أوروبا تستفسر عن برنامج تجسس أميركي

EUropean leaders pose during the family photo of the European Union leaders summit at the EU headquarters on June 27, 2013 in Brussels. European Commission President Jose Manuel Barroso on Thursday announced a political deal on the EU's hotly contested 2014-2020 trillion-euro budget, hours before an EU summit mulls how to get millions of jobless youths back into the workplace. AFP PHOTO / JOHN THYS
undefined

طلبت أوروبا من الولايات المتحدة الأحد تقديم تفسيرات بشأن معلومات تشير إلى أن برنامج التجسس الأميركي قد يكون استهدف مؤسسات ودولا في الاتحاد الأوروبي، مما يمكن أن يؤثر على العلاقات بين الطرفين، فيما لم تعط واشنطن تفسيرات حول الأمر، مؤكدة أن أوروبا حليفها "الأكثر قربا".

وكانت مجلة "دير شبيغل" الألمانية قد كشفت عن أن برنامج التجسس "بريزم" التابع لوكالة الأمن القومي استهدف أيضا الاتحاد الأوروبي، بحسب وثائق سرية سربها المستشار الأميركي للوكالة إدوارد سنودن لمصادر صحفية.

وذكرت المفوضية الأوروبية في بيان لها أنها اتصلت بالمسؤولين الأميركيين في واشنطن وبروكسل، و"واجهتهم بالمعلومات الصحفية"، مشيرة إلى أن هؤلاء المسؤولين وعدوا بالرد على التساؤلات، وعلى أنهم يحققون في صحة المعلومات التي نشرت أمس.

ووصف رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز المعلومات في حال تأكُّدها بـ"الفضيحة الكبيرة"، التي ستضر كثيرا بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة"، بحسب رأيه.

الاتحاد الأوروبي أكد عام 2003 اكتشاف نظام تنصت هاتفي على مكاتبه في العديد من الدول مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا والنمسا وإيطاليا

مطالبة بالتفسير
من جهتها، طالبت كل من ألمانيا وفرنسا بتفسيرات بشأن ما نُشر، مؤكديْن على أن الأمر غير مقبول، حيث طلبت وزيرة العدل الألمانية سابين لوثيسر شنارينبيرغر، بـ"تفسيرات فورية" من السلطات الأميركية إزاء الموضوع نفسه.

وتساءلت الوزيرة بشأن صحة المعلومات المسربة عن تجسس الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن اعتبار "أصدقائنا الأميركيين، أن الأوروبيين بمثابة أعداء، أمر لا يمكن تخيله".

وكانت وثيقة نقلتها "دير شبيغل"، قد أظهرت أن الولايات المتحدة تصنف ألمانيا شريكة "من الدرجة الثالثة"، وأن المراقبة هناك أقوى منها في أي دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي، وأن حجمها يوازي حجم المراقبة في الصين أو العراق أو السعودية.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان له، إن بلاده طلبت من واشنطن، شرحا لما نشرته المجلة الألمانية، معتبرا أن الأمر "يُعد غير مقبول تماما في حال تأكده".

كما طالب المسؤول الفرنسي السلطات الأميركية بتقديم تفسير بشأن ما وصفه بالمخاوف المشروعة بشأن برنامج التجسس، في "أسرع وقت ممكن".

كما طالب زعيم حزب اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون بـ"الوقف الفوري للمفاوضات التجارية" التي أطلقت منذ فترة قصيرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

‪سنودن سرب معلومات حول نشاطات تجسس أميركية‬ (الفرنسية-أرشيف)
‪سنودن سرب معلومات حول نشاطات تجسس أميركية‬ (الفرنسية-أرشيف)

حلفاء مقربون
في المقابل اكتفى مساعد مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي بن رودس بالقول إن الأوروبيين "هم من بين الحلفاء الأكثر قربا" للولايات المتحدة في مجال الاستخبارات، رافضا إعطاء تفاصيل إضافية.

ونقلت مجلة "دير شبيغل" وثيقة تعود إلى سبتمبر/أيلول من عام 2010 مصنفة كـ"سرية للغاية"، تشرح فيها وكالة الأمن القومي الأميركية كيف كانت تتجسس على مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في واشنطن.

وبحسب المصدر ذاته فلم يعتمد التجسس الأميركي على مايكروفونات زُرعت في المبنى فحسب، بل أيضا على خرق للنظام المعلوماتي التابع للبعثة كان يتيح قراءة البريد الإلكتروني والوثائق الداخلية.

وتضيف مجلة "دير شبيغل" أن وكالة الأمن القومي الأميركية وسّعت نشاطاتها حتى بروكسل، موضحة أنه "منذ أكثر من خمس سنوات" كشف خبراء أمنيون في الاتحاد الأوروبي نظام تنصت على شبكتي الهاتف والإنترنت للمقر الرئيسي لمجلس الاتحاد في بروكسل.

وكان الاتحاد الأوروبي أكد عام 2003 اكتشاف نظام تنصت هاتفي على مكاتبه في العديد من الدول، مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا والنمسا وإيطاليا.

يشار إلى أن سنودن الذي سرب معلومات حول نشاطات تجسس هذه الوكالة، لا يزال عالقا في مطار موسكو الذي وصله من هونغ كونغ، لأن الولايات المتحدة ألغت جواز سفره وتطالب بتسلمه بعد اتهامه بالتجسس.

المصدر : وكالات