آشتون بالقاهرة.. زيارة تنتظر نتائج
لم تشبع آشتون فضول الصحفيين بشأن لقائها مرسي ورفضت الكشف عما دار فيه، معللة ذلك بأن مرسي ليس موجودا ليعقب أو يصحح ما يمكن أن تقوله |
وفي المقابل التقت آشتون محمد مرسي الذي عزله الجيش ضمن هذه الخارطة التي شملت أيضا تعطيل الدستور، وكذلك التقت ممثلين للتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي يقود حاليا حملة التمسك بشرعية مرسي والمطالبة بعودته، إضافة إلى ممثلين لحزب النورالسلفي الذي كان حليفا لمرسي قبل أن يشارك في الخارطة الجديدة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته مع البرادعي قبل مغادرتها القاهرة لم تشبع آشتون فضول الصحفيين بشأن لقائها مرسي ورفضت الكشف عما دار فيه، معللة ذلك بأن مرسي ليس موجودا ليعقب أو يصحح ما يمكن أن تقوله.
كما أن آشتون لم تكشف عن حقيقة تقدمها بمبادرة لحل الأزمة فضلا عن طبيعة هذه المبادرة إن وجدت، وهو ما أطلق العنان لردود فعل في الجانبين بدت أقرب إلى التعبير عن الغضب من الزيارة.
انتقاد مزدوج
ومع تباين ردود الفعل إزاء زيارة آشتون إلا أن اللافت أنها نالت انتقادا من الطرفين حيث اعتبر منسق تمرد محمود بدر أن على الاتحاد الأوروبي أن يدرك أن الحل يبدأ بالاعتراف بـ"الموجة الثورية التي تمت في الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي والاعتراف بشرعية الخارطة السياسية الجديدة وأنه لن يتم التراجع خطوة واحدة إلى الخلف".
في المقابل، أكد تحالف دعم الشرعية -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن الشعب المصري لن يغادر الميادين حتى تعود الشرعية، وأن التعاطي السياسي مع الأزمة يجب أن يكون عبر مبادرات جادة تنطلق من أرضية الشرعية الدستورية وعلى أساس عودة الرئيس المنتخب.
أما القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين حسن البرنس، فقد اعتبر الزيارة اعترافا ضمنيا باستمرار شرعية مرسي، لكنه لام في الوقت نفسه ما اعتبره موقفا باهتا من جانب الاتحاد الأوروبي إزاء "خطف" الرئيس المنتخب وعدم السماح لأهله أو محاميه أو أنصاره برؤيته، وهو ما اعتبره يخالف مبادئ حقوق الإنسان "التي تتشدق بها أوروبا".
واعتبر رئيس تحرير مجلة الديمقراطية بشير عبد الفتاح أن زيارة آشتون تعد مؤشرا إلى اتجاه من جانب طرفي الصراع نحو حلحلة الأزمة، متوقعا أن تكون المسؤولة الأوروبية قد طرحت مبادرة تتضمن قبول مؤيدي مرسي -وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين- بالأمر الواقع مقابل تقديم السلطة الجديدة ضمانات بعدم ملاحقتهم أمنيا أو ماليا.
مرحلة الحسم
وعن تصريحات الجانبين التي تؤكد تمسكهما بمواقفهما قال عبد الفتاح للجزيرة نت إن هذا أمر طبيعي مع الاقتراب من مرحلة الحسم وذلك من أجل الحصول على أفضل المكاسب.
أما عن سبب بروز الاتحاد الأوروبي في الواجهة وليس الولايات المتحدة فيرجعه بشير إلى أن علاقة القوى الإسلامية باتت متوترة بالولايات المتحدة حيث تراجعت مصداقيتها لديهم بعدما اعترفت بـ"الانقلاب العسكري" في حين يبقى سجل الاتحاد الأوروبي مع الإخوان أكثر مصداقية ولو بشكل جزئي.
من جانبه المحلل السياسي أحمد حسن الشرقاوي -وهو نائب مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط- يعتقد أن التدخل الأوروبي الحالي يصب لمصلحة "السلطة الانقلابية"، ويدلل على ذلك للجزيرة نت بالإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي وآشتون نفسها كانا صاحبي المبادرة التي رفضها مرسي قبل عزله لأنها كانت تنص على تنازله عن صلاحياته إلى رئيس جديد للحكومة.
وأرجع الشرقاوي حرص أوروبا على التدخل لإنهاء الأزمة إلى ما اعتبره رغبة في إنقاذ وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي عبر إقناع مؤيدي مرسي بإنهاء اعتصامهم في الميادين، بعدما بدا أن مواقف بعض الدول الأوروبية الكبرى قد تتغير تحت ضغط شعوبها خصوصا بعد سقوط الكثير من القتلى والجرحى بين المعتصمين على يد قوات الجيش والشرطة.