المستفيدون من كوبا تركوا انتقادها
20/12/2010
دفعت المصالح الاقتصادية دولا مثل أستراليا وكندا إلى الكف عن الضغط على كوبا في قضايا حقوق الإنسان رغبة في الفوز بعقود تجارية ومعاملة تفضيلية من هافانا، وذلك وفقا لبرقية سربها موقع ويكيليكس.
ووفقا لبرقية كتبها رئيس البعثة الأميركية في هافانا جوناثان فرار فإن الحكومات الغربية تنتقد كوبا بألسنتها لكنها في الحقيقة تحاول أن تسترضي حكام الجزيرة الشيوعية.
وفي تعليقاته اللاذعة انتقد فرار خنوع النشطاء الديمقراطيين للنظام الكوبي الذي استطاع أن يعزل مجتمعه المدني عن الزوار الأجانب، وهم في المقابل كان لديهم الاستعداد للاستسلام للبلطجة الكوبية.
وعاب فرار على وزير الخارجية الأسترالي والمبعوث السويسري لحقوق الإنسان ووزير كندي صمتهم وفشلهم في لقاء أعضاء أو منظمات غير حكومية في كوبا، لكن الأمر برأيه أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء المطالبة علنا بحريات أكثر في كوبا بعد أن زاروها.
وأضاف أن كندا لينت موقفها بعد أن أوفدت مبعوثا جديدا قلص اتصالاته الاجتماعية، وسخر فرار من هذا الوضع بقوله إن الديمقراطية قد تكون مدعومة في الدوائر السياسية في أوتاوا لكن الحكومة الكندية يبدو أنها قررت ألا تفعل أي شيء جاد بشأنها في كوبا خيفة أن يعرض ذلك مصالحها للخطر.
وانتقد موقف الاتحاد الأوروبي الذي وقف مع إسبانيا في سعيها لعلاقات أفضل مع كوبا، وذلك في مواجهة أعضاء متشددين في الاتحاد الأوروبي مثل السويد التي تضع حقوق الإنسان على رأس الأولويات.
بيد أن الدول الأوروبية المنتقدة سترفض ما ورد في هذه المذكرة على الأرجح، حتى إن حلفاء واشنطن يعتبرون الحصار المضروب على كوبا شيئا من بقايا الحرب الباردة بحسب تصريح لسفير أوروبي
كما سخر فرار من المسؤولين الأجانب الذين يدعون بأنهم حثوا نظراءهم الكوبيين بشأن حقوق الإنسان في اجتماعاتهم المغلقة. مؤكدا أن غالبية هذه الدول لا تتعرض لهذا الموضوع في كوبا على الإطلاق.
وقال فرار إن البعثات الأجنبية التي قاطعت نشطاء المجتمع المدني وتجنبت الإشارة إلى السجناء السياسيين جنت أرباحا ضئيلة تتمثل بعشاء باهر واجتماع، ولبعضهم صورة مع أحد إخوة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، أما من حيث الفوائد الاقتصادية فشيء نزر قد يكون أفضل بقليل من أولئك الذين وقفوا بوجه النظام الكوبي وانتقدوه.
المصدر : غارديان