الحصار يدفع الشباب الغزي لتغيير أنماط وعادات الزواج

- ظاهرة الأعراس الجماعية انتشرت نتيجة ارتفاع تكاليف الزواج بفعل الحصار - الجزيرة نت

تلاقي الأعراس الجماعية المنظمة من طرف الجمعيات الخيرية رواجا كبيرا لدى الشباب الغزي وتقدر أعداد الشباب المشاركين فيها بالمئات (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين في غزة إلى تغيير العديد من الأنماط والسلوكيات المعيشية، لكنه في المقابل لم ينل من قدرة وعزيمة أهلها على مجابهة تداعيات الحصار التي أثرت على قطاعات واسعة.

ومن هذه القطاعات فئة الشباب المقبلين على الزواج الذين تقف إجراءات وتكاليف الزواج الباهظة حجر عثرة في طريق زواجهم.

فاستمرار الحصار على غزة منذ عام ونيف غيّب عن أسواقها كل اللوازم والمواد الخام التي تتطلبها الزيادة المطردة في أعداد الشباب الراغبين في الزواج، تزامنا مع أجواء التهدئة وتوقف الهجمات الإسرائيلية.

ودفع ارتفاع أسعار الحلي إلى أضعاف أثمانها ونفاد الأخشاب التي تدخل في صناعة الأثاث، فضلا عن أبسط احتياجات زواج أي عروسين، الشباب والشابات المقدمين على الزواج وذويهم إلى التنازل عن الكثير من المراسم والترتيبات والحاجيات التي كانت بالأمس القريب لا يكتمل الزواج في غزة إلا بها.

طرق وبدائل

"
حل الشراب بنكهة الفواكه المصنوع محليا محل المشروبات الغازية، واستعيض عن الأكواب الزجاجية
 بأكواب رقيقة من مادة البلاستيك 
"

وللتغلب على هذه المشكلة التي عانى منها كل من أقدم على الزواج في ظل الحصار، تنوعت الطرق والبدائل التي سلكها الشباب الغزي في سبيل تذليل العقبات التي تعترض سبل إتمام مراسم الزواج.

فبدل عادة استخدام الكؤوس الزجاجية والخزفية المعبئة ببعض قطع الحلوى التي درج الغزيون على توزيعها لدى إشهار أفراحهم، حلت محلها ظاهرة توزيع الكتيبات الوعظية أو تلك التي تضم بعضا من أجزاء القرآن الكريم أو الأدعية أو الأحاديث النبوية وإلى جانبها بعض من قطع الحلوى المصنعة محليا.

وكذلك استعيض عن عادة توزيع المشروبات الغازية بالشراب بنكهة الفواكه والمصنوع محليا والذي يقدم في أكواب رقيقة من مادة البلاستيك نظرا لخلو الأسواق من الأكواب الزجاجية.

هذه الأمثلة على بساطتها تندرج على كافة التفاصيل المتعلقة بالزواج، إلى درجة أن الكثير من الأزواج لم يعودوا يتحرجون من شراء غرفة نوم قديمة أو الاستعانة بأثاث أصدقائهم أو أقرباهم لتأثيث بيت الزوجية الجديد.

وفي مقابل ذلك أيضا لم يعد الكثير من أهل البنت يتشددون في المطالبة بكل مستلزمات الزواج ومراسيمه كما كان الحال قبل الحصار.

أعراس جماعية
كما أن ظاهرة الأعراس الجماعية التي بدأت تنتشر في غزة مع نهاية تسعينيات العقد الماضي، والتي يشرف على تنظيمها عدد من الجمعيات الخيرية والتنظيمات الفلسطينية بهدف التخفيف من أعباء الزواج، تلقى هذه الأيام رواجا كبيرا، وتقدر أعداد الشباب المشاركين فيها بالمئات.

العريس إبراهيم فياض: العرس الجماعي خفف عني الكثير من المتطلبات الخاصة بالفرح (الجزيرة نت)
العريس إبراهيم فياض: العرس الجماعي خفف عني الكثير من المتطلبات الخاصة بالفرح (الجزيرة نت)

ويقول الشاب إبراهيم فياض الذي شارك في أحد الأعراس الجماعية "كنت أتمنى أن أقيم فرحي في قاعة أفراح وأدعو جميع الأحباب والأصدقاء, لكن بسبب ظروف الحصار والغلاء الفاحش للأسعار وعدم توفر وسائل المواصلات تبددت كل أحلامي".

وذكر للجزيرة نت أن العرس الجماعي خفف عنه الكثير من المتطلبات الخاصة بالفرح في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة خاصة تكاليف حجز القاعة والتصوير وطباعة الدعوات وحجز المركبات.

ويقول أحمد أبو عليان منسق العرس الجماعي -الذي نظمه اتحاد الجمعيات الخيرية في مدينة خان يونس جنوب القطاع تحت شعار "أفراحنا فرحة انتصار رغم الحصار والجراح" وشارك فيه أكثر من مائتي عريس- إن هذا العام شهد إقبالا شديدا من الشباب على المشاركة في العرس الجماعي بخلاف السنوات الماضية التي لم يشارك فيها إلا بضع عشرات.

وأرجع في حديثه للجزيرة نت أسباب إقبال الشباب على المشاركة في الأعراس الجماعية إلى الحصار الإسرائيلي الذي زاد نسبة البطالة في صفوفهم، وجعلهم عاجزين على توفير الكثير من المستلزمات، في ظل ارتفاع الأسعار وندرة البضائع.

المصدر : الجزيرة