لافروف يؤكد تمسك روسيا بمشاركة إيران بجنيف2
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم موقف بلاده الداعي لمشاركة إيران في مؤتمر جنيف2، في حين أكد نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لن تشارك فيه إذا لم توجه الدعوة إليها.
ففي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو قال لافروف إنه لا يمكن تجاوز دور إيران في المساعي المشتركة لحل الأزمة السورية.
وأضاف أن أي محادثات مع نظيريه الإيراني والسوري لا تعني وجود مشروع مشترك لتسوية الأزمة السورية. وقال "اليوم نجري محادثات مع جواد ظريف، وسنجري محادثات غدا مع وليد المعلم، وهذا لا يعني وجود أي مشروع ثلاثي".
وأشار إلى أن موقف بلاده وسوريا وإيران من الأزمة السورية لا يتميز عن مواقف العديد من الدول الأخرى، وقال إن "موقف دولنا الثلاث من الأزمة السورية ليس فريدا".
وعن مؤتمر جنيف2، قال لافروف "من الواضح أن الأمر يستلزم عقد أكثر من جولة (من مباحثات جنيف)، ولهذا لن ينتهي (جنيف2) في 22 الشهر الجاري، إنما سيبدأ".
وأكد أن إيران يجب أن تكون جزءا من الجهود المشتركة من أجل التسوية السورية بأي حال من الأحوال.
موقف إيران
من جهته، أكد ظريف أن بلاده ستشارك في جنيف2 "إذا تسلمنا الدعوة، لكننا لن نشارك في حال عدم توجيه الدعوة إلينا"، لكنه أعرب عن أمله في أن يحقق المؤتمر الدولي نتائج إيجابية تتمثل ببدء عملية التفاوض بين الأطراف السورية، معتبرا أن الحكومة السورية لن تقبل بفرض أي شروط مسبقة قبل إطلاق المفاوضات.
كما أكد أن إيران لن تقبل بأي ظروف خاصة لم تفرض على المشاركين الآخرين في المؤتمر، وأعاد إلى الأذهان أن طهران رحبت سابقا بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف1، معتبرا أن مؤتمر جنيف2 القادم مهم جدا بالنسبة للمنطقة برمتها.
وكان وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم والإيراني قد وصلا معا إلى موسكو لبحث تطورات الأزمة السورية.
والتقى الوزير الإيراني في دمشق أمس الأربعاء الرئيس بشار الأسد والوزير المعلم، ثم توجه الوزيران معا إلى موسكو، وبحث ظريف مع الأسد مآلات مؤتمر جنيف2.
وكان ظريف أعلن -لدى وصوله إلى دمشق قادما من بغداد- أنه سيعمل على تنسيق المواقف لإعادة الهدوء إلى سوريا، وأوضح أن الهدف من زيارته هو المساعدة على خروج مؤتمر جنيف2 بنتائج لصالح الشعب السوري.
ضغط أميركي
في هذه الأثناء، أعلنت الخارجية الأميركية الأربعاء أن وزير الخارجية جون كيري سيترأس الوفد الأميركي إلى مؤتمر جنيف2.
ويهدف المؤتمر إلى جمع ممثلي النظام السوري والمعارضة حول طاولة واحدة في محاولة لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة أعوام.
والمعارضة السورية لا تزال منقسمة بشأن مسألة مشاركتها في المؤتمر، وينبغي أن تتخذ الجمعة قرارا في هذا الشأن.
وقالت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية "ننطلق من مبدأ أنها (المعارضة) ستشارك، لا أجرؤ على تصور ماذا سيحدث إذا لم تشارك".
وأضافت أن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد موجود في إسطنبول، حيث يحاول إقناع المعارضة بالمشاركة في جنيف2.
وأوضحت هارف أن "مشاركة (المعارضة) لا تصب فقط في مصلحتنا، بل أيضا في مصلحتها ومصلحة الشعب السوري".
وكانت واشنطن ولندن هددتا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بإعادة النظر في دعمهما له إذا لم يشارك في مؤتمر جنيف2. ويتوقع أن يحسم الائتلاف موقفه من المشاركة بجنيف2 يوم الجمعة المقبل حين يُجري تصويتا بشأن ذلك.
مقاطعة ودعوة
وفي هذا الصدد، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا رفضها حضور مؤتمر جنيف2. وقالت في بيان إنها لن تقبل بتمرير حلول على حساب المشروع الوطني الديمقراطي.
وفي حديث للجزيرة، قال حسين عبد العظيم المنسق العام للهيئة إنه لن يكون هناك نجاح حقيقي للمؤتمر في ظل غياب تمثيل متوازن للقوى الدولية والوطنية، وقال "ليس مهما انعقاد المؤتمر في موعده، ولكن المهم أن ينجح".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب في كلمته أمام مؤتمر المانحين لسوريا -الذي عقد في الكويت أمس- عن أمله في أن يجمع مؤتمر جنيف2 الحكومة السورية مع المعارضة على مائدة المفاوضات رغم أن المعارضة ما زالت منقسمة بشدة بشأن المشاركة فيه.
وقال "أتمنى أن تطلق المحادثات عملية سياسية لإقامة كيان حاكم انتقالي بسلطات تنفيذية كاملة، والأهم أن تنهي العنف".
وحث بان كي مون قوات المعارضة على إرسال وفد موحد للمؤتمر، وقال إن منظمي المحادثات لم يتمكنوا من الاتفاق بخصوص ما إذا كانت إيران ستشارك في المؤتمر.