المعابر التجارية تجدد الجدل في باكستان حول كشمير
مهيوب خضر-إسلام آباد
بعد 61 عاما من إغلاقهما أعادت نيودلهي وإسلام آباد فتح معبرين تجاريين يربطان كشمير التي تسيطر عليها الثانية وعاصمتها مظفر آباد بكشمير الخاضعة لنفوذ الأولى وعاصمتها سرينيغار، في خطوة وإن اتخذت رسميا في إطار تعزيز الثقة فإنها أثارت تساؤلات داخلية حول قضية كشمير وموقف حكومة حزب الشعب الباكستانية منها بين مؤيد ومتحفظ ومتهم بالخيانة.
يقول رئيس معهد الدراسات السياسية بإسلام آباد خالد رحمن إن قرار حكومة حزب الشعب إعادة فتح المعابر التجارية مؤشر على أنها لم ترسم بعد سياسة خاصة بها حول قضية كشمير، مضيفا في حديثه مع الجزيرة نت أن الحكومة الحالية تسير على خطى حكومة الجنرال برويز مشرف السابقة بتحويل خط الهدنة في كشمير إلى خط هلامي غير موجود بعيدا عن الحل السياسي للقضية.
وفي المقابل يعتبر رئيس معهد الدراسات الإقليمية جمشيد أياز فتح المعابر خطوة إيجابية تساهم في خفض نسبة التوتر بين البلدين حول كشمير، وتدفع بشبح الحرب إلى أبعد مدى له. وأضاف في حديثه مع الجزيرة نت أن الهند تدرك الآن أنه لا حل لكشمير إلا عبر الحوار، وأن فتح المعابر لن يؤثر سلبا على المقاومة الكشميرية.
الصحف الباكستانية لم تكن هي الأخرى بمنأى عن حدث فتح المعابر، وعبرت عن مواقف متفاوتة تجاهه.
فقد وصفت صحيفة ذي نيشن الحدث بالخيانة للقضية الكشميرية وروح المقاومة بكشمير، مشيرة إلى أن ما يحتاجه الكشميريون الآن هو حق تقرير المصير وليس تحسين الوضع الاقتصادي على حساب تضحيات أكثر من ثمانين ألف شخص قضوا في مقاومة الاحتلال الهندي.
أما صحيفة ذي نيوز فقد رحبت بالقرار، معتبرة إياه خطوة إيجابية لتعزيز التواصل الشعبي بين الكشميريين وتخفيف معاناتهم المعيشية مع التأكيد على أهمية دفع مسيرة الحل السياسي إلى الأمام.