المعارضة الأذرية تشكك بفوز علييف
قال مراقبون دوليون اليوم الخميس إن الانتخابات التي أسفرت عن فوز رئيس أذربيجان إلهام علييف بفترة رئاسية ثالثة شابتها عيوب جسيمة، ولم تحقق التزامات البلاد بإجراء انتخابات حقيقية وديمقراطية.
وقال مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن الانتخابات التي جرت أمس الأربعاء "قوضتها قيود على حرية التعبير والتجمع" ومزاعم بترويع مرشحين وناخبين.
وكان الرئيس علييف المنتهية ولايته، قد حقق فوزا كبيرا بالانتخابات الرئاسية، حاصدا أكثر من 84% من أصوات الناخبين.
ونقلت وكالة أنباء "ترند" الأذرية عن اللجنة المركزية للانتخابات، أن علييف حصل على معظم أصوات الناخبين، حيث لم يحصل أقرب منافسيه كاميل حسنلي سوى على 5.18% من إجمالي أصوات الناخبين.
ووجه علييف الشكر لمؤيديه على ثقتهم به خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدا أنه سيبذل جهوده خلال الفترة القادمة لتقديم أفضل ما لديه لبلاده.
يُذكر أن علييف كان قد خلف والده في رئاسة البلاد عام 2003 ثم أعيد انتخابه عام 2008 لولاية ثانية، ثم أجري استفتاء عام 2009 على إلغاء تقييد عدد الولايات الرئاسية المتتالية باثنتين فقط، وترشح إثر ذلك لولاية جديدة.
غير أن المعارضة أكدت أنها ستطعن بالنتائج، وقالت إن الانتخابات شهدت تلاعبا بالأصوات وإن الشرطة تدخلت في العملية الانتخابية.
ويسيطر علييف على معظم مقاليد السلطة ووسائل الإعلام بالدولة السوفياتية السابقة، وكان فوزه بالانتخابات أمرا مسلما به بالنسبة لكثيرين بأذربيجان.
وقال مرشح المعارضة حسنلي للصحفيين "سنذهب إلى المحكمة الدستورية وسنطلب إلغاء نتيجة الانتخابات".
وأضاف "جمعنا أمثلة عديدة على انتهاكات في التصويت، كان هناك حشو لصناديق الاقتراع وحالات لإدلاء ناخبين بأصواتهم أكثر من مرة وتدخل للشرطة في العملية الانتخابية".
وقالت اللجنة المركزية إنها لم تتلق أي شكاوى من حدوث انتهاكات، إلا أن الانتخابات وما صاحبها من ملابسات قد وحدت المعارضة الممزقة للمرة الاولى، حيث اصطفت أطيافها خلف حسنلي (61 عاما) وهو نائب سابق ومستشار للرئيس الأسبق أبو الفاز الشيبي الذي تولى الرئاسة سنة واحدة بين عامي 1992 و1993.
يُذكر أن اقتصاد أذربيجان انتعش بسبب النفط والغاز خلال السنوات العشر التي تلت تولي علييف (51 عاما) السلطة مما رفع مستويات المعيشة، لكن الرئيس واجه انتقادات بالداخل والخارج بسبب تعامل الحكومة مع منتقديها.
وتوجه لحكومة علييف انتقادات باستخدام القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات سريعا، وقالت جماعة معنية بحقوق الإنسان إن حملة سبقت الانتخابات أسفرت عن زيادة كبيرة بعدد المعتقلين السياسيين.