حداد بتونس وتوالي التنديد باغتيال البراهمي
من جهته أعلن رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر أن يوم الجمعة سيكون يوم حداد عام في البلاد.
في غضون ذلك دعا الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي إلى عصيان مدني سلمي لإسقاط الائتلاف الحاكم، كما دعا الأحزاب إلى حوار موسع لتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
بدوره قال القيادي في الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي إن على الحكومة الحالية أن ترحل، مضيفا أن المجلس التأسيسي توفي لأنه عجز عن صياغة الدستور.
أما الاتحاد العام التونسي للشغل فقد دعا إلى إضراب عام الجمعة تنديدا بالإرهاب والعنف والاغتيالات، على حد ما جاء في بلاغ صدر عن الاتحاد.
دعوة للتهدئة
وكان الرئيس التونسي منصف المرزوقي قال "إن من يريد ترويع الشعب التونسي لن ينجح في ذلك"، وذلك في كلمة توجه بها إلى التونسيين عقب اغتيال البراهمي، وطالب فيها القوى السياسية والشعب بالتحلي بالهدوء حتى لا تسقط البلاد في العنف.
وأوضح المرزوقي أن أهداف من يقومون بهذه العملية معروفة، وهي مرتبطة "بالحس الإجرامي واللاوطني"، مؤكدا أن البلاد سترفع التحدي الأمني وستحاسب من قام بهذه العملية أمام القضاء، وسترفع أيضا التحدي السياسي وستصل إلى بر الأمان، حسب قوله.
من جهته شجب رئيس الحكومة التونسية علي العريض في مؤتمر صحفي الحادثة التي اعتبر أنها تهدف إلى زعزعة الاستقرار في تونس، كما استنكر صدور مواقف تنادي "بالتقاتل وبتحكيم الشارع" عقب حادثة الاغتيال مباشرة.
واعتبرت رئاسة الجمهورية التونسية أن منفذي عملية الاغتيال هدفهم الزج بالبلاد في "التناحر والعنف"، مدينة في بيان لها "الجريمة النكراء (..) التي اختار المخططون ذكرى عيد الجمهورية موعدا لتنفيذها".
ودعت التونسيين إلى عدم الوقوع في "الفخ" الذي أراد من خلاله "المجرمون" دفع البلاد إلى التناحر والعنف محل الوفاق الوطني والتطور السلمي.
ردود دولية
وخارجيا أدانت الولايات المتحدة اغتيال البراهمي ودعت إلى تحقيق شامل لتقديم الجناة إلى العدالة.
كما أدانت فرنسا عملية الاغتيال ودعت القوى السياسية والاجتماعية في تونس إلى التكاتف من أجل استكمال المسار الانتقالي.
من جهتها عبرت بريطانيا عن قلقها البالغ بعد اغتيال المعارض السياسي محمد البراهيمي، في حين أدانت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي اغتيال البراهمي، مطالبة "بتحقيق سريع وشفاف" في هذه الجريمة.
والبراهمي هو نائب عن حركة الشعب ذات التوجه القومي الناصري، وهو من محافظة سيدي بوزيد حيث انطلقت الثورة التونسية.
وقد التحق مؤخرا بصفة فردية بالجبهة الشعبية بعد خلافات مع حزبه حركة الشعب، حيث اعتبر أنها "تسير في اتجاه قريب من السلطة"، وعُرف بمواقفه المناهضة للائتلاف الحاكم خاصة حركة النهضة.
وعملية اغتيال البراهمي هي الثانية من نوعها في البلاد بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في فبراير/شباط الماضي.