أميركا تحذر رعاياها والمفتي يحرّم الاقتتال
حذرت الولايات المتحدة مساء الجمعة رعاياها من السفر إلى مصر، وسمحت لقسم من موظفيها الدبلوماسيين والقنصليين بمغادرة هذا البلد بسبب الاضطرابات السياسية التي تعصف به، وذلك بعد تأكيد مصادر رسمية مصرية مقتل أميركي خلال صدامات جرت في الإسكندرية.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنها سمحت يوم 28 يونيو/حزيران الجاري لعدد محدود "من الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة مصر".
وأضافت أنها تنصح الرعايا الأميركيين بتجنب "أي رحلة غير ضرورية" إلى مصر في الوقت الراهن، بسبب استمرار "احتمال حدوث اضطرابات سياسية واجتماعية".
وتابع التحذير أنه "من المرجح أن تستمر الاضطرابات السياسية… على المدى القريب بسبب الاضطرابات المتعلقة بالذكرى السنوية الأولى لتولي الرئيس السلطة".
في غضون ذلك دعا مفتي الديار المصرية شوقي علام المصريين إلى الحفاظ على أياديهم نقية من دماء إخوانهم، بينما حذرت جماعة الإخوان المسلمين من أن الإسلاميين في مصر لن يسمحوا بأي انقلاب على الرئيس محمد مرسي، وذلك بعد مظاهرات وأعمال عنف جرت الجمعة في عدة محافظات مصرية قُتل فيها ثلاثة وجرح العشرات.
وتابع بقوله إن "الذين يظنون أننا سنخلي الميادين لكي يحاولوا الظهور أمام العالم وكأنهم ثورة ثانية، نقول لهم: لستم ثورة ثانية ولسنا نظام مبارك"، مؤكدا أن المتظاهرين الإسلاميين سيبقون معتصمين و"لن نسمح بأن تفرض إرادة على إرادة الشعب، ولن نسمح بأي انقلاب على الرئيس".
واتهم البلتاجي المعارضة "بالهروب من الطريق الديمقراطي إلى طريق العنف"، ودعاها إلى خوض "منافسة شريفة" في انتخابات مجلس النواب المفترض إجراؤها خلال الأشهر المقبلة.
وجاء حديث البلتاجي بعدما شهدت القاهرة وعدة محافظات مصرية أخرى مظاهرات الجمعة تطالب برحيل مرسي، ووقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس ومعارضيه في الإسكندرية أسفرت عن مقتل شخصين -أحدهما مصور صحفي أميركي- وإصابة 70 شخصا، وذلك قبل يومين من مظاهرات حاشدة دعت إليها المعارضة يوم 30 يونيو/حزيران الجاري، تدعو إلى إقالة مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
اتهامات بالتحريض
وكان حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين قد اتهم في وقت سابق الجمعة قادة جبهة الإنقاذ المعارضة -وخصوصا محمد البرادعي وحمدين صباحي– بالتحريض على العنف.
واعتبر البيان أن من قام بالاعتداءات هم عدد من "بلطجية الحزب الوطني المنحل"، في إشارة إلى الحزب الذي كان يهيمن على الحياة السياسية خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك تحت رعاية أعضاء من حركة تمرد ومليشيات جبهة الإنقاذ، على حد قول البيان.
وطالب الحزب أجهزة الأمن بسرعة القبض على منفذي الاعتداءات، وحذر من "استمرار هذه الأوضاع المشينة التي تنذر بعواقب وخيمة تجر البلاد إلى دوامة من العنف والفوضى".
وقد رد البرادعي على تلك الاتهامات عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر مساء الجمعة، مؤكدا أنه يدين "بكل قوة العنف بكافة أشكاله وصوره ضد كل إنسان أيا كانت عقيدته أو انتماؤه.. قوتنا هي الحق، وسلميتنا هي السبيل".
الأزهر يحذر
من جهته حذر الأزهر الشريف من "حرب أهلية"، ودعا في بيان نقلته وسائل الإعلام إلى "اليقظة حتى لا ننزلق إلى حرب أهلية لا تفرق بين موالاة ومعارضة، ولا ينفعنا الندم حين ذلك".
وأدان الأزهر "العصابات الإجرامية التى تسببت في سقوط ضحايا من شباب مصر الطاهر"، واستنكر "بشدة حصار بعض المساجد في المنصورة وغيرها من بعض الجهلة الذين لا يريدون الخير لمصر وأهلها".
وبدوره دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف في مصر إلى ااحترام مبدأ الاحتجاج السلمي واللاعنف. ودعا بيان صادر عن مسؤولة الشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد كاثرين آشتون كل الأطراف المصرية إلى بذل مزيد من الجهود "لبناء الثقة والعمل من أجل الشمولية والمصالحة".
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المصريين على التزام المبادئ العالمية للحوار السلمي ونبذ العنف، وشدد على حق الشعب في التظاهر سلميا، داعيا كل الأطراف إلى احترام هذا الحق والتمسك بأحكام القانون.