سفيرة أميركا تغادر القاهرة بعد مظاهرات
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن باترسون أنهت إجراءات سفرها على الطائرة المصرية المتجهة إلى مدينة فرانكفورت حيث ستتوقف مدة العبور (ترانزيت) بألمانيا قبل سفرها إلى العاصمة واشنطن.
ويأتي هذا بعد يوم صاخب عاشته السفارة حيث شهد مقرها في حي غاردن سيتي الراقي مظاهرات شهدت صدامات بين قسم مؤيد للمجلس العسكري وآخر مناهض لحكم العسكر. ولم يعرف سبب سفر باترسون.
وكانت السفيرة قد ساهمت في جهود رفع حظر السفر عن المتهمين الأميركيين في قضايا التمويل الأجنبي، بينما طالبت إحدى المحاكم التي تابعت قضية التمويل مؤخرا بضبط وإحضار المتهمين الأميركيين.
وقد نظم العشرات من المصريين مظاهرات أمس الجمعة أمام مقر السفارة الأميركية احتجاجا على سفر هؤلاء المتهمين. وجرت مواجهات بين مجموعتين من المواطنين تبادلوا الرشق بالحجارة أمام السفارة.
وكانت المجموعة الأولى بقيادة المذيع التلفزيوني توفيق عكاشة المؤيد للمجلس العسكري تطالب بطرد السفيرة بعد أن غادر البلاد 16 أجنبيا منهم عدد كبير من الأميركيين متهمين في قضية المنظمات غير الحكومية المتهمة بالحصول على تمويل بطريقة غير قانونية.
وعلى الإثر جرت مواجهات بين مؤيدي العسكر بقيادة عكاشة، وبين متظاهرين معارضين للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي سلمه الرئيس المخلوع حسني مبارك السلطة لدى تنحيه العام الماضي تحت ضغط ثورة شعبية.
وقالت وكالة أسوشيتد برس إن المواجهات اندلعت بعدما قام مؤيدو حكم العسكر بإلقاء الحجارة على معارضي المجلس العسكري الذين كانوا يتظاهرون قرب ميدان التحرير، مما أسفر عن جرح العشرات.
وقام المتظاهرون الذين كان بعضهم يهتف "يسقط، يسقط حكم العسكر" بإلقاء الحجارة على الجنود الذين تصدوا لهم. وحاول الجنود تفريق المتظاهرين قبل العودة إلى مواقعهم. وقد انضم إليهم عدد من المواطنين في رشق المتظاهرين بالحجارة. ومع حلول المساء هدأت أعمال العنف. وانخفض عدد المتظاهرين لكنهم بقوا في مكانهم وكذلك الجنود.
وتتهم السلطات المنظمات غير الحكومية بتلقي أموال أجنبية بهدف تنفيذ مخططات ترمي إلى زعزعة استقرار مصر. وتسببت قضية التمويل في أزمة بين القاهرة وواشنطن، لكن المشكلة هدأت بين الجانبين بعد أن قسمت المجتمع المصري، حيث رفض القضاة التدخل في سير المحاكمة، بينما رأى مناوئو المجلس العسكري أنه خضع للضغوط الأجنبية.