ملثمون يتظاهرون برام الله ودعوات للانتفاضة

حملة تدعو الفلسطينيين للتمرد على الواقع
undefined

ميرفت صادق-رام الله

شهدت مدينة رام الله في الضفة الغربية عصر الاثنين خروج مجموعة من الشبان الملثمين لأول مرة منذ انتفاضة الأقصى قبل سبع سنوات، حيث دعا الملثمون إلى استعادة أجواء الانتفاضة والمقاومة الشعبية والمسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

واستجابة لدعوات بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، خرج عدد من الشبان للتجمع في ساحة المنارة وسط المدينة، حاملين لافتات كتبوا عليها "انتفاضة"، ودعوا الفلسطينيين للاشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز ومناطق التماس.

وكان الملثمون يهتفون "ما خلقنا لنعيش بذل.. خلقنا لنعيش بحرية" و"انزل عالشارع يا شعبي.. عن حقك دافع يا شعبي.. حرر أسراك يا شعبي".

ملاحقة
وقال أحد الملثمين للجزيرة نت إنهم لا ينتمون لأي فصيل فلسطيني، وإنهم تعرفوا على بعضهم من خلال مشاركتهم اليومية في المواجهات مع قوات الاحتلال قرب سجن عوفر غرب رام الله.

وأضاف أن الهدف من وضع اللثام على الوجه هو استعادة صورة المقاوم في الشارع الفلسطيني "رغم منع السلطة لظاهرة الملثمين"، مشددا على التمسك بحق أي فلسطيني في الخروج للاحتجاج والمقاومة بدون تصريح أو إذن رسمي من السلطة الفلسطينية كما يحدث في السنوات الأخيرة، حسب قوله.

‪‬ المحتجون يرفضون ملاحقة السلطة واشتراط ترخيص المسيرات(الجزيرة)
‪‬ المحتجون يرفضون ملاحقة السلطة واشتراط ترخيص المسيرات(الجزيرة)

ومن جهة أخرى، قال أحد المتحدثين باسم المحتجين -اشترط عدم ذكر اسمه- إنهم لجؤوا لارتداء اللثام لأنهم يتعرضون للملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية على خلفية مشاركتهم في "أنشطة وطنية يومية"، وكذلك من أجل حماية الشباب من الاعتقالات الإسرائيلية المتكررة.

وشدد المتحدث على أن كافة أنشطة المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم "انتفاضة" هي ضد الاحتلال، داعيا إلى عدم رهن التحركات الوطنية والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي بقضايا يومية وردود أفعال فقط.

واختتم حديثه بالقول "نحن شعب يعيش تحت الاحتلال، وهذا يعني أننا في حالة مواجهة دائمة معه".

تمرد
وجاءت هذه الحركة، بعد أيام من إطلاق حملة "يا فلسطيني تمرّد" على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تضم -حسب بيانها الأول- نشطاء فلسطينيين من الداخل والشتات وتؤمن بالإرادة الشعبية التي تفرض نفسها على كل القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

ووجهت الحملة التي انضم إليها أكثر من أربعة آلاف فلسطيني خلال أيام، نداءً للتمرد "على التقاعس وعلى التهاون الذي نعيشه، ليس فقط بسبب الاحتلال الصهيوني، وإنما بسبب أولئك الذين يفترض بهم أن يتحدثوا باسمنا وأن يمهدوا لنا طريق النضال من أجل تحرير فلسطين".

الحملة تنتقد جهات فلسطينية انتهجت طريق المفاوضات مع الاحتلال وحيّدت كافة أساليب المقاومة الأخرى

وقال البيان الأول للحملة إن هذه الجهات تعمل على تهميش الفلسطينيين والتفريط بحقهم التاريخي عبر اختيارها لطريق المفاوضات مع الاحتلال كمنهج، مضيفا أن تلك الجهات لم تجلب سوى "الهزائم والخيبات" بتحييدها كافة أساليب المقاومة التي من شأنها أن تعيد القضية الفلسطينية إلى الصدارة. 

ودعا البيان الجماهير الفلسطينية إلى إحياء المقاومة "لتعود وتسكن كما كانت دوما في وجدان كل فلسطيني وعربي وكل من يؤمن بحقنا المشروع على كامل ترابنا التاريخي".

كما أشارت الحملة إلى ضرورة التمرد على "صراعات السلطة والفساد المالي والإداري"، وكذلك على ما أسمته المصالح الفردية والفصائلية الضيقة التي منعت الفلسطينيين من ممارسة واجبهم الوطني والتحضير للمواجهة المصيرية مع العدو، وفقا لبيانها.

ويرى القائمون على الحملة أن هناك الكثير من دوافع التمرد في الواقع الفلسطيني، وأن أبرزها تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يعيشها الشعب الفلسطيني يوميا منذ توقيع اتفاقية أوسلو، إلى جانب واقع الانقسام الذي خلف سلطتين وحكومتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حسب قولهم.

كما يطالب المشاركون في الحملة باستعادة هوية الشعب الفلسطيني التي قسمت بين الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل عام 1948، وبمحو تقسيمات المنافي والمخيمات والشتات.

المصدر : الجزيرة