كليوباترا.. معلومات صادمة لا يعرفها الكثيرون عنها

هذا الصباح-عرض خاص بكليوبترا في الإسكندرية
كانت كليوباترا عاشقة للعطور واستخدمتها لاستمالة أنطونيوس (الجزيرة)

أُنتجت العشرات من الأفلام حول حياة الملكة كليوباترا، إلى جانب نشر الملايين من الكتب التي تتناول سيرتها الذاتية، والروايات التاريخية، وحتى قصص الخيال العلمي.

وقد أثبتت هذه الشخصية التي خلدها التاريخ، أن النساء قادرات على قيادة الأمم، وذلك بفضل ما كانت تتميز به من ذكاء وطيبة، والقسوة إذا ما لزم الأمر.

موقع "أف بي ري" الروسي ذكر في تقرير له أن الكثير مما نعرفه عن كليوباترا، ملكة النيل، مصدره روايات تاريخية تعرضت لقدر كبير من التحريف وطغى عليها البعد الأسطوري والخرافي. ولذلك أصبح من الصعب التفريق بين الحقيقة والخيال.

ليست مصرية
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن كليوباترا تنحدر من أصول مصرية، فإن الواقع يشير إلى أنها كانت تنتمي لأسرة بطليموس المقدونية، التي تنحدر من نسل أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، وهو بطليموس الأول.

ولا يعني هذا الأمر أنها كانت من أصول يونانية فقط، بل إنها كانت أيضا تتحدث اللغة اليونانية ومطلعة على عادات اليونانيين.

وقد حكمت أسرة بطليموس مصر لمدة 300 سنة، بعد أن اعتلى بطليموس الأول العرش إثر وفاة الإسكندر الأكبر في سنة 323 قبل الميلاد.

وكان اليونانيون القدامى مولعين بغزو الدول الأخرى، كما أن المصريين من جهتهم كانوا غالبا ما يدينون بالولاء لفرعون أجنبي، لأنهم كانوا يشعرون بالانزعاج من حكم الفرس، الذين سيطروا عليهم قبل قدوم قوات الإسكندر.

صورة يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي لفنان روماني غير معلوم – عثر عليها في هيركولانيوم جنوب إيطاليا – ومن المرجح أن الصورة تمثل الملكة كليوباترا السابعة. (مواقع التواصل الاجتماعي)

زواج المحارم

كان زواج المحارم منتشرا في تلك العصور ليس فقط في أوروبا، بل أيضا في صفوف العائلات المالكة في الشرق الأوسط. لكن المصريين القدماء بالغوا في ممارسة هذه العادة، إلى درجة أنها دخلت ضمن تقاليدهم الراسخة.

وتشير الأسطورة المصرية إلى أن الإله أوزوريس تزوج من أخته إيزيس للحفاظ على نقاء النسل الملكي. ويبدو أن الفراعنة أيضا اتبعوا هذا التقليد، وفي ذلك العصر لم يكن أي أحد يدرك التبعات الجينية التي تترتب عن هذا الزواج.

وعندما وصل أبناء بطليموس للسلطة، حافظوا على هذه العادة، حيث تزوجت كليوباترا عندما أصبحت ملكة من شقيقها الأصغر.

ذكاؤها فاق جمالها
رغم أن كل الصور الحديثة تظهر كليوباترا بوجه جذاب وفاتن، فإن هناك قطعة نقدية تحمل صورة لها، عثر عليها في فبراير/شباط 2007، أكدت أن هذه الملكة لم تكن بذلك القدر من الجمال الذي يتغنى به الكثيرون.

ويذكر المؤرخون أن قوة حضور كليوباترا وشخصيتها كانا لا يقاومان. فقد كانت تتمتع بقدرات دبلوماسية، كما درست الرياضيات والطب والكيمياء والاقتصاد والتاريخ والجغرافيا، وكانت تتحدث تسع لغات.

دعمت الثقافة المصرية
إضافة إلى اللغة اليونانية، كانت كليوباترا تتحدث لغات الأمم المجاورة لمصر. وكانت الوحيدة ضمن نسل بطليموس التي اهتمت بتعلم لغة المصريين القدامى، وكانت ترتدي الملابس التقليدية وتشارك في الاحتفالات والمراسم المصرية، وهو ما أكسبها شعبية وسط العامة، بغض النظر عن أصولها الأجنبية.

قتلت شقيقها
وقعت خلافات بين كليوباترا وشقيقها بطليموس الثالث عشر، الذي حاول افتكاك العرش والانفراد بالسلطة. ولذلك لجأت كليوباترا إلى يوليوس قيصر لحمايتها من طموحات شقيقها المتزوج منها.

وفي النهاية تمكن قيصر من هزيمة بطليموس الثالث عشر الذي غرق في النيل أثناء هروبه.

وقد توفي شقيقها الثاني أيضا في ظروف غامضة، ولكن هنالك اعتقاد سائد بين المؤرخين بأنها سمّمته. 

  كليوباترا بفضل ثقافتها فهمت المنافع الصحية لمستحضر تجميل العينين، فيما كان أغلب المصريين يعتقدون أنه نوع من السحر (غيتي)

تجميل أم علاج؟

تظهر كليوباترا في كل الصور وهي تضع كحل العينين. وقد أثبتت أبحاث المؤرخين أن هذا المستحضر كان مكونا من أربع مواد مختلفة، ولم تكن فقط لأغراض تجميلية، بل أيضا لأغراض صحية تتعلق بحماية العين من العدوى، خاصة في فترات فيضان النيل وانتشار البكتيريا والالتهابات.

ومن المثير للاهتمام أنه في حين فهمت كليوباترا بفضل ثقافتها المنافع الصحية لمستحضر تجميل العينين، كان أغلب المصريين يعتقدون أنه نوع من السحر.

شرب ومجون

كانت كليوباترا ذكية وفطنة، وتحب المتعة والمرح. وقد قامت رفقة عشيقها الجنرال الروماني ماركوس أنطونيوس بإنشاء نادٍ للشرب خاص بهما، تقام فيه الحفلات الصاخبة والماجنة والولائم.

مصنع عطور

درست كليوباترا الكيمياء، وكانت تؤمن بقوة الروائح ليس فقط لأغراض تجميلية، بل أيضا وسيلة للإقناع.

ونشرت كليوباترا العطور على أشرعة سفينتها قبل أول لقاء لها مع ماركوس أنطونيوس، حتى يكون تأثيرها عليه قويا. وكانت أيضا تمتلك مصنعا للعطور، توجد أنقاضه قرب البحر الأحمر في عين جدي.

رهانات وتبذير
بحسب الأسطورة، دخلت كليوباترا في جدال ذات مرة مع ماركوس أنطونيوس، وأكدت له أنها يمكنها صرف ما يعادل 10 ملايين قطعة فضية على وجبة واحدة.

وطلبت كليوباترا بعد ذلك وجبة متواضعة وكأسا من الخل، ثم خلعت أحد أقراط أذنها، واقتلعت منه اللؤلؤة التي تزينه، ورمتها في الخل، وشاهدتها وهي تذوب. عقب ذلك، شربت كأس الخل لتثبت أنها مستعدة للقيام بأي شيء لتكسب الرهان.

المصدر : الصحافة الروسية