تمهيد أوروبي للمحادثات مع إيران بموسكو
أعلنت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد وإيران اتفقا أمس الاثنين على مضمون محادثاتهما المقبلة يومي 18 و19 من الشهر الحالي في العاصمة الروسية موسكو بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وجاء في بيان لمكتب آشتون أمس أنها اتفقت مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي خلال محادثة هاتفية دامت ساعة على طلب مجموعة 5+1 في اجتماع موسكو، وعلى ضرورة أن تلتزم إيران ببحث اقتراحات المجموعة التي تعبر عن قلقها حيال الطابع السلمي المحض للبرنامج النووي الإيراني، والذي تشك المجموعة فيه.
وأضاف أن آشتون تحدثت أيضا خلال المحادثات عن "استعداد مجموعة 5+1 للرد على الأسئلة التي طرحها الإيرانيون في بغداد".
وأوضح مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن إيران وافقت على مناقشة اقتراح المجموعة بتقييد إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب في محادثات موسكو، وذلك في محاولة لنزع فتيل التوترات قبل هذه المحادثات، خصوصا أن دول المجموعة تعرب عن قلقها حيال تخصيب إيران لليورانيوم بمعدل 20%.
وسبق المحادثات الهاتفية بين آشتون وجليلي اجتماع في ستراسبورغ شرق فرنسا للمديرين السياسيين لدول مجموعة "5+1" (الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) برئاسة آشتون. وذلك على هامش جلسة البرلمان الأوروبي التي ستشارك فيها آشتون من أجل التمهيد لمفاوضات موسكو.
ويأتي هذا التطور بعد أكثر من أسبوعين من المجادلات بين دبلوماسيين إيرانيين ومفاوضين غربيين بشأن الاستعدادات لجولة من المحادثات النووية أثارت بعض الشكوك فيما يمكن تحقيقه في اجتماع موسكو.
إخفاق
وكان المندوب الأميركي بالإنابة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية روبرت وود، قد أعرب السبت الماضي عن خيبة أمل بلاده من عدم إحراز تقدم في المحادثات التي جرت يوم الجمعة الماضي بين إيران والوكالة.
وتلح الوكالة الدولية على إيران لإبرام اتفاق يتيح لمفتشيها زيارة مجمع بارشين العسكري على الفور. وتعتقد الوكالة أن تجارب على متفجرات لها صلة بتطوير قنابل نووية جرت في هذا الموقع، وتشتبه في أن طهران تقوم الآن بتنظيف الموقع من أي أدلة تدينها.
وتحرص الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وإسرائيل على كبح الأنشطة النووية الإيرانية التي تشتبه في أنها تهدف إلى إنتاج قنابل، وتقول طهران إن أهداف برنامجها النووي سلمية بحتة لإنتاج الطاقة للأغراض المدنية.
وفشلت الوكالة الدولية وإيران في جولة جديدة من المحادثات يوم الجمعة في تسهيل تحقيق في أبحاث نووية يشتبه بأن طهران تجريها، مما أحدث انتكاسة تضعف فرص إحراز نجاح المفاوضات التي ستجرى في وقت لاحق هذا الشهر على مستوى أعلى بين طهران والقوى الكبرى الست.
وقالت الوكالة الدولية -التابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا- إنه لم يتحقق أي تقدم في الاجتماع الذي سعى إلى إبرام اتفاق إطاري لاستئناف تحقيق متعثر منذ فترة طويلة.
وتهتم القوى العالمية الست بتقييم الاجتماع بين إيران والوكالة، لترى هل الإيرانيون مستعدون لتقديم تنازلات قبل مفاوضات أوسع نطاقا تجري في موسكو بشأن نزاع نووي مستمر منذ عشر سنوات.