مظاهرة حاشدة في كييف مناهضة للحكومة
واقتحم المتظاهرون دار بلدية العاصمة كييف، وقال شهود عيان إن مجموعة منهم استعانت بجرار في محاولة لشق الطريق لآلاف المحتجين وسط صفوف الشرطة قرب مقر الرئاسة. وقال الزعيم القومي أوليه تيانيبو لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن ممثلين لحزبه استولوا على مبنى البلدية.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتشدين الذين كان بعضهم يرد برمي الحجارة, كما أغلقت الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي بسلسلة من الحافلات والمتاريس الحديدية.
اشتباكات
وجرح عدد من المتظاهرين، بينما قال مسؤولو الشرطة إن نحو 100 شرطي أصيبوا في اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين، وذكر متحدث أمني أن "مجموعات من المحرضين" ألقت زجاجات حارقة على عناصر الشرطة.
وذكر زعماء من المعارضة أنه لا علاقة لهم بالعنف الدائر قرب المقر الرئاسي, وأشاروا إلى أنه من تدبير السلطات لاتخاذه ذريعة لتبرير حملة للشرطة، حسب قولهم.
ودعا زعيم المعارضة فيتالي كليتشكو، في كلمة ألقاها أمام عشرات الآلاف من المحتجين، الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته إلى الاستقالة, قائلا "إنهم سرقوا حلم أوكرانيا بالوحدة الأوروبية".
وجاء التجمع الحاشد للمعارضة، وهو الأكبر في كييف منذ الثورة البرتقالية قبل تسع سنوات، بعد يوم من حملة أمنية على المحتجين.
وكانت المعارضة الأوكرانية دعت في وقت سابق أنصارها إلى النزول إلى الشوارع والتظاهر بصورة حاشدة اليوم الأحد للمطالبة باستقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وحث زعيم المعارضة آرسني ياتسنيوك المتظاهرين على مواصلة الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، بينما دعت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، التي تقضي عقوبة بالسجن سبع سنوات، الأوكرانيين إلى "الوقوف في وجه الدكتاتورية"، مطالبة بعدم مغادرة الشارع طالما لم تتم الإطاحة بالنظام.
تحذير
في المقابل، وجّه وزير الداخلية الأوكراني فيتالي زاخارتشينكو تحذيرا للمتظاهرين بأن الشرطة لن تسكت عن أيّ إخلال بالأمن، وتساءل الوزير إن كان المطلوب هو السير في الطريق الذي سارت فيه ليبيا وتونس، وفق تعبيره.
من جانبه، ندد الرئيس يانوكوفيتش باستخدام القوة بحق المتظاهرين، وقال عقب أعمال العنف التي وقعت فجر السبت "أطالب مكتب المدعي العام بأن يكشف لي بشكل عاجل وللمجتمع الأوكراني نتائج تحقيق فوري وموضوعي من أجل معاقبة الأشخاص المسؤولين بشكل مناسب".
وأعلن يانوكوفيتش أنه سيقوم بكل ما بوسعه من أجل تسريع عملية تقارب بلاده مع الاتحاد الأوروبي، بعدما كان رفض الجمعة في قمة بفيلنيوس توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي كان يجري التحضير له منذ أشهر، وقد اتُّهم بإعادة البلاد إلى قبضة روسيا.