الجيش المقدوني يستأنف قصف مواقع المقاتلين الألبان

undefined

استأنف الجيش المقدوني قصفه المدفعي العنيف على مواقع المقاتلين الألبان في القرى الواقعة على التلال القريبة من كومانوفو شمال مقدونيا في محاولة جديدة لطردهم منها. في هذه الأثناء يعقد الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي محادثات مكثفة مع زعماء الأحزاب السياسية في البلاد للبحث في تقديم تنازلات إلى الأقلية الألبانية لتجنب اندلاع حرب بلقانية جديدة.

فقد قصفت القوات المقدونية ظهر السبت بلدة سلوبتشانا معقل جيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا. وأفاد شهود عيان أن المدفعية المنصوبة على سفوح التلال أمطرت البلدة بعشرات القذائف مستهدفة وسطها ومنازلها التي ارتفعت منها أعمدة كثيفة من الدخان يمكن رؤيتها من المرتفعات المجاورة. كما تعرضت بلدة فاكسين المجاورة لنيران مدفعية الجيش.

وقال مسؤول ألباني بارز إن هناك تقارير غير مؤكدة بأن حوالي عشرة مدنيين قد لقوا حتفهم في الجولة الأخيرة من القتال، من بينهم أعضاء في أحد الأحزاب الألبانية وطفل في التاسعة من عمره.

وكانت الحكومة المقدونية قد وجهت نداء ثانيا إلى المدنيين في المنطقة الجبلية شمال شرقي العاصمة سكوبيا لمغادرة المنطقة التي تتعرض لقصف متواصل من طرف القوات المقدونية.

وأبلغ المتحدث الحكومي أنطونيو ميلوسوفسكي الصحفيين أن على المدنيين مغادرة قراهم المحيطة بمدينة كومانوفو بحلول منتصف اليوم والتوجه إلى داخل المدينة، موضحا أن القوات الحكومية جددت المهلة التي منحت الخميس الماضي بعد ورود معلومات عن أن المدنيين يحاولون الخروج من المنطقة.

وبدت المنطقة مطوقة تماما بالقوات المقدونية الغاضبة بسبب مقتل جنديين اثنين وأسر ثالث أول أمس الخميس في كمين نصبه مقاتلون ألبان لدورية عسكرية أثناء عودتها من جولة على الحدود بين مقدونيا وكوسوفو وجنوب جمهورية الصرب.

مبادرة سياسية
في غضون ذلك استأنف الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي محادثاته مع زعماء الأحزاب السياسية في بلاده لبحث إمكانية زيادة الحقوق الممنوحة للأقلية الألبانية.

ويقول المقاتلون الألبان إنهم يقاتلون للمطالبة بمنح حقوق متساوية للأقلية الألبانية التي تشكل نحو ثلث سكان البلاد البالغ تعدادهم مليوني نسمة.

undefinedوفي سؤال طرحه موفد قناة الجزيرة إلى مقدونيا على الرئيس ترايكوفسكي عن التباين بين الثقل السكاني للألبان في مقدونيا وضعف تمثيلهم السياسي في مؤسسات الدولة والذي يعد أحد أسباب الأزمة الحالية، قال الرئيس المقدوني إن هناك أطرا قانونية تؤمن حقوق المواطنين في الجمهورية دون تمييز.

ورداً على سؤال حول رفض الأحزاب المقدونية طلب تعديل الدستور، قال ترايكوفسكي إنه لا يريد أن يتبنى أي نوع من الحلول قد يؤثر على مستقبل البلاد، مشددا على ضرورة أن تكون جميع الحلول موجهة نحو هدف واحد هو وحدة مقدونيا وسيادتها على المدى الطويل.

وفيما يتعلق بالأفكار المطروحة حاليا لحل الأزمة مثل إقامة فدرالية مقدونية ألبانية أو تحويل مقدونيا إلى دولة من قوميتين، أكد ترايكوفسكي أن قيام دولة على أساس عرقي لن يقودها إلى التوحد وإنما إلى التفكك وغياب الديمقراطية.

المصدر : الجزيرة + وكالات