باكستان تحاكم مشرف بتهمة الخيانة
أعلن وزير الداخلية الباكستاني شودري نزار علي خان أن إسلام آباد ستحاكم الرئيس السابق برويز مشرف بتهمة "الخيانة" لأنه فرض حالة الطوارئ وألغى العمل بالدستور عام 2007، وهي قضية ستضاف إلى أخرى يتابع فيها مشرف بتهم متعددة، منها التورط في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو.
وهذه أول مرة في تاريخ باكستان المليء بالانقلابات يحاكم فيها رئيس أو قائد عسكري سابق بتهمة الخيانة، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام أو الحبس المؤبد.
وقال خان خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون مباشرة اليوم الأحد "بعد حكم المحكمة العليا وتقرير سلمته لجنة تحقيق، تقرر بدء إجراءات محاكمة بحق الجنرال برويز مشرف (بتهمة الخيانة) بموجب المادة السادسة من الدستور"، مشيرا إلى أن اتخاذ القرار راعى "المصلحة الوطنية".
وأضاف الوزير أن رئيس المحكمة العليا سيتسلم الاثنين رسالة من الحكومة تطلب فيها تشكيل محكمة تضم ثلاثة من قضاة المحكمة العليا لبدء محاكمة مشرف، وستعلن الحكومة في اليوم نفسه أيضا عن تعيين مدع خاص.
وأوضح أن متابعة مشرف بتهمة الخيانة لا تتعلق بثأر شخصي من قبل رئيس الوزراء الحالي نواز شريف الذي أطاح به انقلاب عسكري قاده مشرف عام 1999.
ويواجه مشرف (70 عاما) أربع قضايا جنائية تعود إلى فترة حكمه (1999-2008). ويذكر أنه أنهى منفاه الطوعي الذي استمر أكثر من أربع سنوات في مارس/آذار الماضي، آملا المشاركة في الانتخابات العامة التي أجريت في مايو/أيار الماضي و"إنقاذ" باكستان من الأزمة الاقتصادية وعدم الاستقرار.
غير أن القضاء الباكستاني سارع إلى التحرك ضد مشرف فأمر بإبقائه قيد التوقيف الاحتياطي في الفيلا الفخمة التي يقيم فيها بالعاصمة، وذلك في قضايا عدة بينها مقتل بوتو نهاية العام 2007، وتسريحه بشكل أحادي لقضاة في العام نفسه الذي فرض فيه حظر التجول، ومقتل زعيم المسلحين في ولاية بلوشستان جنوب غرب البلاد أكبر بختي الذي لقي مصرعه في عملية عسكرية عام 2006.
وأصبح مشرف الأسبوع الماضي "رجلا حرا" بعد حصوله على حرية مشروطة في القضية الأخيرة التي بقي فيها قيد التوقيف الاحتياطي، وهي المتعلقة بالهجوم الدامي على متحصنين في المسجد الأحمر بإسلام آباد عام 2007.
وطلب مشرف -الذي لا يزال اسمه على قائمة الشخصيات الممنوعة من السفر- الثلاثاء الماضي من المحكمة السماح له بمغادرة البلاد لزيارة والدته المريضة في دبي، ويرتقب أن تبت المحكمة في هذا الطلب غدا الاثنين.