الوفاء للأسرى.. تحذير لإسرائيل ورسائل للسلطة

المحرر العيساوي يصر على النضال لتحرير رفاق دربه
undefined

محمد محسن وتد-أم الفحم 

حمل مهرجان "الوفاء للأسرى" الذي نظمته الحركة الوطنية الأسيرة بالداخل الفلسطيني "الرابطة" واحتضنته قرية عرعرة مسقط رأس عميدي الأسرى ماهر وكريم يونس، رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية تحمل في طياتها التحذير من المراوغة والتلاعب ومحاولة استثناء أسرى 48 من الدفعة الرابعة للصفقة السياسية للإفراج عن الأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل التوقيع على اتفاقية أوسلو، والمرتقبة في مارس/آذار القادم.

وبالمقابل، ناشدت عائلات الأسرى والفعاليات الوطنية والشعبية والقيادات السياسية رئيس السلطة الوطنية محمود عباس الإصرار على مواقفه وتعهداته باشتراط إنجاز الدفعة الرابعة بتحرير أسرى الداخل الفلسطيني وعددهم 14 أسيرا، وطالبته بالصمود وعدم الرضوخ لضغوطات تل أبيب التي تلوح باستثناء أسرى 48 والإبقاء عليهم بالسجون بذريعة أنهم حملة الجنسية الإسرائيلية أو اشتراط الإفراج عنهم بالإبعاد عن الوطن.

‪عائلة الأسير أحمد أبو جابر‬ (الجزيرة نت)
‪عائلة الأسير أحمد أبو جابر‬ (الجزيرة نت)

رسالة الأسرى
وازدان المهرجان الذي شاركت به الحشود التي احتفت بالمحرر سامر العيساوي، بصور الأسرى والعلم الفلسطيني وفقرات فنية والأغاني الوطنية للفنانين سلام أبو أمنة ولبيب بدارنة.

كما تخلل المهرجان عرض الفيلم الوثائقي "لكل أسير اسم" بسرد فصول التضحية بزنازين الاحتلال ومشاهد معاناة العائلات المتواصلة على مدار ثلاثة عقود، كما قدم شرحا عن آخر التطورات حول معركة الأسرى للحرية في ظل مسيرة المفاوضات.

رفض وتحذير
وتلا عريف المهرجان أيمن حاج يحيى على الجماهير المتضامنة والمساندة للحركة الأسيرة رسالة أسرى الداخل وموقفهم من الدفعة الرابعة ومحاولة الحكومة الإسرائيلية نكث التعهدات باستثنائهم من الصفقة والإبقاء عليهم في غياهب السجون، مؤكدين أنهم أسروا في سياق مقاومة المحتل وخضم الصراع ما بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل.

وشدد الأسرى في رسالتهم على رفضهم القاطع لأي تنازل أو تراجع أو تفريط بالثوابت الوطنية مقابل حريتهم، موضحين أنهم يرفضون أن يحولهم الاحتلال إلى أداة ابتزاز للقضية الفلسطينية التي ناضلوا وأسروا من أجلها. 

وحذروا إسرائيل من تفجير الحراك الشعبي الفلسطيني والتصعيد داخل المعتقلات بالإضراب المفتوح عن الطعام، في حال أقدمت على التلاعب والخداع والتراجع عن التفاهمات التي تنص بوضوح على الإفراج عنهم ضمن الدفعة الأخيرة.
 
جانب من أمهات أسرى الداخل الفلسطيني(الجزيرة نت)
جانب من أمهات أسرى الداخل الفلسطيني(الجزيرة نت)
قلق وترقب
في الجهة المقابلة، أبدت زوجة الأسير وليد دقة قلقها ومخاوف عائلات أسرى الداخل الفلسطيني، وحذرت من مراوغة الحكومة الإسرائيلية التي تتعامل مع ملف الأسرى كمجرد أرقام وتسعى للإبقاء على أسرى 48 بالمعتقلات لسلخ الداخل الفلسطيني عن شعبه وأمته العربية والإسلامية.
 
وأضافت سناء سلامة دقة أن دولة الاحتلال تنظر لقضية الحركة الأسيرة كمجرد مفردات، وتتملص من الاعتراف بالأسرى كقضية سياسية تصب بجوهر وصميم القضية الفلسطينية، حيث أسروا وناضلوا ودفعوا حريتهم ثمنا دفاعا عن الوطن والشعب الفلسطيني.

كما سردت للجزيرة نت حالة التوتر والترقب التي تعكس مأساة أمهات الأسرى وجميع أفراد العائلة، وما يرافقها من مشاعر مختلطة بالآلام ومشحونة بالحلم والآمل، ودعت السلطة الفلسطينية للتصدي لنهج المراوغة التي تعتمده إسرائيل والصمود قبالة الضغوطات والإصرار على تحرير أسرى الداخل الفلسطيني الذين اختاروا المقاومة إلى جانب شعبهم التواق للحرية والاستقلال.

 
‪عميدا الأسرى ماهر وكريم يونس‬ (الجزيرة نت)
‪عميدا الأسرى ماهر وكريم يونس‬ (الجزيرة نت)
حراك ومفاوضات
من جهته، نوه رئيس الحركة الوطنية الأسيرة بالداخل الفلسطيني "الرابطة" بإطلاق الحراك الشعبي والمهرجانات الجماهيرية الهادف إلى مساندة الأسرى ودعم عائلاتهم بخضم المعركة المفصلية لنيل الحرية ضمن الصفقة السياسية، وأنه يحمل رسالة مزدوجة للحكومة الإسرائيلية تحذرها من التلاعب بقائمة المحررين بالمستقبل، وتطالب السلطة الفلسطينية بالبقاء على موقفها والإيفاء بتعهداتها.

وقال منير منصور للجزيرة نت إن "الدفعة الرابعة توجد بمفترق طرق، فأي خلل وخداع من قبل تل أبيب وعدم الإفراج عن أسرى 48 نهاية مارس/آذار سيؤدي إلى تفجير وإنهاء عملية المفاوضات".

 
وحذر رئيس الرابطة من أنه في "حال أنجزت صفقة تتجاوز أسرى الداخل، فإن ذلك يعني الإخلال بالتفاهمات والاتفاقية والتعهدات، وسيصاحب ذلك انعكاسات سلبية على مستقبل القضية الفلسطينية".
المصدر : الجزيرة