دمشق تنتقد حديث الإبراهيمي عن حرب أهلية
وقال بيان للخارجية السورية إن ما صرح به الإبراهيمي حول وجود حرب أهلية ينافي الحقيقة، وطلبت منه "التمسك بالإطار الذي حدد لسوريا" إن كان "يريد النجاح لمهمته ويريد تعاون الحكومة السورية".
ودعا الإبراهيمي لتحقيق تطلعات الشعب السوري، وهي دعوة ردت عليها الخارجية السورية بقولها "ليس من صلاحيات أي دولة أو مبعوث دولي الحديث عمن يدير سوريا".
كما حثت دمشق المبعوث المشترك –الذي عين قبل ثلاثة أيام فقط- على انتزاع تعهدات صارمة من "الدول التي تدعم العصابات الإرهابية المسلحة لتوقف تدخلها في شؤون سوريا".
ويقول النظام السوري إنه لا يواجه ثورة، بل "مؤامرة" تنفذها عصابات مسلحة، مدعومة غربيا وتركيا وخليجيا.
غضب المعارضة
وقبل أن يثير غضب دمشق، أثار الإبراهيمي سخط المجلس الوطني السوري، الذي طلب منه الاعتذار عما عده "استهانة بحق الشعب السوري في تقرير مصيره" بسبب تصريح نسبته رويترز للمبعوث المشترك جاء فيه أن "من المبكر الحديث عن رحيل الأسد".
وفي اتصال مع الجزيرة أمس نفى الإبراهيمي إدلاءه بالتصريح، وقال إن من عليه الاعتذار هو المجلس الوطني لأنه لم يحاول التأكد منه شخصيا.
وحدد الإبراهيمي الهدف الأول لمهمته في التغلب على انقسامات مجلس الأمن، قائلا إن الحديث عن أي تدخل عسكري لن يفشل مهمته فحسب، بل سيفشل عملية السلام برمتها، ورحب بالحوار مع إيران في هذا الشأن، وهي دولة ترفض الولايات المتحدة إشراكها باعتبارها داعمة للنظام السوري.
التفويض بالقوة
وقد حذرت روسيا اليوم على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف من أن مجلس الأمن وحده مخول التفويض باستخدام القوة.
وقال لافروف في هلسنكي "نرى من المناسب الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على أن استخدام القوة يقرره مجلس الأمن وحده".
وأضاف "الوضع في سوريا مهم ومدعاة للقلق، ليس فقط بسبب حمام الدم، لكن أيضا لأن عواقب هذه المأساة ستؤثر على طريقة التي ستحل بها النزاعات، من سينتصر، احترام ميثاق الأمم المتحدة أم ديمقراطية القنابل".
المعارضة والتسلح
واتهمت روسيا مرارا دولا غربية بتسليح المعارضة وبالتالي تشجيعها على عدم محاورة النظام السوري.
وقد جددت الاتهام على لسان نائب وزير خارجيتها غينادي غاتيلوف الذي تحدث عن "أدلة متزايدة" على أن المعارضة تتلقى "بكثافة أسلحة صنعت في الغرب" عبر أطراف أخرى.
وتساءل غاتيلوف في تغريدات على تويتر "كيف يريد شركاؤنا الغربيون .. أن تطبق بصدق العقوبات التي يطالبون بفرضها على سوريا؟".
أدلة متزايدة على تلقي المعارضة أسلحة صنعت في الغرب |
لكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أقر قبل ثلاثة أيام بأن دولا عربية خليجية تسلح المعارضة.
وكان فابيوس يتحدث لإذاعة فرنسية عن التزام فرنسا بحظر أوروبي على أطراف النزاع في سوريا، حيث "لا نستطيع تسليم أسلحة في ظروف يستعملها من يتسلمها ضدنا لاحقا".
الحصار المالي
وقد دعا فابيوس للتعاون مع روسيا لتضييق الخناق المالي على نظام الأسد الذي ينفق –حسبه- مليار يورو شهريا لقمع الانتفاضة، قائلا إن الاحتياطي النقدي في غياب دعم روسي إيراني لن يكفيه إلا لبضعة أشهر.
وتتحدث الأمم المتحدة عما لا يقل عن 17 ألف شخص قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات في سوريا منتصف مارس/آذار 2011.
وانهارت خطة سلام أممية عربية نصت فيما نصت على هدنة لم تصمد، ما دفع المنظمة الأممية لإنهاء عمل بعثة أممية غير مسلحة كلفت مراقبتها.
ووقفت البعثة عاجزة أمام ازدياد وتيرة العنف الذي حصد منذ دخولها سوريا قبل نحو أربعة أشهر حياة 9000 شخص.
منطقة آمنة
كما تتحدث الأمم المتحدة عن نحو 170 ألف سوري فروا من بلادهم بسبب المعارك، نحو 70 ألفا منهم لاجئون في تركيا.
وقال لصحيفة حريات التركية "إذا تجاوز رقم اللاجئين في تركيا مائة ألف، فإننا لن نجد أين نسكنهم. سيكون علينا حينها أن نسكنهم داخل سوريا. ربما سيكون على الأمم المتحدة بناء مخيمات في منطقة آمنة داخل حدود سوريا".
الأسد يصلي العيد
وفي ظهور نادر له، أدى الأسد صلاة العيد أمس في مسجد صغير بحي المهاجرين غير بعيد عن القصر الرئاسي، ركزت خطبته على "المؤامرة" التي تحيكها واشنطن وتل أبيب والغرب والعرب.
وكان الأسد –الذي اعتاد أداء صلاة العيد في الجامع الأموي- محاطا بعدد من أركان نظامه، بينهم وزير الخارجية وليد المعلم، ورئيس وزرائه وائل الحلقي، لكن غاب عن الصلاة عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث، ونائب الرئيس فاروق الشرع، الذي تحدثت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي عن انشقاقه، قبل أن ينفي مكتب الشرع حدوث ذلك.