تعلم السياح تقشير الروبيان.. "بوسوم" مدينة الجمبري الألمانية التاريخية على بحر الشمال

المنتجع الصحي الهادئ في "بوسوم" الذي يعود تاريخه إلى سبعينيات القرن الماضي، والذي يتحول إلى مكان مهجور بعد الساعة 8 مساء، أصبح مقصدا للسائحين بعد تفشي وباء كورونا.

"بوسوم"... مدينة الجمبري الألمانية التاريخية الواقعة على بحر الشمال
ميناء بوسوم قلب المجتمع حتى خلال الأشهر الباردة، حيث يمكن للمرء التنزه لساعات متتالية على طول الأرصفة (الألمانية)

الصياد أندري كلاوسن (38 عاما)، الذي يعيش في بلدة "بوسوم" (Büsum) الواقعة على ساحل بحر الشمال في ألمانيا، يوضح للسائحين القادمين لزيارة المكان كيفية تقشير الجمبري (الروبيان).

ويقول كلاوسن إنه ليس من السهل أن ينجح المرء في تقشير الجمبري بالشكل الصحيح من المرة الأولى، موضحا أن "الأمر يصير أسهل بعد المحاولة العاشرة".

وكلاوسن صياد جمبري من بين نحو 50 صيادا ينزلون في ميناء بوسوم -أهم ميناء في ألمانيا للجمبري- بالروبيان الذي اصطادوه من بحر الشمال.

"بوسوم"... مدينة الجمبري الألمانية التاريخية الواقعة على بحر الشمال
كلاوسن: ليس من السهل أن ينجح المرء بتقشير الجمبري بالشكل الصحيح من المرة الأولى (الألمانية)

وتقع مناطق الصيد قبالة مسطحات المد والجزر في "شليسفيغ هولشتاين"، وفي بحر الشمال بالقرب من جزيرة هيلغولاند. ويبقى الصيادون في البحر لمدة تتراوح بين 12-72 ساعة.

ويتم صيد الجمبري طوال العام، إلا أن الحصيلة تتناقص خلال الأشهر الباردة. ويقول روديجير كوك (58 عاما): "نقوم بصيد 5.2 ملايين كيلوغرام من الجمبري في العام".

ويشار إلى أنه من ألمع الأسماء في بوسوم، وينتمي إلى شبكة "هايبلوغ إنترناتسيونال بي في"، وتعتبر الشركة الهولندية نفسها الرائدة في السوق الأوروبية لجمبري بحر الشمال.

ويوضح كوك "نفرز الجمبري -حسب حجمه- ثم نحضره إلى زوتكامب". ثم يسافرون من هناك لأكثر من 7 آلاف كيلومتر، يتم بعدها تقشير الجمبري يدويا في تطوان بالمغرب، وتصل مدة الصلاحية إلى 21 يوما.

"بوسوم"... مدينة الجمبري الألمانية التاريخية الواقعة على بحر الشمال
علاقة قوية تربط بين بوسوم والجمبري حيث يتم صيد 5.2 ملايين كيلوغرام في العام (الألمانية)

ويشار إلى أن هناك علاقة قوية تربط بين بوسوم والجمبري. فقد بدأ صيد الجمبري هناك على نطاق واسع في نهاية القرن 19، وهو ما يمكن للزائرين التعرف عليه عن قرب في المتحف الواقع على البحر عند الميناء القديم.

وفي ذلك الوقت، كانت القوارب الآلية الأولى المزودة بشباك تخرج في رحلات للصيد. وقبل ذلك، كان السكان المحليون يقومون بصيد المحار اللذيذ من المسطحات الطينية، ثم تم بناء أحواض السفن في مطلع القرن 20، ولا يزال هناك اثنان منها حتى اليوم.

كما تطورت السياحة الساحلية في بوسوم خلال تلك الأعوام. وبمرور الوقت، تم بناء المزيد من الفنادق لاستيعاب الراغبين في الاستجمام.

"بوسوم"... مدينة الجمبري الألمانية التاريخية الواقعة على بحر الشمال
صيد الجمبري بدأ في بوسوم على نطاق واسع في نهاية القرن 19 (الألمانية)

وتمكنت بوسوم من تغيير صورتها السياحية على مر السنين، تماما مثلما تغيرت تفاصيل عمليات صيد الجمبري من قبل. ففي عام 2013، تم إنشاء منطقة بيرليبوخت، لتكون مخصصة لاستجمام العائلات فقط، ولتكون مستقلة عن رحلات المد والجزر.

كما يستفيد راكبو الأمواج والراغبون في الاستمتاع بالطائرات الورقية وممارسة رياضة التجديف بأقصى قدر ممكن من الأمواج والرياح هناك.

كما تمت في الآونة الأخيرة إقامة مبان فندقية فاخرة، في الوقت الذي تفسح فيه المباني القديمة الطريق أمام الشقق المخصصة لقضاء العطلات.

وصار المنتجع الصحي الهادئ، الذي يعود تاريخه إلى سبعينيات القرن الماضي، والذي يتحول إلى مكان مهجور بعد الساعة 8 مساء، مقصدا للسائحين على مدار العام. وعزز تفشي وباء كورونا هذا الاتجاه، في ظل بقاء المزيد من الراغبين في قضاء العطلات بألمانيا.

"بوسوم"... مدينة الجمبري الألمانية التاريخية الواقعة على بحر الشمال
ميناء بوسوم أهم ميناء في ألمانيا للجمبري الذي يتم اصطياده من بحر الشمال (الألمانية)

ويظل ميناء بوسوم قلب المجتمع، حتى خلال الأشهر الباردة، حيث يمكن للمرء التنزه لساعات متتالية على طول الأرصفة، وشراء الجمبري الطازج من الصيادين، أو احتساء الشاي أو القهوة الساخنة مع الكريمة المخفوقة التي تشتهر بها منطقة بحر الشمال.

وتحت المنارة، يحافظ أعضاء النادي على التاريخ البحري الموجود في متحف الميناء هناك. وأهم المعروضات هناك قارب إنقاذ "ريكمير روك"، الذي كان يتمركز من قبل في بوسوم. كما يرسو أقدم قارب لصيد الجمبري في بوسوم، وهو قارب "فاريفول" الذي تم بناؤه عام 1912.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية