شعار قسم ميدان

هذه المدن الطلابية الأفضل في العالم.. وتحسم قرارك في اختيار الجامعات

midan - رئيسية جامعات0

تتناول جهات عدة جوانب دراسة الطلبة خارج بلدانهم وتحللها وتفاضل بينها، بدءا من الرسوم الدراسية ونوع البرامج الأكاديمية المطروحة وحتى البيئة التي تنتظر الطالب وما يميزها من عوامل كتكلفة المعيشة وسمات الثقافة واللغة المتداولة والمناخ وغيرها، من أجل تحديد أنسب الوجهات الدراسية للطلبة الدوليين وأبرز سماتها، وعندما يتعلق الأمر بأفضل المدن التي يمكن أن يختارها الطالب الدولي لقضاء فترة دراسته وبالنظر إلى أبرز المواقع المتخصصة في تحليل مدن الطلاب وبيئاتها التعليمية والثقافية والاقتصادية سنجد اختلافا في مراكز هذه المدن ضمن تصنيفات راعت أو أهملت بعض سمات المدن التي يمكن أن تؤثر سلبا أو إيجابا على تجربة الطالب الدراسية، فما أهم هذه التصنيفات؟ وما أفضل المدن الطلابية لهذا العام؟

  

كيف تتم المفاضلة بين المدن الطلابية؟

يعتمد موقع "تايمز هاير إديوكيشين" (TimesHigherEducation) في تصنيفه لأفضل المدن الطلابية على عدد الجامعات الشهيرة عالميا (التي حققت مراكز داخل التصنيف) الموجودة في المدينة وتحديدا التي أحرزت مركزا بين أفضل 200 جامعة وأفضل 500 جامعة في تصنيف الموقع للجامعات حول العالم، فحققت مدينة طوكيو المركز الرابع بين أفضل المدن للطلاب1، لكنّ تصنيفا آخر لأكثر المدن تكلفة في العالم أظهر أن طوكيو هي المدينة الأعلى بين مدن العالم من حيث تكاليف المعيشة، وهذا عامل سلبي قد يُسبّب خروجها من قائمة أي طالب يقوم بتغطية تكاليف معيشته دون مساعدة خارجية. 2

 

في المقابل ارتكز تصنيف "كيو إس" (QS) على معايير أخرى وأكثر شمولية لتصنيف مدن الطلاب حول العالم، واشترط لدخول المدينة حيز المقارنة مع مدن طلابية أخرى أن يتجاوز عدد سكانها 250,000 نسمة، وأن تحصل اثنتان من جامعاتها على الأقل على مراكز متقدمة في قائمة التصنيف السنوية، وقد شملت أحدث قائمة درسها الموقع المشرف على التصنيف 125 مدينة. 3

   

undefined

   

وحتى عام 2016 انقسمت هذه المعايير إلى خمسة أقسام: تصنيف جامعات المدينة، والخليط الطلابي، والنشاط التوظيفي، والرغبة، والقدرة على تحمل تكاليف المعيشة، وأضاف التصنيف بعد ذلك معيارا خامسا أطلق عليه "رأي الطلاب"، وشمل بعض هذه المعايير عوامل مختلفة لقياس قيمة المعيار، ومنح كل معيار نسبة معينة من الدرجة النهائية التي ستحصل عليها المدينة والتي سيتم مقارنتها بغيرها من المدن بناء عليها، فما طبيعة هذه المعايير؟ وكيف حسبت نسبتها؟

 

منهجية "كيو إس" في تصنيف المدن الطلابية

بالنسبة لأول معايير "كيو إس" فهو التصنيفات التي حصدتها جامعات المدينة، حيث إن الموقع يرى أهمية لهذا المعيار كونه مسؤولا عن تحديد أماكن وجود جامعات النخبة في مدن العالم، وتنقسم الدرجة التي ستحصل عليها المدينة في هذا المعيار إلى ثلاثة عوامل هي: عدد الجامعات المتفوقة، وموقع أفضلها في المدينة، والمراكز التي حققتها، فهناك عدد نقاط يقابل كل مركز تحققه الجامعة، مثلا: إذا احتلت الجامعة أحد المراكز العشرة الأولى في تصنيف "كيو إس" العالمي للجامعات فهذا يعني حصولها على 100 نقطة، وهكذا.4

 

أما معيار الخليط الطلابي فينعكس في عدد الطلبة الموجودين في الجامعات المتفوقة، وحجم وجود الطلبة الدوليين في هذه الجامعات، ونسبة الطلبة الدوليين إلى العدد الكلي لطلبة هذه الجامعات، واتسام البيئة بالتسامح وقدرة الطلبة على الاندماج فيها، أي مدى تلاؤم البيئة الجديدة مع الخلفية الثقافية للطلبة الدوليين وأنماط حياتهم وهوياتهم.5

 

