الصين وضالتها المنشوده في أفريقيا

Sudanese men wave Chinese and national flags as they welcome Chinese President Hu Jintao on the airport road in Khartoum 02 February 2007. During his two-day visit to Sudan

زيارة الرئيس الصيني للسودان لقيت ترحيبا واسعا من أبناء البلد (الفرنسية)
زيارة الرئيس الصيني للسودان لقيت ترحيبا واسعا من أبناء البلد (الفرنسية)

 
جولة الرئيس الصيني هو جينتاو في أفريقيا, والتي تشمل ثماني دول, بدت كمتابعة لقرارات منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي انعقد في بكين قبل ثلاثة أشهر على مستوى القمة وشارك فيه 47 دولة أفريقية وكان أكبر حدث دبلوماسي تستضيفه بكين منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
 
بعض المحللين الغربيين ووسائل الإعلام نظروا إلى هذه التحركات بين الصين والقارة السوداء على أنه استعمار من النوع الجديد, تحاول الصين من خلاله بسط سيطرتها على منطقة تعتبر الأغنى بمواردها الطبيعية في العالم.
 
حاجة الصين المستمرّة إلى النفط في تدوير عجلة اقتصادها المطرد النمو, جعلتها دائمة البحث عن مصادر للطاقة, ولعدم تلبية النفط الآسيوي لحاجاتها منه وتربع الولايات المتحدة على آبار النفط في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى, جعلت الصين تتطلع الى ينابيع القارة السوداء حيث تشير الأرقام الى أن 25% من واردات الصين النفطية تأتي حاليا من أفريقيا, وهو ما يعادل 6% من حجم تجارة النفط في العالم.
 
مازالت الصين تعتبر نفسها في صفوف الدول النامية رغم التطور الأقتصادي الذي شهدته ولازالت تشهده, وتصر على أن العلاقات بينها وبين الدول الأفريقية مبنية على المنفعة المتبادلة وليس هيمنة على القارة السوداء كما يروّج له العديد من المراقبين الغربيين.
 
أسباب كثيرة دفعت الصين إلى التوجه جنوبا نحو أفريقيا (الفرنسية-أرشيف)
أسباب كثيرة دفعت الصين إلى التوجه جنوبا نحو أفريقيا (الفرنسية-أرشيف)
فبينما أعلنت الصين عن أنها ستزيد من مساعداتها لأفريقيا, قامت بضخ مليارات الدولارات خلال بضع سنوات مضت واستخدمت العديد من الإمكانات الهندسية والإنشائية لتطوير البنى التحتية المتعلقة بمشاريع الغاز والنفط وغيرهما من المصادر الطبيعية في العديد من البلدان الأفريقية التي في النهاية تصب في دعم وتطوير مصادرها من الطاقة.
 
وتتضمن المساعدات الصينية لأفريقيا تقديم ثلاثة مليارات دولار من القروض التفضيلية وإلغاء ديون 31 دولة أفريقية فقيرة, وإعفاء 190 نوعا من السلع المستوردة من أفريقيا من الرسوم الجمركية.
 
وقال المستشار الأقتصادي خه جوين للجزيرة نت إن تعاون الصين مع الدول الأفريقية يكتسب أهمية اقتصادية بالدرجة الأولى, موضحا أنه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت العلاقات بين الصين وغالبية الدول الأفريقية علاقات جيدة.
 
ففي عهد ماوتسي تونغ أقيمت هذه العلاقات لأهداف سياسية لمقاومة هيمنة الغرب. وكان هناك تعاون كبير على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وفي عهد دينغ شياو بينغ وحتى الآن انتهجت الصين موقفا أكثر واقعية في تعاونها مع الدول الأفريقية والشرق الأوسط.
 
وقال إن بكين "تريد تطوير اقتصادها ونسج علاقات مستقبلية لتطوير الاقتصاد على قدم المساواة والمصلحة المتبادلة, فالأفارقة يمتلكون الموارد الطبيعية والطاقة، والصين تقدم الخبرة والعمالة المدربة والبضائع التجارية بالمقابل".
 
واردات الصين من النفط تزداد باستمرار وبسرعة كبيرة. وتسعى دائما إلى تنويع مصادرها من الطاقة. على الرغم من ارتفاع وارداتها نسبيا من الشرق الأوسط في الأعوام الماضية, فإن وجود الولايات المتحدة وما يعتري المنطقة من توترات سياسية قد يعيق تدفق النفط اليها وبالتالي يؤثر على وتيرة نموها الأقتصادي.
 
هذه الأسباب دفعت الصين للتوجه إلى مناطق أخرى مثل أفريقيا ودول أميركا اللاتينية كفنزويلا التي قال رئيسها هوغو شافيز أثناء زيارته الأخيرة للصين إنه سيجعل نصف إنتاج النفط الفينزويلي تحت تصرف الصينيين.
 
على مدى عقود مضت, عرٍِِف عن السياسة الصينية بأنها اقتصاديةً دائما, ولكن الأقتصاد أجبر الصين مؤخرا على فرض وجودها سياسيا كمشاركتها في قوات حفظ السلام الدولي في مناطق مختلفة من العالم والتعامل مع بعض الأزمات السياسية في دول أفريقية يوجد للصين فيها مشاريع ومصالح, كأزمة دارفور مثلا, حيث تعارض الصين كعضو دائم في مجلس الأمن أي تدخل أجنبي في السودان من شأنه أن يزعزع إستقرارها وبالتالي يؤثر على مصالح الصين هناك.
المصدر : الجزيرة