تباين فلسطيني بعد استخراج رفات عرفات

السلطة الفلسطينية أغلقت مداخل ضريح عرفات منذ أيام (الصورة من تقرير لقناة الجزيرة)
undefined

عوض الرجوب-الخليل

تفاوتت ردود الفعل الفلسطينية بعد استخراج عينات من رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ففي الوقت الذي أكد فيه سياسيون ومحللون ضرورة المضي حتى النهاية في التحقيق لمعرفة أسباب الوفاة والجناة، شكك آخرون في جدوى هذه الخطوة.

وتم صباح اليوم الثلاثاء بمقر المقاطعة بمدينة رام الله بالضفة الغربية أخذ العينات من جثمان الرئيس الراحل المدفون في ضريح منذ ثماني سنوات بحضور خبراء من روسيا وفرنسا وسويسرا يشاركون في التحقيق في أسباب وفاته، دون أن يتم رفع الرفات من مكانه -كما كان مقررا- كما ألغيت المراسم التي كانت مقررة لإعادة دفن الرفات، وفق بيان لرئيس لجنة التحقيق الفلسطينية الخاصة بوفاة عرفات، اللواء توفيق الطيراوي.

ومن المقرر أن يتم فحص العينات -التي أخذت وسط إجراءات أمنية مشددة ودون السماح للصحفيين بالوصول للتصوير- في مختبرات متطورة للتأكد من احتمال تسممه بمادة البولونيوم المشعة، حيث كان تحقيق لشبكة الجزيرة قد رجح هذا الاحتمال.

فقد رأت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في يوم استخراج العينات مغزى كبيرا "إذ يعيد الذاكرة إلى الاسم الثاني لفلسطين وهو ياسر عرفات الذي رسم مراحل تاريخ فلسطين المعاصر" وفق الناطق الرسمي باسم الحركة أسامة القواسمي الذي أكد المضي قدما على دربه دون التخلي عن الثوابت.

شبيب: استخراج العينات من رفاته خطوة لا بد منها(الجزيرة)
شبيب: استخراج العينات من رفاته خطوة لا بد منها(الجزيرة)

مغزى كبير
وأكد الناطق الرسمي أن عهد حركة فتح هو المضي قدما على درب الرئيس الراحل والاستمرار في التحقيق واستكماله بكل تفاصيله حتى النهاية، وألا يُترك قاتلوه طلقاء.

وشدد على أن توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمم المتحدة لنيل مكانة دولة مراقب لفلسطين، سيقود إلى محاكمة إسرائيل وقياداتها على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني "ومنها جريمة اغتيال ياسر عرفات".

من جهته يرى المحلل السياسي والمحاضر بجامعة بيرزيت سميح شبيب أن الغموض الذي شاب وفاة عرفات منذ البداية، والمؤشرات بأن وفاته لم تكن طبيعية وإنما بفعل فاعل والغموض في تقرير المستشفى الفرنساوي الذي كان يرقد فيه قبيل وفاته، "جعل استخراج العينات من رفاته خطوة لا بد منها لمعرفة فيما إذا كان قد مات بشكل طبيعي أم مسموما".

وأضاف أن التحقيق الذي نشرته قناة الجزيرة والذي أثبت وجود مادة البولونيوم في أغراضه الشخصية أثار عائلته وأوساطا سياسية أخرى "وكان لا بد من أخذ عينات جديدة مما تبقى من الجثمان للتأكد من وجود المادة أو عدمها".

وقال المحلل الفلسطيني "إذا أكدت التقارير وجود نفس المادة في رفاته فإنها ستفتح المجال لأنواع أخرى من التحقيق وبأنواع أخرى للبحث عن من قام بإيصال هذا السم للرئيس الراحل"، موضحا أن تصريحات فلسطينية تشير إلى إسرائيل بأصابع الاتهام "وعليها أن تقيم الدليل على ذلك".

التميمي: استخراج العينات جائز من الناحية الشرعية إذا كان يؤدي إلى نتائج(الجزيرة)
التميمي: استخراج العينات جائز من الناحية الشرعية إذا كان يؤدي إلى نتائج(الجزيرة)

تشكيك في الجدوى
من جهته، قلل قاضي قضاة فلسطين سابقا الشيخ تيسير التميمي، الذي رافق الرئيس الراحل في مستشفى بيرسي بفرنسا قبيل وفاته، من أهمية استخراج العينات، لكنه قال إن استخراجها جائز من الناحية الشرعية إذا كان يؤدي إلى نتائج.

ويرى التميمي أن فتح القبر بعد ثماني سنوات من دفن الجثمان لن يفيد، معتبرا ذلك محاولة "للتغطية على جريمة كبرى هي إخفاء العينات التي أخذت من جسده في مستشفى بيرسي في باريس في حينه" مطالبا لجان التحقيق "بالتوجه إلى المستشفى لأخذ هذه العينات لأنه حسب القانون تبقى العينات عشر سنوات".

وبشأن كيفية التعامل مع العينات التي أخذت من الرفات شدد التميمي على ضرورة إعادة دفنها بعد فحصها "لأنها جزء من الجسد" وإعادة إغلاق القبر فورا.

بدوره أعرب الناشط الطلابي ورئيس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة الخليل محمد أبو عطوان، عن استيائه لإعادة فتح قبر الرئيس الراحل، معتبرا ذلك تنكيلا بجثمان زعيم ورمز فلسطيني يحتل مكانة خاصة في نفوس الفلسطينيين.

ويضيف أن الجاني معروف بالنسبة للفلسطينيين وهو إسرائيل، وكان يمكن الوصول إلى دلائل على ذلك بوسائل غير إعادة فتح القبر، مستبعدا أن يتواصل التحقيق حتى النهاية "لأن إسرائيل ستلتف على النتائج بكل الطرق".

المصدر : الجزيرة