بين أنقاض الفلوجة

-



بدأ بعض العراقيين يخرجون من بين أنقاض الفلوجة، بينما بدأ الهلال الأحمر العراقي يقدم أولى مساعداته للمتضررين هناك.

ظروف مأساوية
وقد مثل الغذاء والماء الذي سلمه عضو الهلال الأحمر العراقي محمد شبيب إلى أسرة من 7 أشخاص أول طعام طازج يتناولونه منذ أيام عدة، علما بأن عمال الهلال الأحمر لم يستطعوا دخول الفلوجة إلا يوم الأربعاء الماضي ليبدأ بعض الذين حاصرتهم المعارك في الخروج من منازلهم وطلب الإغاثة، حيث كان كل من يسلم بعض مواد الإغاثة يرشد إلى بيت يوجد به سكان ينتظرون من يمد لهم يد المساعدة.

فها هو رجل عجوز يستنجد قائلا "أنا وحيد ليس لدي ما آكله, لا شيء على الإطلاق، أرجوكم ساعدوني". وكالذين سبقوه قام العجوز بإرشاد عمال الهلال الأحمر إلى بيت مجاور يحتشد فيه بعض المواطنين في انتظار الفرج.

وها هما شابان يضعان قطعة قماش بيضاء على بوابة منزلهما. يقول أحدهما "عندما بدأ القتال قررت أن لا أبرح بيتي، فإذا كان علي أن أموت فسأموت في بيتي.. لقد وصلتم في الوقت المناسب إذ ليس لدينا سوى الطحين والماء".

من جهة أخرى قدر منسق أعمال الهلال الأحمر في الفلوجة غوتيار نافع عدد الأسر التي بقيت في المدينة بما بين 150 و175 أسرة من أصل سكان الفلوجة البالغ عددهم 300 ألف نسمة, حيث نزح أغلبهم إلى بغداد والمناطق المجاورة لها عندما أصبحت المعركة بين المقاتلين والقوات الأميركية حتمية ووشيكة.

وكان مستشار الأمن القومي في الحكومة العراقية المؤقتة  قاسم داود قد أكد مقتل 2000 شخص في هذا الهجوم.

جهود مضنية
وقد طالب نافع في أول لقاء له أمس الأول مع العقيد غاري منتغمري الذي عينه الجيش الأميركي للمساعدة في تنسيق جهود الهلال الأحمر بالسماح لأعضاء فريقه برؤية جثث القتلى ومحاولة التعرف عليها، حيث يأتي عدد كبير من الناس إلى مكاتبهم في بغداد يسألون عن أخبار ذويهم المفقودين، وهناك اتصال هاتفي كل 10 أو 15 دقيقة من أماكن مختلفة يستفسر صاحبه عن الوضع.


undefinedكما قال نافع إن فريقه محبط لعدم تمكنه من فعل شيء وبقائه مكتوف الأيدي. ولم يرفض منتغمري فكرة توسيع دائرة نشاطهم في المدينة، لكن ذلك لا يبدو ممكنا بسبب هجمات القناصة التي لا تزال تسمع من حين لآخر, فقبل يومين فقط تعرض بعض القاطنين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مسجد توزع فيه بعض المساعدات لهجوم مما حدا بالمسؤولين إلى فرض حظر للتجول لمدة 24 ساعة.

وقد أكد منتغمري لنافع أن حظر التجول سيرفع قريبا، كما اتفق الطرفان على إجراء مشاورات مرتين كل يوم.

لكن لم يستطع شبيب إخفاء امتعاضه وهو يقول "إن على الهلال الأحمر أن يقوم بكل ما في وسعه للوصول إلى أولئك الناس الذين يختبئون في المدينة ولا يستطيعون الخروج إلى الشارع لطلب مساعدتنا، فنحن نعلم أن هناك أشخاصا ليس لديهم أي شيء".

المصدر : الفرنسية