"للتأكد من كونه مستيقظا".. إقبال على منطقة الأهرامات لمشاهدة تمثال أبو الهول

أبو الهول من أشهر وأقدم التماثيل التاريخية الخاصة بالحقبة الفرعونية ويرجع إلى نحو 2500 قبل الميلاد (الفرنسية)

القاهرة- قالت وسائل إعلام مصرية إن منطقة الأهرامات شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين لمشاهدة تمثال أبو الهول الأثري الذي سيطر على النقاشات عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بسبب انتشار صور له تظهر عينيه مغلقتين، وبدا كأنه نائم. 

وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو وصورا تظهر احتشاد الآلاف في طوابير طويلة بانتظار الحصول على تذاكر الدخول لمنطقة التمثال، وآخرين أمام التمثال يلتقطون صورا له تؤكد أن عينيه مفتوحتان.

ويعد "أبو الهول" الكائن في محافظة الجيزة (غرب القاهرة) من أشهر وأقدم التماثيل التاريخية الخاصة بالحقبة الفرعونية، ويرجع إلى نحو 2500 قبل الميلاد.

 

 

 

مقطع قديم

لكن المثير أن وكالة سند التابعة للجزيرة لاحظت أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا بشكل واسع مقطع فيديو ادعوا أنه لتوافد المصريين بشكل كبيرة لمنطقة الأهرامات في مصر لزيارة هرم أبو الهول والتأكد من إغماض عينيه بعد الشائعة التي انتشرت عنه.

وتبين لوكالة سند بعد البحث أن المقطع المتداول غير صحيح ونشر قبل شهرين من الحادثة لتوافد السياح على زيارة الأهرامات ولا علاقة له بتوافد المصريين للتأكد من شائعة أبو الهول.

 

سياحة الترند

الإقبال الكبير على تمثال أبو الهول أثار نقاشا حول تأثير شبكات التواصل التي أصبحت جزءا أساسيا من حياة المستخدمين، وكيفية الاستفادة من هذا الانتشار (الترند) للترويج السياحي.

وقال المختص بالإعلام الرقمي، فتحي شمس الدين، إن ما تردد عن "إغلاق أبو الهول عينيه، بدا (وكأنه) وسم (هاشتاغ) سلبي، لكن كان له تأثير إيجابي، مؤكدا أن شبكات التواصل لها قوة كبيرة على الحشد إذا تم استخدامها بالشكل الملائم، ويمكن استخدامها في الترويج السياحي والترويج للإنجازات وخدمة السياحة بشكل عام.

وطالب شمس الدين باستخدام مواقع التواصل في الترويج للأساطير المصرية الشهيرة، كما تفعل الدول الأخرى، وضرب مثالا بقلعة "بران" الموجودة في رومانيا، والتي تعد بين أكثر القلاع زيارة في العالم، بسبب ارتباطها الوثيق بأسطورة مصاص الدماء الكونت دراكولا.

عين الله لا عين أبو الهول

عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر، الدكتور مبروك عطية، دخل على خط ترند أبو الهول، قائلا "إننا محفوظون بعين الله لا بعين أبو الهول"، نافيا مثل هذه الشائعات ومهاجما من حاولوا ترويجها. متسائلا "ألم يدرسوا جميعا في الابتدائية أن الأجسام ساكنة ما لم تأت قوة خارجية تعمل على حركتها".

وأضاف الشيخ عطية في فيديو له عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك "نسينا الفيزياء مثلما نسينا ربنا، هل أبو الهول هيغمض (سيغمض) يا بتوع الفوتوشوب وإثارة القلاقل، وجمع الناس على الأوهام".

وأشار إلى رغبته أن الدنيا التي قامت من أجل غلق أعين أبو الهول الوهمية، أن تقوم للدين الواقع، وقال "إن الله أقام الدين وأسقطناه وتعلقنا بالقشور، وظلمنا المرأة في الميراث، وقتلناها لمجرد شائعة"، متسائلا "الدنيا مقامتش ليه (لماذا لم تقم) علشان (لأجل) روح؟".

وكانت حسابات على منصات التواصل قد زعمت أن "أبو الهول أصبح فجأة مغمض العينين"، في حين رأت أخرى أن ذلك مجرد "تخاريف وخزعبلات وإشاعات".

ومن جانبه قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر إن "تمثال أبو الهول لم تتغير ملامحه منذ آلاف السنين، ولم يتأثر بأي شيء"، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة أخبار اليوم (رسمية).

وأضاف عامر تعليقا على الفيديو "التمثال منذ القدم مثار للجدل والأقاويل والإشاعات، نظرا لغموضه وندرته في الحضارة المصرية القديمة".

كما نقلت الصحيفة عن الخبير الأثري بوزارة السياحة مجدي شلبي قوله "تمثال أبو الهول كما هو، ولم يحدث له أي تغيير".

وأفاد بأن "من نشر تلك الصور قام باستخدام (برنامج تعديل الصور) الفوتوشوب أو قام بتصوير أبو الهول بزاوية تصوير معينة أظهرت عينيه كأنهما مغمضتان ليس أكثر".

 

 

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي