وزير إسرائيلي يتوقع انتصار الأسد بدعم إيراني

Finance Minister of Israel, Yuval Steinitz addresses the gathering in New Delhi, India on 15 December 2011 during the Delhi Economic Conclave. The Delhi Economic Conclave is a two-day event organized by Confederation of Indian Industry (CII) on 'Global Economic Situation: New Order Emerging?'. EPA/ANINDITO MUKHERJEE
undefined

أعرب وزير الشؤون الدولية والإستراتيجية والاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينيتز عن اعتقاده بأن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن ينتصر على الثوار بفضل مساعدة إيران وحزب الله اللبناني.
 
ورغم تنصل أعضاء آخرين في الحكومة الإسرائيلية من هذا التقييم باعتباره شخصيا فإنه يعكس الصعوبات التي تواجه إسرائيل والدول الغربية في التكهن بمصير سوريا والتفكير في التدخل.
 
وسئل يوفال في مؤتمر مع صحفيين أجانب بالقدس عما إذا كانت النجاحات التي حققتها قوات الأسد في الآونة الأخيرة في مواجهة مقاتلي المعارضة تؤذن بانتصار الرئيس السوري فقال "كنت دائما أعتقد أن اليد العليا ربما تكون في النهاية للأسد بدعم قوي من إيران وحزب الله". وشدد قائلا "وأعتقد أن هذا ممكن".

لكن الوزير الإسرائيلي ربط انتصار الأسد أيضا بعدم إحراز قوات الثوار تقدما واستمرار النظام في الصمود وحصوله على دعم قوي جدا من إيران وحزب الله. وأشار إلى أن الجيش السوري يتلقى "دعما كبيرا" من إيران وحزب الله الذي يرسل آلاف المقاتلين "ضمن وحدات منظمة جدا ومجهزة جدا، وهذا يمكن أن يساعد".

كما ألمح إلى أن حكومة الأسد "ربما لا تبقى فحسب بل وتستعيد أراضي أيضا" من الثوار.

وشتاينيتز ليس عضوا في الحكومة الأمنية المصغرة، لكنه مطلع على أحدث معلومات المخابرات، وله كلمة مسموعة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقد قوبلت تصريحاته بفتور من وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليتين.

وقال دبلوماسي إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "هذا تقييم شتاينيتز الشخصي الذي يستند إلى معلومات أو هو بالأحرى تقييم جزافي".

من جانبه قال مسؤول إسرائيلي كبير إن شتاينيتز كان يعبر عن تقييمه الشخصي للوضع، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتابع الوضع دون أن تنحاز إلى أي جانب. وردا على سؤال عما إذا كانت لدى إسرائيل توقعات رسمية من أجهزة المخابرات بشأن الوضع في سوريا قال المسؤول إن الوضع يتغير بشكل شبه يومي وبالتالي تتغير التقييمات.

وفي يونيو/حزيران 2011 بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء الانتفاضة السورية باحتجاجات سلمية توقع وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الحين إيهود باراك سقوط الأسد خلال أسابيع.

وبعد مرور أشهر وتحول الانتفاضة إلى صراع مسلح قال مسؤول إسرائيلي رفيع إن باراك كان يحاول تشجيع خصوم الأسد على الإسراع بالإطاحة به وهي نتيجة كانت تعدها إسرائيل حتمية في ذلك الوقت.

حذر إسرائيلي
لكن حكومة نتنياهو الحالية تبدو أكثر حذرا نظرا لحفاظ نظام عائلة الأسد على الاستقرار في جبهة الجولان المحتل طيلة 40 عاما.

‪آثار القصف في اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في قرية سورية بالجولان‬ (رويترز)
‪آثار القصف في اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في قرية سورية بالجولان‬ (رويترز)

ولا تريد إسرائيل حدوث فوضى هناك خاصة في ظل تقديراتها بأن واحدا من كل عشرة مقاتلين مناهضين للأسد ممن يوصفون بالإسلاميين المتشددين.

ويقول مسؤولون حكوميون أيضا في أحاديث خاصة إنهم حثوا نظراءهم الغربيين على التفكير بعناية في أي مساعدات يقدمونها للثوار السوريين خشية استخدام الأسلحة في نهاية الأمر ضد إسرائيل

ونفذت إسرائيل ما لا يقل عن ثلاث ضربات جوية على مواقع سورية وصفتها مصادر بالمخابرات بأنها تضم أسلحة متقدمة كانت في طريقها إلى حزب الله وتطلق القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة النيران بين الحين والآخر ردا على نيران سورية عند اشتعال معارك بين قوات النظام وكتائب الثوار قرب المنطقة.

وفي تلميح لتفوق القوة العسكرية الإسرائيلية حذر شتاينيتز "أقول لسوريا ولنظام الأسد كونا متنبهين جدا، لا تسمحا بأي استفزاز في الجولان أو ضد دولة إسرائيل".

وأضاف "لا نريد التورط، لا تجبرونا على ذلك. لا تستفزونا، لا تقوموا بحسابات خاطئة في ما يتعلق بنا. ولكن من جهة أخرى، إذا اعتقد أحد أنه يستطيع السماح بحرب استنزاف على حدودنا، فعليه أن يفكر في هذا الأمر".

وإثر قرار النمسا سحب كتيبتها من قوة الأمم المتحدة المنتشرة في الجولان بعد مواجهات بين الثوار وقوات النظام السوري، رأى الوزير الإسرائيلي أن من الأهمية الحفاظ على اتفاقات فك الاشتباك ووقف إطلاق النار واحترامها.

وتحتل إسرائيل القسم الأكبر من هضبة الجولان السورية منذ 1967 واتخذت قرارا بضمها عام 1981.

المصدر : وكالات