مرسى علم.. وجهة الهاربين من صخب الحياة إلى سحر البحر وجمال الصحراء المصرية

تتمتع مدينة مرسى علم بخلفية صحراوية فريدة في تضاريسها التي تجذب السياح من عشاق الصحراء وسحرها، ومحبي الجبال بما تتمتع به من تكوينات صخرية متعددة الأشكال والألوان.

مدينة مرسى علم على ساحل البحر الأحمر الوحيدة التي تتمتع بدرجات حرارة ماء وهواء ملائمة للنشاط السياحي على مدار العام (غيتي)

تُعدّ مدينة مرسى علم المطلة على البحر الأحمر، والثرية بطبيعتها الخلابة، وتنوعها البيئي اللافت من المقاصد السياحية المصرية الرئيسة.

وتنتشر في المدينة عشرات المنتجعات السياحية التي تطل مباشرة على شواطئ البحر الأحمر، وما تتميز به من سحر، وبيئة بحرية فريدة.

وهي وجهة مفضلة للسياح الهاربين من صخب الحياة وزحامها، والباحثين عن الهدوء، وعشاق البحر، ومحبي المحميات الطبيعية، والحياة البحرية بكل مكوناتها.

وتختزل مرسى علم سحر البحر وجمال الصحراء، كما أن محمياتها مصدر بهجة للسائحين القادمين من بقاع شتى من العالم، بخاصة من أوروبا.

عودة الحياة

عادت الحياة لتدبّ من جديد في المدينة التي تقع جنوبي محافظة البحر الأحمر، وفي منتجعاتها السياحية التي عانت كثيرا تراجع السياحة بسبب تداعيات جائحة كورونا، وسط ترقب لعودة أسواق السياحة العالمية إلى تسيير رحلاتها مجددا إلى المدينة التي يحتل السياح الألمان المرتبة الأولى بين زوارها، وذلك حسب تصريحات للخبير السياحي المصري أشرف الشريف.

وقال الشريف لوكالة الأنباء الألمانية إن "نسب الإشغال الفندقي ببعض المنتجعات السياحية في مرسى علم، مثل منتجع (ستايا)، تجاوزت 50%"، لافتا إلى أن نسبة الإشغال المسموح بها من قبل وزارة السياحة والآثار المصرية هي 70%، في ظل الإجراءات الاحترازية المقررة للوقاية من فيروس كورونا.

وأكد الشريف أن منتجعات كثيرة لا تزال مغلقة انتظارًا لعودة السياح الألمان، وهي العودة المرتقبة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

الحياة تدبّ من جديد في مدينة مرسى علم التي تقع جنوبي محافظة البحر الأحمر وعانت كثيرا تراجع السياحة بسبب تداعيات جائحة كورونا (غيتي)

رياضة الغوص والسفاري

يشير الخبير السياحي المصري محمد قناوي، في تصريحه لوكالة الأنباء الألمانية، إلى أنه رغم أن مرسى علم مدينة حديثة نسبيا يعود تاريخ تحولها إلى وجهة سياحية إلى عام 1995، فإنها سرعان ما صارت مقصدًا سياحيًّا عالميًّا يستقبل زواره من شتى بقاع العالم، خاصة الباحثين عن الهدوء، والذين يحبون الاستمتاع بممارسة رياضة الغوص، وكذلك عشاق البيئة الصحراوية.
وأوضح قناوي أن مرسى علم تجمع بين البيئة البحرية الغنية بالمشاهد الرائعة، والبيئة الصحراوية والجبلية، وبها وديان ومناطق صالحة لسياحة السفاري.

وقال رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية أيمن أبو زيد إن مرسى علم تتمتع بسمعة طيبة في الأسواق السياحية العالمية، ولدى الوكلاء السياحيين المعنيين بتنظيم رحلات لعشاق السياحة الترفيهية والشاطئية.

وتحدث أبو زيد عن اختيار موقع " تريب أدفايزر" (Tripadvisor) -وهو من أكبر منصات السفر في العالم- مدينة مرسى علم كأحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم لعام 2021، وذلك حسب القوائم التي نشرها الموقع لأفضل الوجهات السياحية والأكثر رواجًا بين المسافرين، التي يتم اختيارها طبقا للتعليقات والتقييمات التي يدوّنها المسافرون عن الأماكن المقترحة للزيارة والأنشطة التي يمكن ممارستها بها.

صحراء فريدة

ويشرح أبو زيد أنه بالإضافة إلى الحياة البحرية الغنية التي تتميز بها شواطئ مرسى علم، تتمتع المدينة بخلفية صحراوية فريدة في تضاريسها التي تجذب السياح من عشاق الصحراء وسحرها، ومحبي الجبال بما تتمتع به من تكوينات صخرية متعددة الأشكال والألوان.
ويضيف أن مرسى علم تضمّ واحدة من أجمل المحميات الطبيعية التي تجمع بين الصحراء وشاطئ البحر، وهي محمية "وادي الجمال" التي يقع الجزء الأكبر منها في صحراء مصر الشرقية، في حين يمتد جزء على ساحل البحر الأحمر.

وادي الجمال

ويستمتع زائر وادي الجمال برؤية أحد أغنى الأودية بالكائنات الحية في الصحراء الشرقية، إلى جانب الشعاب المرجانية، والجزر الزاخرة بالسلاحف البحرية والطيور.

ويقول أبو زيد إن المكاتب السياحية تنشط في تنظيم رحلات السفاري إلى محمية وادي الجمال، وأيضا رحلات الغوص في مياه المناطق الثرية بالحياة البحرية.

وفي كتابها "أقاليم مصر السياحية.. دراسة في جغرافية السياحة"، تقول الدكتورة محبات إمام أحمد الشرابي عن مرسى علم ومناطقها الساحلية إنه لا توجد منطقة في صحراء مصر الشرقية تعدّ ذات جذب سياحي سوى ساحل البحر الأحمر، وإن درجات حرارة الماء والهواء فيها ملائمة للنشاط السياحي على مدار العام.

حياة حيوانية ونباتية

وتتميز المنطقة بالحياة الحيوانية والنباتية التي يوفرها قاع البحر وقرب الشاطئ، وذلك لما يتوفر بالمنطقة -مرسى علم ومختلف مناطقها- من ظروف بيئية ملائمة لتكون الشعاب المرجانية التي تنشط في مثل تلك البيئة من مياه صافية ودافئة ومرتفعة الملوحة.

وهي بيئة تساعد على أن ينشط المرجان في تكوين شعابه في قاع البحر، وأن تكون عملية التكوين مستمرة، فتتكون مستعمرات ضخمة ترتفع من قاع البحر إلى سطح الماء؛ فلا غرابة في أن يزداد عدد هواة الغوص.

وتكتسب رياضة الغوص مزيدا من الشهرة في تلك المنطقة عاما بعد عام.

وإلى جانب الغوص وما تحويه الشعاب المرجانية من حياة بحرية متنوعة، فإن هناك الطبيعة الصحراوية الخاصة التي تجذب عشاق سياحة السفاري، مثل المرتفعات الجبلية، والهضاب، والوديان، والسهول أيضا.

 

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية