هدوء في حاشد وتوتر بأرحب اليمنية

حالة توتر وتأهب بمنطقة أرحب بعد تجدد المواجهات أمس بين القبائل والحوثيين (الجزيرة نت)2
undefined

سمير حسن-عدن

ساد هدوء حذر معظم جبهات القتال بين الحوثيين ومسلحي قبائل حاشد في محافظة عمران شمال العاصمة اليمنية، فيما لا يزال التوتر يخيم على مناطق القتال في أرحب على بعد أربعين كيلومتراً من صنعاء بعد تجدد المعارك هناك أمس الاثنين بين الطرفين.

وأكد مصدر قبلي بمحافظة عمران في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن الاشتباكات بين الحوثيين ومسلحي القبائل توقفت تماماً أمس مع بدء سريان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بينهما بوساطة حكومية.

وقال المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إن الاتفاق تضمن وقف إطلاق النار، وإخراج المسلحين القادمين من خارج المنطقة، وانسحاب الطرفين من كافة النقاط والمواقع التي تدور فيها المواجهات.

غير أن احتمالات تجدد القتال -بحسب المصدر- لا تزال قائمة في ظل استمرار تواجد المسلحين الحوثيين في بعض جبهات المواجهات.

من ناحية أخرى، لا تزال مناطق القتال في أرحب تشهد حالة توتر وتأهب بعد تجدد المواجهات ظهر أمس بين الحوثيين والقبائل وفشل جهود لجنة الوساطة في إقناع أحد المشايخ الموالين للحوثيين في المنطقة بالتوقيع على وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه.

 البكيري انتقد الأداء الأمني للحكومة اليمنية في مناطق الصراع (الجزيرة نت)
 البكيري انتقد الأداء الأمني للحكومة اليمنية في مناطق الصراع (الجزيرة نت)

مؤتمر الحوار
وتدور معارك طاحنة بين مسلحين مناصرين لجماعة الحوثي المسيطرة على محافظة صعدة وقبائل حاشد بعمران منذ أكثر من أربعة أشهر مخلفة وراءها عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين وسط تصاعد الانتقادات للحكومة اليمنية لعدم فرض وجودها في مناطق الصراع بالمحافظتين.

ويرى رئيس المنتدى العربي للدراسات بصنعاء، نبيل البكيري، أن ما يحدث من صراع في عمران وأرحب يعكس المسار الطبيعي للصراع الذي كان قائماً في منطقتي دماج وصعدة بشمالي اليمن عموماً، وأن استمراره سيكون بمثابة رصاصة الرحمة على مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي انفض سامره مؤخراً بعد عشرة أشهر من الجلسات والمناقشات.

وقال في حديث للجزيرة نت إن جميع الأطراف المتصارعة موجودة في الحوار الوطني وموقعة على كل وثائقه ولكنها ذهبت نحو مربع آخر وهو القتال والحروب "التي تنسف أي حوارات تمت أو ستتم".

واعتبر أن تغييب الدولة في مثل هذا الظرف يمثل كارثة وخطأ إستراتيجياً كبيراً كونه يعني إخلاء المجال لهذه الأطراف لتحل بدل الدولة، وأن أي انتصار لأي من هذه الأطراف سيكون هو البديل الواقعي للنظام القائم.

وأضاف أن "الموقف الرسمي للدولة الذي يوصف بالمحايد يشجع جماعة الحوثي على استمرارها في تنفيذ أجندتها القاضية ببسط سلطتها وسيطرتها إلى آخر مدى وإطلاق العنان لمليشياتها وهو الموقف الحقيقي وغير المعلن من قبل هذه الجماعة".

قناص في حالة تأهب بمنطقة أرحب بعد تجدد المواجهات (الجزيرة نت)
قناص في حالة تأهب بمنطقة أرحب بعد تجدد المواجهات (الجزيرة نت)

انقسام الجيش
من جهته أشاد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، عبد الباقي شمسان، بموقف الحكومة واعتبر أن أي تحرك للجيش سيفتح عليه جبهات كثيرة خارج إطار المركز ويعرضه لعملية استنزاف كبيرة بسبب حالة الانقسام التي لا تزال تعانيها المؤسسة العسكرية.

وحذر في حديث للجزيرة نت من أنه في حال تدخل الجيش فقد تجد بعض الجماعات وعلى رأسها الحوثيون مبرراً لتعليق مشاركتهم في الحوار وهي في لحظة سيطرة على مجال جغرافي واسع وبالتالي إجهاض مخرجات الحوار الوطني التي وقعت عليها.

وأضاف "لا تزال هناك إمكانية أن تمارس الدولة كثيراً من الضغوط لإخضاع جميع الأطراف المتصارعة لحكم القانون باستخدام سلطتها من خلال الاعتماد على المبادرة الخليجية وعبر المجتمع الدولي".

عبد السلام محمد شكك بقدرة الحكومة على وقف المواجهات المسلحة (الجزيرة نت)
عبد السلام محمد شكك بقدرة الحكومة على وقف المواجهات المسلحة (الجزيرة نت)

الدولة العميقة
من جانبه شكك رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبد السلام محمد، في قدرة الحكومة على وقف المواجهات المسلحة.

وأكد في حديث للجزيرة نت أن تطبيق نتائج الحوار الوطني عبر المجتمع الدولي والإقليمي وفرض عقوبات على المتمردين هي وحدها القادرة على إيقاف هذا الصراع.

وقال إن هناك اختراقات كبيرة جداً حدثت في أوساط قبائل حاشد وشراء للولاءات مما جعل جماعة الحوثي تستفيد منها في التمرد، مشيراً إلى أن هناك دوراً للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في هذا الصراع من خلال الدفع ببعض المشايخ المقربين منه للتمرد على قبيلة آل الأحمر.

وأضاف "قبيلة حاشد التي ناصرت الثورة على نظام الرئيس السابق عام 2011 وتعرضت لهجوم مسلح من قبل الحرس الجمهوري تتعرض لنفس الهجوم مرة ثانية عبر جماعة الحوثي التي يبدو أنها الذراع القوي للدولة العميقة للمخلوع صالح".

المصدر : الجزيرة