لقاء برام الله حول مآسي الأسرى المرضى
نعي ودفن
وفي مستهل اللقاء، استعرض وزير الأسرى عيسى قراقع عددا من الحالات المرضية داخل السجون، موضحا أن الأمر وصل حدّ التوجه إلى المحكمة العليا بهدف الحصول على أقل الحقوق كما حدث مع أسير أراد استبدال عكازه.
وعزز قراقع حديثه اليوم بمجموعة رسائل وصلت إليه من أسرى مرضى داخل السجون، بعضهم نعوا أنفسهم تقديرا بأنهم لن يخرجوا أحياء، بينما يحدد آخرون أماكن دفنهم في مناطق سكناهم أو يطلبون نقلهم إلى السجون بدل العذاب في عيادة سجن الرملة.
وفي اللقاء ذاته، تحدث العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي عفو اغبارية -وهو طبيب عاين حالات عدد من الأسرى- عن إهمال طبي بحق المرضى، مستشهدا بوضع أسير قرر الاحتلال إجراء عملية لقطع رجله بعدما استفحل فيها المرض دون أن يكون هناك داع لهذا الإجراء.
أما المحامية المختصة بملفات الأسرى المرضى عبير بكر فلفتت إلى تراكم ملفات يطالب أصحابها بدخول طبيب خاص لمعاينة حالاتهم أمام محاكم الاحتلال، في ظل مماطلة غير مسبوقة ورفض في أغلب الأحيان.
وقالت عبير إن الاحتلال يفرج أحيانا عن أسرى مرضى "هروبا من المسؤولية القانونية"، موضحة أن الأمر في المحاكم لم يعد يقف عند حد التأجيل الممل في الملفات، بل إلى التشكيك في صحة تقارير مصلحة السجون.
حزن ومناشدة
بدورهم، روى ذوو الأسرى معاناة أبنائهم، حيث قالت والدة الأسيرين خالد وناصر الشاويش إنها حضرت لتقول إن جميع من ناشدتهم وتوجهت إليهم من حقوقيين وسياسيين لم يحققوا منذ 11 عاما مطلبها بزراعة قرنية لابنها خالد، لتضيف "حكموا عليه بالإعدام وهو حي".
ومن أقصى جنوب الخليل، حمل الحاج نبيل الشوامره والدته متغلبة على أوجاع الشيخوخة وتوجه إلى رام الله لبث الأحزان والمناشدات لإنقاذ حياة شقيقه الأسير نعيم.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن صحة شقيقه تدهورت بشكل مفاجئ وفقد القدرة على الحركة والتحكم في يديه بعد إصابته بضمور في العضلات، مضيفا أنه نقل أمس إلى المحكمة العليا على كرسي متحرك بعدما كان صحيح الجسم قبل أسابيع قليلة.
وأوضح أن مطلب نعيم الوحيد من المحكمة هو إيفاد طبيب خاص لفحصه على عجل، والإفراج عنه لتلقي العلاج خارج السجن بعدما فقد الأمل في العلاج داخله.
وكما في مناسبات سابقة انتهى لقاء ذوي الأسرى دون بارقة أمل، لكن في ظل إجماع على ضرورة تحريك الملف بشكل أفضل وضرورة تكاتف جهود كافة المؤسسات للبحث عن برنامج عملي يقود إلى إنقاذ حياة هؤلاء الأسرى.