حمية كيتو ليست مثالية.. إليك البديل الأكثر أمانا

Nagwan Lithy - نظام كيتو الغذائي يعتمد على زيادة نسبة الدهون في الحصص الغذائية (بيكساباي)  - 4 أنواع حميات غذائية تفقدك وزنك وصحتك أيضاً
نظام كيتو الغذائي يعتمد على زيادة نسبة الدهون في الحصص الغذائية (بيكساباي)

مع مطلع كل عام جديد، يشعر كثيرون بالرغبة في تنظيم طعامهم بشكل أفضل، فيتحمسون لاتباع نظام غذائي متطرف أحيانا. لكن الأطباء يحذرون من عدم جدوى هذا النهج، خاصة لمن يعانون من زيادة الوزن لفترة طويلة.

يقول الدكتور كريغ بريماك الاختصاصي المعتمد من قبل المجلس الأميركي لطب السمنة، لموقع "شيفايندز" (Shefinds) إن"معظم الناس يندفعون للأنظمة الغذائية، وينتقلون من نظام إلى آخر، طمعا في العثور على أحدث الصيحات وأفضلها"، لكنه يعتبر أن حميّة "كيتو"، ومعظم الحميّات النباتية والمستحدثة "مجرد بدعة". وينصح "باستبدال الأنظمة الغذائية القديمة التي ثبت جدواها بمرور الزمن، بتلك الحميّات العصرية".

وهو ما يجعلنا نضع حمية "كيتو" -التي اشتهرت منذ منتصف التسعينيات بالتزامن مع صدور فيلم تلفزيوني للنجمة ميريل ستريب- في مواجهة أنظمة غذائية صحية تأكدت فعاليتها علميا، كحمية "البحر الأبيض المتوسط"، التي تُعد من أكثر النظم الغذائية صحة في العالم، لفائدتها في الوقاية من مخاطر أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية. مع التأكيد على أن استشارة اختصاصي تغذية لتحديد النظام الغذائي المناسب للشخص، تُعد أمرا أساسيا.

حمية "كيتو" ليست مثالية

من المثير للاهتمام أن النظام الغذائي المعروف بـ"كيتو"، والذي يُعد من أحدث صيحات إنقاص الوزن الآن، يبلغ عمره قرنا من الزمان. فقد بدأ الأطباء استخدامه لعلاج الصرع منذ عشرينيات القرن الماضي، ولا يزال يُستخدم لهذا الغرض. طبقا لما ذكره جيسون إيوالت، اختصاصي التغذية المعتمد، لموقع "مايو كلينك" (Mayoclinic).

و"كيتو" هو برنامج حمية يعتمد على قلب النظام الغذائي الصحي التقليدي، المُوصى به من قبل وزارة الزراعة الأميركية، والذي يتطلب توفير الكربوهيدرات والبروتينات والدهون في الأطعمة، بنسب 20% بروتين، و25% دهون، و55٪% كربوهيدرات، (معتبرا الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للوقود، للجسم والعقل).

وتصبح هذه الأرقام في نظام كيتو الغذائي: 20% بروتين، و75% دهون، و5% كربوهيدرات فقط، وذلك بهدف تقييد الكربوهيدرات -التي تتحول إلى غلوكوز- بشدة، لإجبار الجسم على العثور على مصدر آخر للوقود غير الغلوكوز، مما يضطره إلى تكسير الدهون إلى مركبات تسمى الكيتونات، لاستخدامها كمصدر للطاقة.

وبالفعل، يفقد الكثير من الناس الوزن طبقا لهذا النظام، ولكن، إلى جانب أن عملية تكييف الجسم على التحول من حرق الغلوكوز إلى حرق الدهون قد تستغرق مدة تتراوح بين عدة أسابيع إلى شهور، سنجد في النهاية "أن الفرق يبدو بسيطا على المدى الطويل، بين هذه الحمية وأنواع الحمية التي فيها نسبة كربوهيدرات أعلى"، وفق إيوالت، الذي يضيف مُحذرا، أن "هذه الحمية مقيدة جدا ويصعب اتباعها، ولن يستمر الشخص العادي في اتباعها لفترة طويلة".

