمع حول محطة قطارات أتوشا وسط العاصمة شعارات تطالب بضرورة النضال من أجل تحقيق مطالبهم، ونددوا بالبطالة المتفشية في أوساطهم، وطالبوا بحياة كريمة، ومشوا في مسيرة طويلة جابت الشوارع الكبرى بوسط المدينة، منددين بمعدل البطالة الذي يزيد عن 26% وبسياسة التقشف التي تتبعها حكومة اليمين منذ عامين.
وقد وصل البعض إلى العاصمة بعد أن ساروا على الأقدام لنحو شهر قادمين من الأندلس (الجنوب) وكاتالونيا (الشرق) وأستوريا (شمال غرب) وإسترامادورا (غرب).
استجابة واسعة
وتأتي هذه المسيرات استجابة لدعوة أكثر من 300 منظمة أهلية وجمعية ونقابة مهنية ومجموعات من تيار "الغاضبين". وتذكّر هذه التعبئة بالمسيرات الكبرى التي اجتاحت إسبانيا بين 2011 و2012 .
وأعلن المنظمون استئجار مئات الحافلات وأربعة قطارات على الأقل لنقل المتظاهرين من أنحاء عديدة بإسبانيا.
وأوضحت المنظمات الداعية إلى المسيرات في بيان لها أن عام 2014 بالغ الصعوبة ويستدعي حالة اجتماعية طارئة، منددة بسياسة التقشف التي لا يستفيد منها سوى الأغنياء "في حين فقدت مئات آلاف الأسر منازلها".
واعتبرت أن الأزمة التي تواجهها إسبانيا غير مسبوقة، وأنه "لا تجد الحكومة التي تمثل المصرفيين ورجال الأعمال الفاسدين حتى النخاع ردا عليها سوى حرماننا من المعونات الاجتماعية ومعاشات التقاعد والخدمات العامة"، على حد تعبير البيان.
في المقابل، جندت السلطات الإقليمية نحو 1700 من رجال الشرطة لضمان الأمن خشية وقوع حوادث بسبب وجود مجموعات فوضوية.
ومنذ منتصف النهار، تشكلت مواكب على مداخل مدريد التي غطتها لافتات تحمل خليطا من المطالب من بينها "رواتب تقاعد عادلة" و"من أجل الحق في الحصول على سكن".
وكانت خطة التقشف غير المسبوقة التي تطبقها الحكومة المحافظة منذ تشكلها في نهاية 2011 لخفض العجز العام والدين الإسباني، أدت إلى إضرابين عامين في البلاد عام 2012 مع نزول مئات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع، قبل أن تتراجع حركة التعبئة.
لكن وحتى إن لم ينزل الإسبان إلى الشوارع، فقد أظهرت استطلاعات رأي رفضهم لسياسة التقشف ومستوى البطالة التي أصبحت تشمل أكثر من ربع القوى العاملة.