منها لحث العروس على البكاء والاحتفال بالعيد.. تعرف على أشهر أغاني المناسبات التركية

يرتبط الأتراك بموروثهم الشعبي من الأغاني إلى يومنا هذا، حتى مع وجود تيارات معاصرة بين الأجيال الجديدة تحاول فك هذا الارتباط الذي يعود لعقود مضت.

مهما اختلفت الطبقات الاجتماعية والانتماءات في تركيا، تظل بعض الأغاني قاسما مشتركا بين الجميع (مواقع التواصل الاجتماعي)

يعد التراث الغنائي لكل دولة الذاكرة الحية لعادات وتقاليد شعبها، وربما الأرشيف الأكثر تعبيرا عن المحطات الرئيسة في مراحل تأسيس الدول.

وفي تركيا، كغيرها من الدول، لا سيما الشرق أوسطية وتلك الواقعة وسط القارة الآسيوية، يأتي الموروث الغنائي في مقدمة طرق التعبير عن ثقافة الشعب وعاداته.

يرتبط الأتراك بموروثهم الشعبي من الأغنيات إلى يومنا هذا، حتى مع وجود تيارات معاصرة بين الأجيال الجديدة تحاول فك هذا الارتباط، الذي يعود لعقود مضت. ومهما اختلفت الطبقات الاجتماعية والانتماءات، تظل تلك الأغنيات قاسما مشتركا.

وفي التقرير التالي، نستعرض بعض الأغنيات التركية الشعبية، التي ما تزال حاضرة وبقوة في كل المناسبات والفعاليات، التي ترتبط بالوطن والمواطن التركي.

اليوم عيد

تعد هذه الأغنية لمغني موسيقى الروك التركي باريش مانشو (توفي عام 1999) من أكثر الأغنيات المرتبطة بالأعياد على اختلاف أنواعها في تركيا.

فتغنى هذه الأغنية ترحيبا بحلول عيد الفطر وعيد الأضحى وغيرها من الأعياد غير الدينية كعيد الطفولة.

وتخاطب هذه الأغنية في الأساس الأطفال، وتحمسهم على الابتهاج فرحا بقدوم العيد. الأغنية أنتجت عام 1985، ورغم أنها ليست من الموروث القديم؛ لكنها شديدة الصلة بمناسبات الأتراك المرتبطة بالأعياد.

التهويدة التركية

"التهويدة" هي الموسيقى الناعمة الهادئة، التي تلجأ إليها الأمهات لجعل أطفالهن الرضع يخلدون إلى النوم، وهي ثقافة عالمية في كل الدول.

وفي تركيا تعد التهويدة الأشهر، تلك التي يطلق عليها اسم "نينيلار" (ninniler)، وتوارثتها الأجيال منذ قرون، وتُغنى على اللحن ذاته طوال هذه السنوات، وتحافظ بعض الأمهات على غنائها بلغتها الأصلية الأوكرانية القديمة.

ووفق موقع "إي بيبيك" (ebebek) التركي، المعني بشؤون الرضع والأطفال، كان أول من تطرق للتهويدة في التاريخ التركي هو الباحث محمود كاشغارلي، في كتابه "ديوان اللغات التركية".

وحينئذ، قال كاشغارلي، إن التهويدة ألحان مجهولة المصدر، تعود لثقافات قديمة جدا، وستعيش لآلاف السنوات المستقبلية على حالها.

وفي مسلسل حريم السلطان التركي، ظهرت التهويدة الأشهر في منطقة الأناضول وتركيا، على لسان السلطانة هيام، وهي تغني "نيني لولي" (Ninni Luli) لأبنائها من السلطان سليمان القانوني.

وغنت السلطانة، التي ولدت في روهاتين (شرقي أوكرانيا)، التهويدة بلغتها الأم، وهي اللغة التي ما زالت تتوارثها الأجيال عند غناء هذه التهويدة للصغار.

