أبو رحمة.. مقاومة شعبية صلبة

عبد الله ابو رحمة خلال اقتياده لمسيرة قريته الاسبوعية بلعين غرب رام الله ضد الجدار الفاصل- الجزيرة نت1.gif
عبد الله أثناء قيادته مسيرة قريته الأسبوعية بلعين ضد الجدار الفاصل (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس
 
انطلقت قبل أعوام قليلة حملات للمقاومة الشعبية ضد المحتل الإسرائيلي، حتى أن أسماء لقرى فلسطينية وأشخاص بعينهم اقترنت مع هذا الشكل من المقاومة.
 
ومن الأشخاص الذين خاضوا غمار هذه المقاومة الشعبية كان عبد الله أبو رحمة (40 عاما) منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار.
 
وشكل أبو رحمة هذه اللجنة بمعية عدد من أهالي قريته بلعين التي أصبحت محط أنظار العالم المحلي والخارجي نتيجة مقاومتها السلمية.
 
وكانت بدايات أبو رحمة "الذي تعتقله إسرائيل منذ أكثر من سنة" -كما يقول شقيقه راتب، مسؤول العمل الإعلامي بلجنة المقاومة الشعبية- منذ عام 2004 بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي نيته إقامة الجدار الفاصل عبر القرية ليصادر بذلك 2300 دونم (الدونم يساوي 1000 متر مربع) من أراضيها أي ما يعادل 58% من مساحتها ككل والبالغة أربعة آلاف دونم.
 
وأضاف راتب أن معاناة شقيقه عبد الله لم تبدأ باعتقاله الأخير قبل عام، بل كانت منذ البداية حيث تعرض للاعتقال والاحتجاز مرات عديدة ولعدة أسابيع، كما تعرض لإصابات بعيارات نارية تارة وبالضرب المباشر من المستوطنين وجنود الاحتلال تارة أخرى.
 

راتب أبو رحمة (يسار) أكد أن المقاومة حققت إنجازات كثيرة للقرية (الجزيرة نت)
راتب أبو رحمة (يسار) أكد أن المقاومة حققت إنجازات كثيرة للقرية (الجزيرة نت)

اعتقال سياسي

ورغم أن عبد الله أنهى محكوميته في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي فإن سلطات الاحتلال واصلت اعتقاله، إلى أن عقدت له محكمة أخرى أمس الثلاثاء وقضت بإضافة أربعة أشهر إلى مدة الاعتقال الأولى وغرمته ألفا وخمسمائة دولار.
 
وأوضح راتب أن هذا الاعتقال "سياسي" ونابع من خوف الحكومة الإسرائيلية من امتداد المقاومة الشعبية بالضفة الغربية، "التي عرت حكومة الاحتلال أمام المحافل الدولية من خلال سفرائنا من المتضامنين الأجانب".
 
ولم تثن هذه الاعتداءات عبد الله أبو رحمة أو أهالي قريته عن الاستمرار بمقاومتهم الجدار، حيث استرجعوا ألف دونم من أراضيهم المصادرة، وتم تعديل مسار الجدار فيها عبر قرار للمحكمة العليا الإسرائيلية.
 
وأكد راتب أن من إنجازات مقاومتهم الشعبية المستمرة منذ ستة أعوام وقف بناء ألف وخمسمائة وحدة سكنية بمستوطنة (ميتتياهوB) المقامة على أراضيهم، إضافة لحصول القرية على أربع جوائز محلية ودولية، وتمكنها من عقد خمسة مؤتمرات دولية داخلها لتعزيز مقاومتها وفضح ممارسات الاحتلال.
 
كما استطاعوا الإبقاء على البوابة التي تحجبهم عن أرضيهم المصادرة "خلف الجدار" مفتوحة طوال اليوم وأن دخولها لا يحتاج لتصريح إسرائيلي "كما يحدث بمناطق أخرى".
 
ويرى راتب أن أهم ما أنجزته قريته هو إبراز هذا النوع من المقاومة بشكل أكبر، وهو ما أثار حفيظة الاحتلال الإسرائيلي وأصبح يستخدم كافة الوسائل لقمعها، ودفع المواطنين والمتضامنين ضريبة هذه المظاهرات، حيث استشهد الشقيقان باسم وجواهر أبو رحمة، وأصيب أكثر من ألف وثلاثمائة مواطن.
 

"
جمال جمعة: قضية عبد الله أبو رحمة سببت إرباكا كبيرا للاحتلال
"

إستراتيجية مشتركة

أما رئيس الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة فرأى أن قضية عبد الله أبو رحمة سببت إرباكا كبيرا للاحتلال "الذي لم يستطع بكل وسائله صد هذه المقاومة".
 
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن قاعة محكمة عوفر غرب رام الله امتلأت أمس بأكثر من 24 قنصلا ودبلوماسيا دوليا أثناء استئناف محاكمة عبد الله، مشيرا الى أن ذلك يدل على زيادة الاهتمام الدولي والمحلي والوطني بأهمية المقاومة الشعبية.
 
وأكد جمعة أن هذا الدعم العالمي للنضال الشعبي الفلسطيني لاقاه دعم محلي تمثل بازدياد عدد المواقع المشاركة فيها إلى خمسة عشر موقعا بعد أن كانت ثلاثة فقط، وزيادة التشابك بين المستوى المحلي والدولي في هذه القضية، وزيادة الاهتمام العالمي الحقوقي والإعلامي خاصة بقضية المقاومين الشعبيين.
 
وقال إنه وبالرغم من تبني السلطة الفلسطينية والفصائل لهذا النوع من النضال وتقديم الدعم له فإن شكل هذا الدعم "منفرد" ولا يرقى حتى الآن لبرنامج عمل وإستراتيجية مشتركة لترسيخ هذه المقاومة "التي أصبحت البديل في ظل الانسداد السياسي وعدم وقف الاستيطان".
المصدر : الجزيرة