سيارات البنزين والديزل.. أيهما أفضل؟
من القرارات المحيرة التي لا بد من اتخاذها عند شراء سيارة جديدة هو اختيار السيارة ذات المحرك الأفضل والمناسب لاحتياجاتنا، حيث أن احتياجات كل شخص تختلف عن الآخر، وبالتالي فإن القرار الفعلي لاختيار السيارة يعتمد على العديد من العوامل، مثل: طبيعة الاستخدام الشخصي للسيارة، وعدد الأميال التي ستقطعها، وكذلك تكلفة المحرك والوقود، وتجربة القيادة من كفاءة المحرك وسرعة السيارة. خلال هذا التقرير سنوضح الفروق الجوهرية بين سيارات الديزل والبنزين، لتتمكن من اختيار السيارة الأفضل.
وبالتالي فتعتبر السيارة التي تعمل بالديزل هي الخيار الأفضل في حالة إن كنت تستخدم سيارتك باستمرار وتقطع مسافات طويلة في السفر على الطرق السريعة تزيد عن 12 ألف ميل سنويا، فكلما زاد عدد الأميال المقطوعة كان محرك الديزل أكثر كفاءة واستطعت توفير النفقات من استهلاك الوقود. وعلى النقيض تماما فإن سيارات البنزين هي الأفضل في حالة إن كانت كل تنقلاتك داخل المدينة ولا تستخدم سيارتك إلا على فترات متباعدة لقطع مسافات قصيرة.(1)
فمحركات الديزل تحتوي على مكونات باهظة الثمن مثل الجدران السميكة للأسطوانات والمكابس حتى تتمكن من تحمل درجات الحرارة العالية، وكذلك شمعات التوهج التي تستخدم في المناطق الباردة لتعمل على تدفئة المحرك ليبدأ في ضغط الهواء وإحراق الوقود، إذ تؤدي تلك المكونات إلى زيادة تكلفة تصنيع محركات الديزل مما ينعكس في النهاية على السعر الإجمالي للسيارة، فوفقا لموقع "كارز دايركت" فإن سيارات الديزل أكثر تكلفة من سيارات البنزين بأكثر من 700 دولار أميركي، وذلك بسبب عدم احتواء محركات البنزين على المكونات الباهظة الموجودة في محركات الديزل.(2)
وبما أن سيارات الديزل أعلى سعرا من سيارات البنزين، وتتميز محركاتها بالعمر الافتراضي طويل الأمد، فإن ذلك ينعكس بالإيجاب عند بيع السيارة مرة أخرى، إذ يرفع من قيمتها المادية. فعلى سبيل المثال، عند عرض نموذجين من نفس السيارة (أحدهما يعمل بالديزل والآخر يعمل بالبنزين) للبيع بعد الاستخدام لعدة سنوات، ستكون قيمة السيارة التي تعمل بمحرك الديزل أعلى من نظيرتها التي تعمل بالبنزين بحوالي 10%، حيث يرى الكثيرون أن القيمة المرتفعة لسيارات الديزل عند البيع مرة أخرى تعتبر ميزة مهمة تعوض السعر الباهظ عند الشراء في المرة الأولى.(3)
ورغم أن وقود الديزل أرخص من وقود البنزين فإن البنزين أكثر توافرا وانتشارا، فالعديد من محطات البنزين لا يتوافر بها وقود الديزل. فوفقا لموقع بيزنس إنسايدر فإن حوالي 50% فقط من محطات البنزين الأميركية هي التي توفر وقود الديزل، وبالتالي فالحل الأمثل إن كنت تفضّل استخدام سيارات الديزل هو التأكد دائما من توافر الوقود بالسيارة وعدم الانتظار حتى ينفد لتقوم بملئه مرة أخرى.(5)
لكن رغم قلة حاجة سيارات الديزل إلى الصيانة فإن عدم الحفاظ على الرعاية الروتينية للمحرك قد يؤدي إلى عواقب كارثية، وذلك لأن قطع غيار محركات الديزل أكثر تكلفة من محركات البنزين، فعلى سبيل المثال قد يؤدي عطل مثل انهيار نظام حقن الوقود إلى خسائر كبيرة، إذ يتطلب إصلاحات متعددة ومكلفة على المستوى المادي. وبالتالي فإن كنت ترى أن سيارات الديزل هي المناسبة لاستخدامك فلا بد من التخطيط الجيد للحفاظ على المحرك وتزويده بالفحص والرعاية الدورية، لأن التراخي عن ذلك يؤدي إلى تكاليف هائلة عند حدوث عطل أو خلل ما.(6)
فرغم أن الانبعاثات الناجمة عن سيارات البنزين تحتوي على نسب عالية من ثاني أكسيد الكربون بالمقارنة مع سيارات الديزل فإن الانبعاثات الناجمة عن سيارات الديزل تحتوي على ما هو أخطر من ذلك، إذ تحتوي على مستويات عالية من ثاني أكسيد النيتروجين الذي تم الربط بين التعرض له وحدوث الإجهاض والتشوهات الخلقية والموت المفاجئ للرضع، كما يؤدي التعرض له إلى الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب وكذلك أمراض الصدر والحساسية والربو والالتهابات، إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن ثاني أكسيد النيتروجين يسبب أكثر من 22 ألف حالة وفاة سنويا في أوروبا، وتشير التقديرات إلى أن 80% من التلوث بثاني أكسيد النيتروجين ناجم عن انبعاثات السيارات والشاحنات والحافلات.(8)
وبالتالي بعد المقارنات السابقة بين سيارات البنزين والديزل ومميزات وعيوب كل منهما من المفترض أن تكون قد اتضحت الرؤية، إذ أن سيارات الديزل تتميز بأنها الخيار الأمثل في حالات التنقل وقطع المسافات الطويلة، وتتميز بتكلفة الوقود المنخفضة مقارنة بسيارات البنزين، بالإضافة إلى أن محركاتها أكثر كفاءة وفاعلية من محركات البنزين، بينما على النقيض تتمثل عيوبها في السعر المرتفع والصيانة المكلفة والنسبة العالية من انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين الأكثر تلويثا للبيئة.