أغنية ليلة الحناء

تعرف ليلة الحناء في تركيا، بأنها الليلة التي تجبر فيها العروس على البكاء سواء برغبة منها أو بتدخل خارجي من أهلها وأصدقائها، في إشارة إلى حزنها على فراق أهلها، والانتقال للعيش مع عائلة أخرى غريبة عنهم.

وتوارث الشعب التركي أغنية "التلال العالية" (Yüksek tepeler) لتكون الأغنية الأكثر ارتباطا بهذه الليلة، والوسيلة التي يتم من خلالها دفع العروس للبكاء، في آخر يوم تقضيه في منزل أهلها.

وقالت بسمة سليم، للجزيرة نت، إنه رغم الشهرة الكبيرة للأغنية، وارتباطها بحنة العروس؛ إلا أنها تحول تلك المناسبة السعيدة إلى "حزن".

وأضافت، وهي واحدة ممن حضروا عددا من حفلات الحنة في تركيا، أن تشغيل هذه الأغنية "عادة لا تزول لدى الأتراك رغم بعض المطالبات من فتيات الجيل الجديد بالتوقف عن تشغيلها في تلك المناسبة، لتأثيرها السلبي على الأجواء".

وأشارت بسمة إلى استمرار تمسك الأهل بهذه الأغنية، وإحساسهم بأنها الوحيدة التي تجعل لتلك الليلة طابعا مميزا، وتشعر العروس بأهمية أهلها وتضحياتهم من أجلها.

وخلال ليلة الحناء، يُغطى وجه العروس بوشاح أحمر اللون، لا يُكشف عنها إلا بعد أن تكون ذرفت دموعها تأثرا بكلمات الأغنية.

وتقول كلمات (التلال العالية) "لا تدعيهم يبنوا لك بيتا في التلال العالية.. لا تدعهم يأخذون البنت لبلد بعيدة.. لا تسمحوا بأن تواجه وحيدة أمها المعاملة السيئة".

ولا يعرف العام الذي تعرف فيه الشعب التركي على هذه الأغنية؛ لكن هناك رواية متداولة بأن الأغنية بطلتها فتاة تدعى زينب، من قرية مالكارا في مدينة تكير طاغ.

وفي العصور القديمة، رأى شاب يدعى "علي" زينب عندما كانت في الـ15 من عمرها، تزوجها وأخذها معه إلى قريته البعيدة، لتبقى الفتاة 7 سنوات بدون رؤية أهلها، تعرضت خلالها لمعاملة سيئة من زوجها.

 

بلدي مختلف

أغنية "بلدي مختلف" غنتها لأول مرة المغنية أيتن ألبمان (توفيت عام 2012) في 1972.

غير أن الأغنية أعيد تقديمها في كثير من المناسبات من خلال مغنين آخرين، لارتباطها بالموروث الغنائي الثقافي للدولة.

لا تغيب هذه الأغنية عن المناسبات الوطنية أو تلك المرتبطة بالأحداث الثقافية والاجتماعية المهمة في تركيا.

فهذا اللحن الهادئ وكلماته الرشيقة يتغزل بتركيا، ويصفها بالجنة، ويفتخر بأنها تتميز بكثير من الاختلافات عن باقي الدول.

علا زيد، طالبة بإحدى الجامعات التركية، قالت للجزيرة نت إن تلك الأغنية "هي من أول النصوص الطويلة التي تعلمتها في صف تعلم اللغة التركية، وأدتها وسط كورال جماعي في إحدى المناسبات الطلابية".

وأضافت "لا يوجد شخص في تركيا حتى الأطفال لا يعرف الأغنية أو حتى لحنها، فهي شديدة الصلة بالثقافة التركية، وتمجد بلدهم ويعتبرونها بمثابة النشيد الوطني الثاني للدولة بعد النشيد الرسمي".

المصدر : الجزيرة