ما هي خطة الجزائر لمكافحة الإرهاب؟
في تسعينيات القرن الماضي، ظهرت جماعات إسلامية عديدة في الجزائر، ولكن تحولت على مر السنين ولاءاتها وهوياتها تبعًا للاتجاهات الجيوسياسية. الدولة الإسلامية هي أحدث مجموعة تحاول خلق تواجد لها في هذه البلاد، لكنها واجهت انتكاسة لأنه ليس من الجديد على السلطات الجزائرية مكافحة الإرهاب.
هاجم مسلحون في الأول من (يونيو/حزيران)، في جنوب العاصمة الجزائرية -قوات الدرك الوطني ونتج عن الهجوم إصابة أربعة من رجال الشرطة. وأفيد بأن الهجوم قام به مجموعة من الأفراد ينتمون لما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية. وكان هذا الحادث هو الأخير ضمن سلسلة من الحوادث التي وقعت في الجزائر خلال هذا العام. ومن بين الاعتداءات البارزة الأخرى التي أعلنتها الجماعة هجوم انتحاري قام به رجلان في مدينة قسنطينة في (أبريل/نيسان) الماضي وقبل شهرين حاول أحد الجهاديين دخول مركزٍ للشرطة في وسط المدينة. وخلال هذا الهجوم نجح أحد رجال الشرطة الذي كان يقوم بخدمته خلال ذلك الوقت في نزع جهاز التفجير الذي كان يحمله ذلك الانتحاري من خلال رميه بالرصاص فأصيب الجاني وأُردي قتيلًا.
وفي ضوء هزائم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، يسعى العديد من المقاتلين الأجانب إلى العودة إلى ديارهم. وخلافًا لما حدث في تونس أو المغرب، حيث تم جذب مئات الشباب إلى القتال، أثبت الجزائريون أنهم أقل عرضة للانسياق لذلك. حيث يُقال إنه قد سافر أقل من 200 شخص إلى منطقة القتال تحت راية الدولة الإسلامية. في الجزائر، وغالبًا ما أمضى أولئك الذين اختاروا الانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة سنوات في القتال الميداني. وقد واجهت عمليات تلك المجموعات هزيمة أخرى خلال العام الماضي بعد اعتقال 332 شخصًا في أنحاء البلاد لانتمائهم لشبكات تجنيد ودعم التنظيم. ومع ذلك، فإن إضعاف رغبة الشباب الجزائري في الوقوع ضحية تلك التنظيمات الراديكالية قد يكون صعبًا نظرا لارتفاع معدل البطالة والظلم الاجتماعي الذي تعاني منه البلاد منذ عقود.
وأشار أحد المحللين إلى أن أمل الجزائر الوحيد في المضي قُدمًا هو ارتفاع أسعار النفط. وفي الوقت الراهن، يتعين على الحكومة دفع 30 مليار دولار أميركي من الإعانات التي تغطي كل شيء من الغذاء إلى التعليم.
وعلى نطاق أوسع، تعمل الحكومة الجزائرية على دعم الشباب الجزائري من خلال توفير التعليم، وإيجاد الوظائف، والتدريب الداخلي المدفوع الأجر، والتي تُعدًّ من الأسباب التي يستغلها المتطرفون. وبينما تواصل الحكومة التصدي للتهديد داخليًا، فإن التحدّي الذي تواجهه قوات الأمن الجزائرية يسيطر على الحدود التي يسهل اختراقها في البلاد والتي يبلغ طولها 4000 ميل، والتضاريس الجبلية في الشمال الشرقي، والتي أثبتت منذ مطلع التسعينات أنها مثالية بالنسبة للمسلحين الإسلاميين.
ولمواجهة ذلك، تشارك الجزائر بصورة فعّالة في أنشطة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بين دول المغرب العربي ومنطقة حوض البحر المتوسط. وفي حين أن هذه البرامج مصممة بالتأكيد لتقييم الطبيعة المتغيرة للتهديد عبر دول شمال أفريقيا، فإنه بالنسبة للحكومة الجزائرية ما يظل مؤكدًا توقعه في المستقبل هو أن التكتيكات والإستراتيجيات التي يتبعها المجاهدون الجزائريون سواءً اختاروا الانضمام للقتال تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة لا تزال واحدة.
__________________________________
التقرير الأصلي نُشر بموقع "غلوبال رِسك إنسايتس" عبر: الرابط التالي