واشنطن تخشى انضمام أميركيين للقتال بسوريا
ياسر العرامي-واشنطن
تخشى الولايات المتحدة الأميركية انضمام أميركيين للقتال في سوريا ضد نظام بشار الأسد إلى جانب "جماعات متطرفة مرتبطة بـتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة، وعودة هؤلاء المقاتلين "حاملين أفكاراً متطرفة"، وتنفيذ هجمات داخل البلاد مما يمثل مخاطر أمنية كبيرة.
وحذر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) الأميركيين من الانضمام إلى المقاتلين "المتشددين في سوريا"، واعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن دافع التحذير هو الخوف من انضمام أميركيين للصراع في سوريا، "الذي يزيد من فرص تطرفهم على يد الجماعات المتشددة المرتبطة بالقاعدة التي تقاتل نظام الأسد".
وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الأميركية قالت إنه ليس لديها تقديرات عن عدد الأميركيين الذين يقاتلون في سوريا، تقدر مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الدفاع البريطانية عدد المقاتلين الأميركيين في سوريا بنحو 24 شخصاً على الأقل "يقاتلون في صفوف جبهة النصرة التي قُدر عدد عناصرها بنحو 15 ألفاً من أصل مائة ألف يقاتلون الأسد".
اتهامات
ووجهت هذا العام اتهامات لثلاثة أميركيين بالتخطيط للقتال إلى جانب جبهة النصرة في سوريا، وآخرهم مواطن أميركي من أصل باكستاني يدعى باسط شيخ (29 عاماً) يعيش في ولاية نورت كارولينا وجرى اعتقاله في نوفمبر/تشرين الأول الماضي بمطار رالي وهو في طريقه إلى لبنان.
وفي أبريل/نيسان الماضي اعتقل أميركي آخر في الثامنة عشر من عمره في مطار شيكاغو وهو في طريقه إلى سوريا.
وفي جلسة استماع للجنة الأمن الداخلي بمجلس الشيوخ هذا الشهر، عبر السيناتور توماس ديل عن هذه المخاوف قائلاً "نحن نعلم أن المواطنين الأميركيين وكذلك الرعايا الكنديين والأوروبيين حملوا السلاح في سوريا واليمن والصومال، والتهديد أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يعودوا إلى ديارهم وينفذون هجمات".
وكان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جميس كومي قد عبر في تصريحات سابقة له عن قلقه من مشاركة المقاتلين الأجانب في سوريا وتدريبهم، وقال إنها "أصبحت مثل أفغانستان عام 1980 بعد الغزو السوفياتي".
وأرجع باحث الشؤون العسكرية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات سيباستيان غوركا المخاوف من انضمام الأميركيين للقتال في سوريا إلى أن غالبية المقاتلين ضد الأسد "ليسوا علمانيين أو مسلمين معتدلين".
وأضاف أن هناك مقاتلين "متشددين وهؤلاء يشتركون في وجهات النظر مع أفكار القاعدة مما يعني أن الأميركيين الذين يذهبون للقتال هناك يصبحون عرضة للتطرف وفي النهاية يعودون إلى أميركا حاملين مهارات إرهابية من الممكن استخدامها ضد أهداف داخل الولايات المتحدة نفسها".
وبشأن طرق تجنيد هؤلاء الأميركيين للقتال في سوريا، قال غوركا "إذا ما نظرنا إلى تجنيد جهاديين في الماضي مثل ريتشارد ريد وزكريا موسوي، فإنه من الواضح أن العديد من المتطرفين يتم تحديدهم وتجنيدهم من خلال المساجد المتشددة".
التجنيد بالإنترنت
في المقابل، أكد المختص في دراسات الشرق الأوسط في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن مرهف جويجاتي أن المواطنين الأميركيين الذين ينضمون لجماعات متطرفة في سوريا ومن ثم يعودون إلى أميركا "حاملين أفكارا عنيفة يزرعون الخوف لدى الأوساط الأمنية الأميركية".
وأوضح جويجاتي أن عشرات الأميركيين سافروا إلى سوريا أو يحاولون القيام بذلك ولكن تم القبض عليهم من قبل السلطات الأمنية.
وأشار إلى أن عملية تجنيد هؤلاء للانضمام للقتال إلى "جانب المتطرفين" في سوريا تجري عبر الإنترنت، وأن الجهات الأمنية تقول إن المجندين الجهاديين يستهدفون فئة الطلاب من بين فئات آخرين.