الجماعة الإسلامية: كيري كشف الموقف الأميركي
أنس زكي-القاهرة
قالت الجماعة الإسلامية في مصر إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في القاهرة الأحد كشفت بوضوح الموقف الأميركي الداعم للانقلاب الذي شهدته مصر في 3 يوليو/تموز الماضي عندما تدخل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لتعطيل الدستور وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وفي بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه اعتبرت الجماعة أن واشنطن "كشفت عن موقفها الداعم لانقلاب مناهض للإرادة الشعبية والمبادئ الديمقراطية ومتغافل عن حقوق الإنسان"، كما اعتبرت أن هذا الانقلاب يبحث عن نظام يكون "كنزا إستراتيجيا لإسرائيل وتابعا لأميركا".
وانتقدت الجماعة الإسلامية تصريحات كيري، وقالت إن وزير الخارجية الأميركى "لم ينطق بكلمة واحدة عن قتل الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين السلميين أو عن إطلاق الرصاص واعتقال النساء والفتيات أو إغلاق الفضائيات أو منع بعض البرامج المعارضة أو استمرار الطوارئ وحظر التجول أو كتابة دستور في غرف مغلقة أو الزج برؤساء الأحزاب في السجون باتهامات ملفقة مع الآلاف من أعضاء تلك الأحزاب".
وأضاف البيان أن الجماعة الإسلامية وممثلها السياسي حزب البناء والتنمية يوقنان أن "الشعب المصري الذي يزداد رفضه ومعارضته السلمية للانقلاب يوما بعد يوم هو وحده، وليس أميركا وإسرائيل، الذي سيضع مصر على طريق الحرية والكرامة الإنسانية بعيدا عن رغبات واشنطن أو تل أبيب".
وكان كيري أكد أن واشنطن ستواصل العمل مع السلطات الحالية في القاهرة، وتعهد بالاستمرار في تقديم المساعدات المختلفة لمصر وذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري نبيل فهمي ضمن زيارته القصيرة للقاهرة التي جاءت في مستهل جولة له بعدة دول في المنطقة.
وقلل كيري من شأن قرار بلاده تجميد جزء من المساعدات العسكرية إلى مصر، واعتبر أنه لن يؤثر على العلاقات بين البلدين، واعتبر أن "الحكومة المصرية تعاملت بذكاء مع هذا الموضوع" الذي رفض أن يفسَّر عقابا لمصر، كما وجه رسالة للشعب المصري مفادها أن "واشنطن صديق وشريك لمصر".
وأوضح كيري أن المساعدات الأميركية ستستمر في المجالات التي تخدم المصريين بطريقة مباشرة، ومن بينها تلك الموجهة للصحة والتعليم، وأكد أن بلاده حريصة على دعم مصر من أجل ضمان تأمين حدودها ومكافحة "الإرهاب" وضمان الأمن بسيناء.
وذكر كيري أن هناك توافقا بين البلدين على العديد من النقاط، وأوضح أنه عبر لنظيره المصري عن تطلعه للعمل سويا على تنفيذ خريطة الطريق ومواجهة التحديات، وأوضح أن مستقبل مصر تحدده خريطة الطريق وطريقة تنفيذها، معتبرا أن نجاح مصر في هذه المرحلة سيؤثر مباشرة على المنطقة.