ويعكس المعيار الثالث رغبة الطلبة الدوليين في الوصول إلى وُجهة دراسية أو مدينة طلابية معينة تبعا لعوامل محددة هي: الأمان، ومقدار التلوث، وحجم الفساد، ودرجة المدينة في "مؤشر بحث المدن العالمية والعولمة" (Globalization and World Cities index)، ودرجتها في مؤشرات وحدة الاستخبارات الاقتصادية (Economist Intelligence Unit’s Liveability Index)، وأخيرا الدرجة التي حصلت عليها المدينة في البحث المنفذ بواسطة الموقع لمعرفة مدينة الأحلام بالنسبة للطلبة وما إذا كانوا يستطيعون العيش فيها، وقد جمع البحث آراء أكثر من 50,000 طالب، ويهدف معيار النشاط الوظيفي – المعيار الرابع- لقياس الفرص المتوفرة للطلبة بعد تخرجهم في المدينة ومدى إقبال المشغلين فيها على الخريجين، وانقسمت عوامله إلى عدد المشغلين الذين أشاروا إلى وجود جامعة واحدة على الأقل في المدينة تخرج طلبة متفوقين، وعدد المشغلين الدوليين الذين كشفوا عن وجود جامعة واحدة على الأقل تخرج طلبة متفوقين، ومقدار توظيف الشباب في الدولة التي تقع فيها المدينة. 6

   

undefined

   

يبحث المعيار الخامس في قدرة الطلبة على تحمل تكاليف الدراسة في المدن التي شملها التصنيف، وهو ما ينعكس في العوامل التي قاست حجم الرسوم الدراسية المفروضة على الطلبة الدوليين، وتكاليف المعيشة في المدينة، ومستوى المدينة في "مؤشر بيج ماك" (Big Mac Index) و"مؤشر آي باد" (iPad Index)، وأخيرا يقوم المعيار السادس على أكثر من 50,000 رد لطلبة دوليين طرحت عليهم أسئلة حول تجربتهم الطلابية في مدن طلابية مختلفة وتحديدا فيما يتعلق ببعض المعايير السابقة كتوفر فرص العمل، ونسبة الذين يرغبون في البقاء في مدن دراستهم لمدة سنة على الأقل بعد تخرجهم. 7

  

أفضل مدن الطلاب للعام 2018

شهدت المدن الطلابية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة اختلافا لافتا في مراكزها داخل التصنيف، ولوحظ أن هناك مدينتين ضمن عشرة المراكز الأولى في التصنيف تابعتا التقدم حتى وصلت إحداهما وهي لندن إلى المركز الأول لهذا العام منتقلة من المركز الخامس عام 2016، ووصلت ميونخ المدينة الثانية إلى المركز السادس لهذا العام بعد أن احتلت المركز 11 في تصنيف عام 2016، وتفاوتت مراكز المدن الأخرى بين تقدم وتراجع، فما المدن التي تلت لندن في التصنيف؟

 

لندن

لمعت مدينة لندن في مقدمة تصنيف "كيو إس" لأفضل المدن الطلابية للعام 2018، لتصبح مدينة الطلاب الأولى، وبحسب موقع "توب يونيفرستي" (topuniversities) القائم على التصنيف، تضم لندن 17 جامعة داخل تصنيف "كيو إس"، وأبرزها "كلية لندن الجامعية" (University College London) التي حازت على المرتبة السابعة عالميا في التصنيف نفسه للجامعات لهذا العام، ورغم أن الرسوم المفروضة على الطلبة الدوليين في جامعاتها تبلغ ضعف الرسوم المقررة على الطلبة المحليين وتتراوح حول 21,200 دولار أميركي8، فإن عددا من هذه الجامعات يقدم منحا دراسية دولية مثل: منح البحوث الدولية بـ"كلية لندن الملكية" (King’s College London).

 

طوكيو

نجحت العاصمة اليابانية طوكيو في التقدم على مدن كباريس وملبورن ومونتريال وبرلين وسول، والوصول إلى المركز الثاني في التصنيف، وبحسب موقع "توب يونيفرستي" (topuniversities) فقد حظيت طوكيو بالمرتبة الأولى في تصنيف النشاط الوظيفي في المدن الطلابية، والمرتبة الثانية في تصنيف الرغبة بين الطلاب، وتضم المدينة 14 جامعة في تصنيف "كيو إس"، أبرزها "جامعة طوكيو" (University of Tokyo)، ويصل معدل الرسوم الدراسية في جامعاتها إلى ما يعادل 6,700 دولار أميركي9، وتقدم جامعات المدينة منحا دراسية للطلاب الدوليين بينها منح خاصة ومنح حكومية مثل: منح الحكومة اليابانية.

    

جامعة طوكيو (مواقع التواصل)
جامعة طوكيو (مواقع التواصل)

  

ملبورن

بعد تراجع مرتبتها في تصنيف "كيو إس" لأفضل المدن الطلابية العام السابق، عادت مدينة ملبورن الأسترالية لتحرز تقدما وتصل إلى المرتبة الثالثة عالميا في التصنيف هذا العام. تضم المدينة سبع جامعات في تصنيف "كيو إس"، أعلاها مرتبة "جامعة ملبورن" (University of Melbourne) وقد حصلت على المرتبة الثالثة في تصنيف المدن حسب معيار "رأي الطالب"، ويشير الموقع إلى أن الرسوم الدراسية المفروضة على الطلبة الدوليين في جامعاتها المصنفة تصل إلى 23,000 دولار أميركي10، لكن تتوفر الكثير من المنح الدراسية الحكومية والخاصة التي تتيح للطلبة الدوليين الالتحاق بكافة الجامعات الأسترالية، من بينها منح بحوث الدراسات العليا بجامعة ملبورن.

 

واكتملت قائمة أفضل خمس مدن طلابية لهذا العام بمدينتي مونتريال وباريس، وهكذا ينعكس التنافس الدولي في جذب الطلبة الدوليين على تصنيفات المدن الطلابية إلى جانب تصنيف الجامعات العالمية. 

المصدر : الجزيرة