الشباب الباكستاني يتخلى عن زيه الشعبي

صور مختلفة لشباب يلبسون البطال وصور لناس كبار في السن أو عمال يلبسون السروال والقميص.
 شباب المتعلمين في باكستان يفضلون الأزياء الغربية (الجزيرة نت)
مهيوب خضر-إسلام آباد
 
 
فرض البنطال والقميص العصري نفسيهما زيا للشباب خصوصا المتعلمين حتى أصبح من الصعب رؤية شاب جامعي يلبس السروال والقميص الطويل، وهو الزى الشعبي المعروف في باكستان باسم "قومي لباس".
 
وينظر الشباب إلى البنطال كزي حضاري يسهل التعامل معه، وانتقلت العدوى إلى الفتيات بشكل لافت هذه الأيام بينما كان من الصعوبة قبل عقد من الزمان أن ترى شابا باكستانيا يلبس البنطال أو يروج له.
 
وينظر الطالب الجامعي أويس أحمد (23 عاما) إلى البنطال على أنه الزي المناسب لعمره ويبدي إعجابا ببنطال الجينز الذي يقول إنه ينسجم مع معظم ألوان القمصان، فضلا عن إمكانية لبسه في مواقع مختلفة مثل المنزل والجامعة والزيارات الاجتماعية وغير ذلك، حتى أنه نسي كيف يربط السروال الذي كان يلبسه في طفولته.
 
ويرجع أحمد أسباب تحوله إلى البنطال لالتحاقه بمدارس خاصة تعتمد المنهج الإنجليزي وتفرض البنطال زيا رسميا أثناء الدوام، حيث يقول إنه تعود على لباسه الحالي ويصعب عليه العودة إلى لباس قومي.
 
ويلاحظ المتجول في أسواق كبرى المدن مثل إسلام آباد ولاهور وكراتشي سعة انتشار المحلات المتخصصة في بيع البطال على حساب الأخرى التي تبيع السروال والقميص.
 
مواسم
وفي أحسن الأحوال يعود بعض الشباب كعدنان أختر إلى لبس السروال والقميص في المناسبات مثل الأعياد، فضلا عن صلاة الجمعة.
 
ويعتقد أختر أن البنطال عملي وأسهل في الحركة، رغم أنه يواجه بانتقادات كثيرة من جانب كبار السن الذين لا يروق لهم ويعتبرونه مخالفا للعرف والتقاليد.
 
يُذكر أن أغلبية المسؤولين وعلى مر التاريخ منذ استقلال البلاد عام 1947 يحرصون على الظهور بالزى الشعبي في المناسبات الوطنية وغيرها حتى العسكريين منهم، ولكنهم سرعان ما يعودون للبس البذلة الإفرنجية أيام العمل العادية، وقد خالف الرئيس الحالي آصف علي زرداري هذه القاعدة يوم قسمه كرئيس وهو ما كان محل انتقاد.

 الزي القومي يتراجع في باكستان
 الزي القومي يتراجع في باكستان
 
وحول أسباب تخلي الفتية عن لباس بلادهم الشعبي، يقول مدير مؤسسة ثقافة آسيا في لاهور أرسلان أحمد إن الأمر يعود إلى ظهور عشرات القنوات الفضائية المحلية التي ركزت كثيرا على موضوع الموضة.
 
كما يشير إلى التشجيع الرسمي غير المباشر للأمر خلال فترة حكم الرئيس برويز مشرف عبر نظريته المعروفة بالاعتدال المستنير والتي ركزت على محاربة التعصب، وساهمت في صناعة ردة فعل عكسية لدى فئة الشباب من كل ما هو تقليدي، والسبب الثالث كثرة انتشار المدارس الأجنبية التي تفرض البنطال زيا رسميا.
 
أصالة
وفي المقابل يتمسك الناس في القرى بالزي الشعبي لدرجة غير عادية. ويقول شوكت خان الذي يعمل بائعا متجولا للمعاطف في إسلام آباد وهو يلبس السروال والقميص، إن لبس البنطال يُعد نوعا من العار في منطقته باراشينار، مشيرا إلى أنه لا أحد في قريته يلبسه "لأنه معروف بأنه لباس الأعداء ولا يحظى صاحبه بأي تقدير".
 
ويحاول المغني الشهير جنيد جمشيد -الذي ترك الغناء وانخرط في صفوف جماعة التبليغ- إعادة توجيه شباب بلاده إلى الزى الشعبي، وذلك عبر فتح العديد من المحلات المتخصصة في بيعه وبأسعار مناسبة. 
المصدر : الجزيرة