واقع الإنترنت في الصومال

مستخدمون من أحد مقاهي الإنترنت في قرضو.jpg
undefined

عبد الفتاح نور أشكر-بوصاصو

يعيش الصوماليون ثورة تكنولوجية حقيقية منذ ظهور شركات الاتصالات المملوكة للقطاع الخاص أواخر التسعينيات، وغيرت هذه الشركات نمط حياة الصوماليين حيث وفرت خدمات الاتصال بكل أنواعها في وقت تتصاعد وتيرة الحروب الأهلية والصراعات الدامية في أنحاء متفرقة من البلاد.

والذي يثير الاستغراب أن خدمات الإنترنت عرفت انتشارا واسعا رغم الأحداث الدموية التي عرفتها البلاد منذ انهيار الحكومة المركزية عام 1991، وشمل استعمال هذه التكنولوجيا -أساسا- استخدامها من قبل الصوماليين للتواصل مع أسرهم  في المهجر.

وتشير إحصائيات المنظمات الدولية العاملة في شؤون الهجرة إلى أن خمسة ملايين صومالي هاجروا نتيجة الحروب الأهلية، وهو ما يفسر استعمال الإنترنت بكثافة للإبقاء على عرى التواصل مع الأهل والأقارب بالخارج.

مستخدو الإنترنت يزيدون بـ15% كل سنة وفق الدراسة (الجزيرة نت)
مستخدو الإنترنت يزيدون بـ15% كل سنة وفق الدراسة (الجزيرة نت)

المواقع الإخبارية
وتستخدم  خدمات الإنترنت بصورة كبيرة  لتصفح المواقع الإخبارية التي تنشر الأحداث باللغة الصومالية، حيث فرض الإعلام الإلكتروني نفسه في ظل غياب شبه كامل للصحافة الورقية، وأضحى له دور محوري في التأثير على الرأي العام ونشر الأخبار السياسية وطنية كانت أو دولية.

وطبقا لدراسة للاتحاد الدولي للاتصالات فقد بدأ استخدام الإنترنت بالصومال مطلع عام 2000 حيث كان عدد المستخدمين لا يتجاوز مائتي شخص ليصل فيما بعد إلى 102 ألف مستخدم بداية 2009.

وذكرت الدراسة أيضا أن عدد مستخدمي الإنترنت بالصومال يزيد حوالي 15% كل عام حيث أصبحت الصومال أفضل من جارتها إثيوبيا من حيث استخدام الإنترنت.

ويقول صاحب مقهى للإنترنت في بوصاصو -ويدعى أحمد علي- إن عدد زبائنه يتجاوز 150 زبوناً كل يوم باستثناء أيام عطلة نهاية الأسبوع التي يزداد فيها العدد إلى الضعف.

ويؤكد أحمد علي أن تجارة توفير الإنترنت مربحة جدا حيث إن عائداتها المادية تساعده بشكل كبير في توفير متطلبات الحياة اليومية من تعليم وصحة وغيرها.
 
ويؤكد مالك مقهى آخر للإنترنت بمدينة قرضو (240 كيلومترا جنوب بوصاصو) يدعى عبد الواحد علي أن عدد زبائنه يبلغ سبعين شخصا كل يوم، وأن العدد  يزيد لمائة شخص الخميس والجمعة.

حسين: هناك مشروع لربط اليمن بالصومال بكابل بحري لزيادة قوة الإنترنت (الجزيرة نت)
حسين: هناك مشروع لربط اليمن بالصومال بكابل بحري لزيادة قوة الإنترنت (الجزيرة نت)

دروس مجانية
وذكر أسد بأنه يوفر لزبائنه الجدد دروسا مجانية حول طرق استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي -وعلى رأسها موقع فيسبوك- كجزء من إستراتيجيته لكسب المزيد من الزبائن.

وتعمل داخل الصومال 12 شركة اتصالات وطنية توفر خدمة الإنترنت، من أهمها شركة "غولس للاتصالات الصومالية" التي يقول مدير التسويق فيها سعيد حسين إنها "الشركة الأكثر تغطية في نطاق ولايات بونتلاند الصومالية".

ويضيف "هناك العديد من الشركات الصومالية التي توفر خدمات الإنترنت وأشهرها هورمود للاتصالات جنوبي الصومال، وتليصوم للاتصالات في الشمال، وهما شركتان قطعتا شوطاً كبيرا في مجال توفير خدمات الإنترنت كما بدأتا مؤخرا توفير هذه الخدمات عبر الهاتف الجوال".

وأوضح سعيد حسين للجزيرة نت بأن هناك شركتين أجنبيتين توفران خدمات الإنترنت، وتعملان بموازاة الشركات الصومالية، وهما "سكاي" و"سهن" اللتان توفران خدماتهما لمؤسسات الحكومة الفدرالية.

وأشار إلى أن شركة غولس للاتصالات الصومالية بصدد توسيع نطاق خدماتها، والبدء في عمل مشاريع جديدة تواكب تطورات العالم في مجال تقنيات الإنترنت، ومنها على سبيل المثال مشروع الكابل البحري الرابط بين اليمن والصومال الذي يهدف إلى زيادة قوة الإنترنت.

ويرى المدير التنفيذي لشركة الرؤية الجديدة لأجهزة الحاسوب والإلكترونيات جامع عبد الله محمد -الحائز على درجة الماجستير من جامعة ماليزيا المفتوحة حول استخدامات الإنترنت بالصومال- أن استخدام الصوماليين للإنترنت ينحصر فقط في المراسلات الفورية وتبادل الرسائل وخدمات الدردشة.

وعلى الصعيد التجاري، يشير جامع إلى أن شركات الحوالات والصرافات المالية والبنوك الصومالية استفادت بصورة كبيرة من هذه الخدمات التي تلقى إقبالا من قبل شريحة واسعة من المجتمع الصومالي تعتمد على تحويل الأموال من خارج البلاد.

المصدر : الجزيرة