فلسطينيو سوريا بلبنان يشكون أوضاعهم

المعتصمون قالوا بانهم يطالبون بحقهم من وكالة أنروا بالايواء والغذاء والصحة.
undefined

جهاد أبو العيس-بيروت

داخل خيمة الاعتصام أمام مقر المنظمة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيني (أونروا) ولد اللاجئ الطفل معتصم رجب قبل تسعة أيام, في مشهد متجدد عاشته عائلته التي شردت بخيام اللجوء بعد نكبة فلسطين عام 1948.

معتصم الذي سمي بهذا الاسم دعما لاعتصام ذويه وعشرات من العائلات الفلسطينية الفارة من الموت في سوريا إلى لبنان أمام مقر الوكالة الدولية، لم تشفع له أو لأمه حالتهم المزرية حتى يعامل ويولد كأي طفل بالعالم ضمن معايير الحد الأدنى من الرعاية والأمان الصحي.

فالمنظمة الدولية التي تأسست "لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" لم تغث "معتصم" رغم منحها له "بطاقة لاجئ" وقت حاجته لها، بعد أن داهمت خيمة اعتصام أمه الحامل سيول الأمطار الغزيرة دون أن تجد مساعدة.

طلب مأوى
ويعتصم داخل عدد من الخيام منذ ما يقارب الشهر أمام مقر الوكالة الدولية في بيروت ما يزيد على العشرين عائلة فلسطينية ( نحو120 لاجئا ) ممن تطالب المنظمة الدولية بإيجاد مأوى لهم بعد أن تقطعت بهم السبل بعد دخولهم لبنان.

وقد دخل لبنان منذ اندلاع الثورة السورية أكثر من 33 ألف لاجئ فلسطيني من مختلف مخيمات اللجوء بسوريا طبقا لإحصاءات أونروا، 45% منهم أطفال وفق "يونيسيف" توزعوا ضمن ظروف معيشية مأساوية داخل مخيمات لبنان التي تعاني أصلا من حالة اكتظاظ وضنك وسوء أوضاع إنسانية منذ عقود.

ويطالب المعتصمون -وفق الناطق باسمهم يوسف أبو عفيف- بتوفير الإيواء والغذاء والرعاية الصحية من الوكالة الدولية التي التقوا مسؤوليها عدة مرات دون أي جديد، إلى جانب مطالبتهم بفرص للتعليم لأطفالهم الذين فاتتهم فرصة الالتحاق بالمدارس هذا العام.

‪واقع صعب يعيشه الفلسطينيون بالخيام بعد مضي قرابة شهر على اعتصامهم امام أونروا في بيروت‬ (الجزيرة نت)
‪واقع صعب يعيشه الفلسطينيون بالخيام بعد مضي قرابة شهر على اعتصامهم امام أونروا في بيروت‬ (الجزيرة نت)

وقال أبو عفيف للجزيرة نت إن الوكالة تنكرت لمطالبهم بحجة عدم وجود مخصصات مالية حالية لإيوائهم أو حتى إطعامهم اليومي، كما لفت لتنكر السفارة الفلسطينية ومنظمة التحرير بلبنان كذلك لواقعهم المرير مع الاكتفاء بالوعود التي قال إن المعتصمين سمعوا منها الكثير.

أبواب مغلقة
من جهته لفت مازن حزينة، وهو لاجئ معتصم وأب لخمسة أفراد قادم من مخيم اليرموك، إلى أن مبنى أونروا  تنكر لوجودهم فأغلق الأبواب في وجوههم ورفض استخدامهم دورات المياه أو حتى تزويدهم بالماء أو الوجبات الغذائية أو حتى الأغطية، ناقلا عن أحد المسؤولين قوله "إن من نصب لكم الخيام عليه تقديم كل ذلك لكم".

كما قال إن عدد أطفال العائلات الذين ليس لهم مأوى يقارب الخمسين طفلا يعيشون ظروف البرد والعوز وقلة الأغطية والطعام، فضلا عن غياب ظروف النظافة والاستحمام وتبديل الملابس وغيرها من أساسيات الحد الأدنى من العيش الإنساني الكريم.

وذكر للجزيرة نت أن أونروا ستمنح أوائل أبريل/نيسان القادم "ولمرة واحدة فقط " كل عائلة عدد أفرادها ثلاثة فأقل مبلغ 160 ألف ليرة لبنانية (حوالي مائة دولار) ومائتي ألف ليرة لبنانية (نحو 135 دولارا ) للعائلات التي لديها عدد أكبر من الأفراد، ومبلغ ثلاثين ألف ليرة (عشرين دولارا ) لكل شخص بدل غذاء ولمرة واحدة فقط.

أونروا ملزمة بموجب قرار تأسيسها الدولي عام 1949 بتقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين بمناطق وجودهم الخمس: الضفة وغزة والأردن وسوريا ولبنان

وتشهد خيام الاعتصام زيارات يومية تضامنية من وفود وهيئات داخلية وخارجية وتغطيات لوسائل إعلامية مختلفة، دون أن يحدث كل ذلك وفق المعتصمين أية انفراجات في واقعهم الذي يشهد صعوبة يوما بعد يوم.

نداء وخطة
في المقابل ردت أونروا على استفسارات الجزيرة نت حول واقع المعتصمين بتصريح مكتوب قالت فيه إنها لم تأل جهدا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين منذ وصول الدفعة الأولى منهم من سوريا إلى لبنان في يوليو/تموز الماضي.

وقالت المنظمة إنها استجابت لواقع الأزمة بإطلاق نداء وخطة استجابة للمانحين، كما استمرت بالتنسيق مع الجمعيات غير الحكومية والمؤسسات المحلية لإيصال المساعدات إلى كل اللاجئين القادمين من سوريا.

ولفتت إلى تقديمها خدمات التعليم والصحة والاستشفاء لكل الفلسطينيين من سوريا -وهي النقطة التي شككت بها جمعيات حقوقية وإغاثية وكذا لاجئون- وقالت إنه ومع بداية شهر أبريل/نيسان المقبل سيتم توزيع الدفعة الثالثة من المساعدات النقدية.

كما قالت المنظمة إن القضية الأكثر إلحاحاً التي تواجه اللاجئين هي الإيواء، مشيرة إلى مساعدتها عائلات من خلال توزيع مساعدات نقدية مخصصة للإيواء لـ17 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا في ديسمبر/كانون الأول ولأكثر من ثلاثين ألفا في فبراير/شباط الماضي، وستتم جولة التوزيع الثالثة للمساعدات النقدية في أبريل/نيسان, وهو ما شككت به أيضا جمعيات حقوقية أوضحت أن المبالغ المدفوعة تدفع مرة واحدة فقط ولا تتجاوز بأحسن سقوفها مائتي دولار، في ظل متوسط لأجور المنازل داخل المخيمات بحوالي 270 دولارا شهريا ، وحوالي 450 دولارا لخارجها.

وعن إشكالية التعليم قالت أونروا إن لديها أكثر من ثلاثة آلاف طالب فلسطيني من سوريا بمدارس الوكالة، ضمن صفوف خاصة وعادية مع مناهج دراسية مبنية على المهارات الأساسية من المنهاجين السوري واللبناني.

يُذكر أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ملزمة بموجب قرار تأسيسها الدولي عام 1949، بتقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في مناطق وجودهم الخمس (الضفة الغربية وغزة والأردن وسوريا ولبنان) والمتمثلة بالإيواء والغذاء والتعليم والصحة, خاصة في أوقات الأزمات.

المصدر : الجزيرة