تمرد: القتلى ثمن ضروري للتخلص من الإخوان
وقال بدر (28 عاما) في مقابلة مع رويترز عبر الهاتف إن "ما تمر به مصر الآن ثمن باهظ للتخلص من جماعة الإخوان الفاشية قبل أن تهيمن على كل شيء وتقصي الجميع".
ويقضي بدر -الذي نصحه مسؤولون أمنيون بالتواري عن الأنظار في مكان غير معلوم حفاظا على سلامته- معظم وقته في مراقبة التطورات السياسية عبر شاشة التلفزيون، لكنه ظهر هذا الأسبوع في التلفزيون العمومي مرتديا قميص "بولو" وسروال "جينز" -الذين أصبحا علامة مميزة له- وطالب المصريين بالخروج إلى الشوارع و"التنظم في لجان شعبية لحماية المواطنين من الإخوان".
حرب أهلية
ولم يستبعد بدر أن تنزلق مصر إلى حرب أهلية, لكنه ما زال يرى أن عزل أول رئيس مصري منتخب كان القرار الصحيح ودافع عن عمليات الجيش في مواجهة ما تصفه السلطات بأعمال العنف التي تبعت ذلك، قائلا إنه لم ير خطأ فيما قام به الجيش وإن القوات المسلحة لم تتدخل في السياسة وإنه شاهد على ذلك.
وأضاف بدر -وهو صحفي وناشط سياسي- أنه يدعم قرارات الجيش من تلقاء نفسه ودون أي إملاءات لأنها "قرارات صائبة" وتذهب بمصر إلى حيث يريد المصريون، مؤكدا أن المتظاهرين من مؤيدي مرسي "مسلحون ويهاجمون الناس" مبررا رأيه بسقوط ضحايا بين رجال الشرطة.
ويعتبر قادة في تحالف دعم الشرعية أن أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك -الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في 2011- هم الذين مولوا وشجعوا حركة تمرد إلى جانب أجهزة أمنية.
تصريحات أوباما
وعبر بدر عن استيائه من تصريحات أوباما التي أدان فيها حملة الجيش على معتصمي دعم الشرعية وإلغاء مناورات النجم الساطع مع القوات المسلحة المصرية وقراره تأجيل تسليم أربع مقاتلات أميركية من طراز "أف 16" لمصر.
وقال بدر مخاطبا أوباما "لماذا لا تذهب أنت ومساعداتك الصغيرة التافهة إلى الجحيم" متهما واشنطن بتدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية لمصر. وأضاف أن حركة تمرد اتفقت على دعم الدعوة إلى جمع توقيعات على وثيقة تطالب بوقف المعونات الأميركية لمصر.
وقال بدر "نحن نحترم فقط من يحترموننا ويحترمون إرادتنا ونرفض من لا يحترموننا وهذا هو شعار السياسة الخارجية المصرية الجديدة وأتمنى أن يقرأ الرئيس أوباما ذلك ويستوعبه"، في حين يخشى حقوقيون أن يعيد قادة الجيش مصر إلى فترة القمع التي عاشتها في ظل مبارك.
ويقول بدر إنه ليس هناك اتصال بينه وبين الجيش منذ الثالث من يوليو/تموز عندما اجتمع بقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي لمناقشة خطط إعادة الديمقراطية في قاعة ضمت قادة من الجيش وشيخ الأزهر وبطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر ورئيس المحكمة الدستورية العليا وقادة من المعارضة.
وقال بدر -الذي بدأ العمل السياسي في ثورة يناير/كانون الثاني 2011- إن دوره حاليا هو العمل كجماعة ضغط تراقب التحول السياسي والاستعداد للتدخل إذا مضت الأمور في اتجاه خاطئ.
وتحدث بدر عن المزيد مما سماه أعمال العنف خلال الأسابيع القادمة متوقعا حدوث بعض الاغتيالات السياسية، لكنه قال "سننتصر على الإرهاب والحرب الأهلية في النهاية".
وكان بدر وزميلان له في العشرينيات من العمر من مؤسسي حركة تمرد قد قادوا احتجاجات عارمة مطالبة بتنحي الرئيس محمد مرسي، مسلحين فقط -حسب قولهم- بأجهزة كمبيوتر وهواتفهم المحمولة. وتلا ذلك عزل الجيش لمرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.
ومنذ الأربعاء الماضي قتل وجرح الآلاف خلال فضّ قوات الأمن والجيش بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي في رابعة العدوية ونهضة مصر ثم في مظاهرات بأنحاء البلاد تلت الهجوم.