منتخب نسوي عراقي للمصارعة يتحدى التقاليد
وقامت نهاية ظاهر (52 عاما) بإنشاء المنتخب منتصف عام 2016 بطلب من الاتحاد الفرعي لرياضة المصارعة.
وأوضحت أنها لم تواجه في البداية صعوبة في اختيار عناصر المنتخب، بل التحدي كان في إقناع المجتمع بتقبل هذه الرياضة للفتيات.
وأضافت أنها بدأت بعدد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، أما الآن فهناك أكثر من عشرين لاعبة.
وتجري التدريبات للاعباتها في قاعة متواضعة بنوافذ كبيرة مفتوحة للتقليل من حرارة الصيف، وعلى حلبة زرقاء وحمراء، تحضر اللاعبات للتدريب بملابس محتشمة وسط حماسة كبيرة تحت أنظار المدربة، مضيفة أن اللاعبات حين يخرجن من القاعة يرتدين ملابس تراعي العادات والتقاليد من الحجاب ولبس العباءات.
وتؤكد المدربة نادية صائب (47 عاما) أن "عائلات اللاعبات أصبحت جزءا من اهتماماتنا. علاقتنا مع تلك الأسر أصبحت متينة بعدما نمت الثقة" مضيفة "نحن حريصون على اللاعبات نأخذهن من منازلهن ونعيدهنّ بإشرافنا أيضا، بل نتابع مستوياتهن الدراسية أيضا".
ومع ازدهار المصارعة في العراق "بدأت اللعبة تدريجيا تلقى قبولا داخل المجتمع" في الديوانية، بحسب ما تقول علياء حسين نجمة الفريق البالغة من العمر 26 عاما، والتي تسعى أيضا لإكمال دراستها بالمرحلة الثانوية الأخيرة بعدما توقفت لسنوات.
إنجازات
وتقول اللاعبة علياء حسين "وصلت إلى مرحلة متميزة في المنتخب وتمكنت من الحصول على فضية بطولة دولية أقيمت في بيروت وأسعى للمحافظة على هذا المستوى والالتحاق بكلية التربية الرياضية".
وتلقى علياء دعما كبيرا من والدتها التي تؤكد أن ابنتها "لا تفعل شيئا خطأ.. نحن على قناعة بما تفعله".
في الآونة الأخيرة، عاد الفريق من بطولة عالمية أقيمت في بيروت حصد فيها أربع ميداليات في أول ظهور أمام منتخبات من إيران وإيطاليا وكزاخستان وأوكرانيا وغيرها من الدول.
لكن رغم ذلك، يشكو الفريق قلة الموارد المالية. وبرر أمين سر اتحاد المصارعة عدم صرف رواتب منتظمة للاعبات لعدم وجود تخصيصات مالية لهذا المنتخب بالدورة الحالية.
ويشير إلى أنه في العام الماضي كانت كل لاعبة تتقاضى 50 ألف دينار (40 دولارا) شهريا. لكن ذلك ليس عائقا لعلا ظاهر إحدى لاعبات الفريق التي عادت ببرونزية من بيروت في وزن 60 كيلوغراما.
وتقول اللاعبة "طموحي أن أكون بطلة لآسيا، لذا أريد أن أواصل تجربتي بكل حماسة لأننا قطعنا شوطا مهما وتغلبنا على الكثير من المصاعب".