حملات بلبنان في ذكرى النكبة

فلسطيني يتطلع إلى أرضه من مطل في الجنوب اللبناني خلال رحلة من ضمن الحملة

فلسطيني يتطلع إلى أرضه من مطل في الجنوب اللبناني (الجزيرة نت)

نقولا طعمة-بيروت


تحت شعارات "الانتماء للأرض، وتعزيز الشعور الوطني الفلسطيني المتمسك بحق العودة", انطلقت في لبنان منذ مطلع مايو/أيار الجاري "الحملة الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية" في ذكرى النكبة.

وتضمنت محطات الحملة رفع العلم الفلسطيني طوال الشهر، وارتداء اللباس التراثي الفلسطيني، وكل ما يرمز لفلسطين مثل الكوفية والوشاح الفلسطيني، بالإضافة لحملات إعلامية وثقافية وملصقات، والمشاركة في مسيرات واعتصامات باتجاه الحدود الفلسطينية اللبنانية بالجنوب.

وقال المدير العام لمنظمة ثابت لحق العودة علي هويدي للجزيرة نت إن الحملة التي بدأت عام 2010 بعدد محدود من المؤسسات الفلسطينية واستمرت أسبوعاً واحداً, جاءت لتواجه المحاولات الصهيونية المستمرة لطمس الهوية الفلسطينية بكل أشكالها ورموزها.

أعداد متزايدة توافدت على الحدود اللبنانية الجنوبية في ذكرى النكبة (الجزيرة نت)
أعداد متزايدة توافدت على الحدود اللبنانية الجنوبية في ذكرى النكبة (الجزيرة نت)

وعدّد هويدي الانتهاكات الإسرائيلية للهوية الفلسطينية بسرقة التراث الفلسطيني بكل مكوناته، وقال "رأينا بعض الشخصيات الإسرائيلية في مناسبات عامة بأوروبا في اللباس التراثي الفلسطيني مدعين أنه تراث يهودي، في حين حاولت شركة العال الإسرائيلية يوماً أن تلبس مضيفاتها لباس المرأة الفلسطينية المعروف".

وأضاف "مؤخراً رأينا بعض المصممين الإسرائيليين يصممون نماذج للكوفية الفلسطينية بلون العلم الإسرائيلي مع نجمة داود، وحتى الطعام الفلسطيني كالفلافل أرادوا أن يسرقوه من الشعب الفلسطيني وينسبوه لهم".

جذور العائلة
كما عرض مدير المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية ياسر قدورة وسائل التحرك لحملة هذا العام، قائلا للجزيرة نت إنه تم توجيه الدعوة لعشرات المؤسسات الفلسطينية المعنية بقضية الفلسطينيين وحق العودة، واستجاب ما تزيد على الخمسين مؤسسة في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن وأوروبا.

وأوضح أن الحملة تركز على عدة نقاط منها رفع خريطة فلسطين كاملة للتأكيد على الانتماء لهذه الأرض والتمسك بالعودة إليها من النهر إلى البحر، ومن رأس الناقورة حتى أم الرشرش في أقصى الجنوب، والتركيز على شعار "راجعين يا فلسطين", مع صور العائدين من أجيال مختلفة, "وليس الجيل الذي شهد النكبة فقط ونسبة الأحياء منهم قليلة جداً، مع الدعوة للمشاركة في مسيرة 15 مايو/أيار" الجاري.

إلقاء شعر وخطب ضمن فعاليات للتذكير بالنكبة (الجزيرة نت)
إلقاء شعر وخطب ضمن فعاليات للتذكير بالنكبة (الجزيرة نت)

وأشار إلى أنه "ترك لكل مؤسسة أن تجتهد في تنفيذ الأنشطة والفعاليات التي تناسبها لتحقيق هذه الأهداف ولكن كان هناك توجه بأن تصل رسالة الحملة إلى أكبر شريحة من الفلسطينيين، إضافة لعدد من الفعاليات التي يقوم بها المعلمون والطلاب والكشافة ومؤسسات أخرى ضمن الحملة".

كانت "رابطة المعلمين الفلسطينيين" و"كشافة الإسراء" بطرابلس من المؤسسات التي قامت بنشاطات، "فنظمت رحلات للحدود اللبنانية الفلسطينية، ووقف الفلسطينيون على التلال المطلة على فلسطين، خصوصا منهم كبار السن، يوجهون أبصارهم باتجاه الأرض التي تكاد تكون في متناولهم، ويحنون للعودة، بينما قام شباب جدد، فلسطينيون ولبنانيون، يعزفون الأغاني من التراث الفلسطيني وأخرى تؤكد حق العودة".

وتضمنت فعاليات الحملة أيضا إرسال رسائل نصية عبر الهاتف لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين والإعلاميين، ورفع لافتات وملصقات بالمخيمات والتجمعات الفلسطينية، وتوجيه رسالة ومادة إعلامية لكل معلم فلسطيني لحثه على توعية الطلاب بأمر النكبة والهوية الفلسطينية وإقامة الأنشطة الطلابية، وتوجيه رسالة لكل العلماء والمشايخ الفلسطينيين تحثهم على تناول هذا الموضوع في خطب الجمعة.

المصدر : الجزيرة