مواجهات بجنوب تونس بين المحتجين والأمن
استخدمت قوات الأمن التونسية القنابل المدمعة لتفريق العشرات من أهالي بلدة بن قردان الذين خرجوا في مظاهرة ليلية للاحتجاج على استمرار غلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لليوم السابع على التوالي.
وقال الناشط الحقوقي عبد اللطيف بن صالح إن العشرات من شباب بلدة بن قردان تجمعوا في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء وسط الساحة الرئيسية لبلدتهم في حركة احتجاجية على استمرار غلق المعبر الحدودي.
وذكرت تقارير إعلامية أن المحتجين من العاطلين عن العمل ومحترفي التجارة الموازية، وأنهم تجمعوا وسط المدينة وأشعلوا الإطارات المطاطية في بعض الشوارع كما حاولوا اقتحام عدد من المراكز الحكومية.
ورفع الشباب شعارات انتقدوا فيها الحكومة الحالية برئاسة مهدي جمعة، كما طالبوا بتفعيل القرارات المتعلقة بإطلاق مشاريع تنموية في بلدتهم.
وقال بن صالح إن قوات الأمن سعت إلى تفريق المتظاهرين بالقوة، حيث استخدمت القنابل المدمعة بكثافة، مما دفع البعض من المتظاهرين إلى الرد برشق رجال الأمن بالحجارة.
وزادت حالة الاحتقان في المنطقة مع إعلان جمعة عن إجراءات حكومية تهدف لتقنين التجارة مع الجانب الليبي، بهدف الحد من التجارة الموازية المضرة بالاقتصاد التونسي.
وتمثل التجارة الموازية مصدر رزق أغلب العائلات بالمنطقة والمناطق القريبة من الحدود الليبية بالجنوب. وكان وفد حكومي برئاسة جمعة قام بزيارة المعبر الأحد الماضي حيث ترأس اجتماعا أمنيا مغلقا.
وقال الوزير المكلف بالأمن بوزارة الداخلية رضا صفر إن الجانب التونسي للمعبر يواصل تأمين دخول وخروج القادمين من تونسيين وليبيين بالاتجاهين، وإن الإشكال ما زال قائما على الجانب الليبي.
يُذكر أن السلطات الليبية أعلنت في وقت سابق إغلاق معبر رأس جدير الحدودي مع تونس حتى إشعار آخر، حيث أرجع مدير أمن المعبر العقيد الليبي محمد جرافة هذا القرار إلى ما وصفه بعدم التزام السلطات التونسية والعاملين بالمعبر بتطبيق القوانين على المواطنين التونسيين.
ويقع معبر رأس جدير الحدودي على بعد نحو ستمائة كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة، وكان قد أُغلق أكثر من مرة بعد تكرار الحوادث الأمنية، كان آخرها في الثالث من فبراير/شباط الماضي.