بالإضافة إلى أن احتواءها على كميات محدودة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، مقابل كمية كبيرة الدهون المشبعة، "يجعلها ليست مثالية للصحة"، وفق إيوالت.

إنفلونزا "كيتو"

إن حمية كيتو تستبعد جميع الأطعمة المُصنّعة تقريبا، وهو أمر جيد ولا شك، بالإضافة إلى أن "بعض الدراسات تُظهر أن من يتبعونها قد يشعرون بجوع أقل، وبعض الأبحاث تشير إلى فوائدها المحتملة للسيطرة على نسبة السكر في الدم"، وفقا لموقع "بورتلاند كلينك" (The Portland Clinic) الذي لا ينصح بهذا النظام لمن هو مصاب بمرض في البنكرياس أو الكبد أو الغدة الدرقية أو الكلى أو المرارة، أو من لديه تاريخ من حصوات الكلى أو اضطرابات الأكل، أو خضع لاستئصال المرارة.

بالإضافة لما سبق، قد يؤدي التخلي عن الحبوب الكاملة والفاصوليا والفواكه والعديد من الخضروات إلى نقص المغذيات والإمساك. كما يمكن أن تشمل الآثار الجانبية الشائعة قصيرة المدى، على التعب والصداع واضطراب المعدة، المعروف أيضا باسم "إنفلونزا كيتو".

وتشتمل المخاطر الصحية طويلة المدى على "حصوات الكلى وهشاشة العظام وأمراض الكبد، بخلاف مخاطر أخرى لم تُعرف بعد، حيث لا توجد دراسات طويلة الأجل". وفق بورتلاند كلينك.

الحمية المثالية

تُصنف حمية البحر الأبيض المتوسط من الحميات الأكثر صحة، ومساعدة على فقدان الوزن، منذ أن أدرك الباحثون لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي أن أصح الناس على كوكب الأرض يعيشون قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط، ويرتبط نظامهم الغذائي بانخفاض في الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.

وتوصلوا لاحقا إلى أن هذه الحمية كانت السبب الرئيسي وراء ذلك، لاحتوائها على الأطعمة الشائعة في تلك المنطقة منذ قرون، والتي تُعد "الأقرب للفطرة الغذائية السليمة"، بتركيزها على تناول وجبات غنية بالألياف، تشتمل على الحبوب الكاملة والمكسرات والأسماك والخضروات والفواكه والدواجن والبقوليات ومنتجات الألبان وزيت الزيتون، مع التقليل من اللحوم الحمراء والحلويات.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت واحدة من أكثر الأنظمة الغذائية التي خضعت للدراسة، حيث أكد العلماء أن اتباعها يمكن أن يساعد الأشخاص على إنقاص الوزن، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2. لكنهم اشترطوا أن تصبح جزءا من نمط الحياة، لتحقق هذه الفوائد على المدى الطويل.

حمية تجعلك أكثر سعادة في الحياة

دفعت التأثيرات الصحية لحمية البحر الأبيض المتوسط بعض الأطباء إلى اعتبارها "النظام الغذائي المثالي" للصحة وطول العمر، وتصنيفها على أنها صحية، مقارنة بالأنظمة الغذائية الشائعة الأخرى.

فقد وجدت دراسة أجريت على أكثر من 10 آلاف إسباني في عام 2009 أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي "قد يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب، ويجعلنا أكثر سعادة في الحياة". أكدتها دراسات أخرى أشارت إلى أن حمية البحر الأبيض المتوسط، هي النمط الغذائي "الأكثر دعما علميا" لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كما أظهرت دراسة نُشرت في عام 2020 أن حمية البحر الأبيض المتوسط "لها تأثير قوي على صحة العقل بشكل خاص". وهو ما دعمته إحدى الدراسات مؤخرا، بتأكيدها "أن تناول نظام غذائي متوسطي مرتبط بتحسينات في الوظيفة الإدراكية والذاكرة والمناعة وقوة العظام".

المصدر : مواقع إلكترونية