المال لا يجلب السعادة.. متى تعتبر نفسك غنيا دون راتب؟

لا أحد يستطيع العيش مدة طويلة دون راتب، لكن يمكنك إدارة أمورك لحين اتخاذ مسار آخر لكسب المال.

هوس التسوق أو عندما يصبح الشراء نوعا من الإدمان (بيكسلز)
لا تعتمد على القروض والبطاقات الائتمانية لتلبية احتياجاتك الشرائية اليومية (بيكسلز)

كم مرة سمعت مقولة إن المال لا يجلب السعادة، حتى باتت تلك الكلمات مثيرة للسخرية، لكن ربما عليك مراجعة هذه المقولة بصورة عملية في حياتك الشخصية.

بعيدا عن الشعارات، هناك مميزات كثيرة في حياتك تجعلك من الأثرياء دون أن تسكن القصور. السعادة ليست بعيدة عنك، فما رأيك أن تخوض التجربة بصورة أكثر جدية، لتراجع عاداتك الحياتية وتكتشف ممتلكاتك الثمينة.

الخبيرة المصرفية كريستين أديس تقول لموقع إنسايدر (Insider) إنها تشعر بأنها أكثر ثراءً حتى بعدما أصبحت تكسب حوالي 40% فقط من راتبها السابق المكون من 6 أرقام أثناء سفرها حول العالم، والكثيرون قرروا تغيير مجالات عملهم، والتخلي عن ضغط الوظيفة وراتبها الضخم، لشراء راحة البال والتمتع بدخل أقل.

 

وسواء كان ذلك مقنعا أو غير واقعي في رأيك، فهناك بعض المؤشرات العالمية للثروة، يمكن أن تطبقها في حياتك الشخصية، لتكتشف أنك غني بالفعل:

1. يمكنك توفير المال

كتب روبرت كيوساكي في كتابه "أب غني أب فقير" (Rich Dad Poor Dad) يقول: "يفشل معظم الناس في إدراك أنه ليس المهم مقدار المال الذي تجنيه، وإنما مقدار الأموال التي تستطيع ادخارها".

لا يحل المال المشكلات المادية، بل إنه ربما يساهم في تفاقمها في كثير من الأحيان. كثيرون هم من فازوا بجوائز اليانصيب ثم خسروا كل شيء في غضون بضع سنوات، وكذلك المشاهير والرياضيون المحترفون والفنانون الذين كسبوا الملايين في العشرينيات من العمر وانتهى بهم الأمر بالإفلاس.

الحصول على أموال مفاجئة كالميراث أو زيادة الراتب أو التغير الجذري في مصادر الدخل قد يسبب للشخص ما يطلق عليه "الفوضى المالية" بحسب كيوساكي، وهو ما قد يتسبب في تدمير حياتك وتغيير تطلعاتك وعاداتك التي كانت سببا في سعادتك في الماضي.

لذا، إذا كنت من هؤلاء الذين يستطيعون توفير ولو مبلغ بسيط من الدخل شهريا، فأنت من الأغنياء.

2. العيش براحة مع أقل من الإمكانيات

إذا أصبحت شخصا استهلاكيا تريد اقتناء كل ما تراه حولك، وتتطلع للمزيد دائما حتى دون الحاجة إلى ذلك، فاعلم أنه حتى لو تمت إضافة اسمك في قائمة أثرياء العالم، فلن تشعر بالرضا.

إن العيش بأقل من إمكانياتك هو من المبادئ الرئيسية للإدارة المسؤولة للأموال. إنفاق أقل مما تكسب، يجعلك من الأغنياء، ولا سيما إن كنت من الذين يتحكمون في رغباتهم الشرائية ويعرفون مبدأ الاستغناء.

يقول الملياردير العصامي أنتوني هسيه إن تعلم العيش في حدود الإمكانيات كان درسا تلقاه من والديه اللذين هاجرا إلى الولايات المتحدة من تايوان، وأضاف أن هذه العادة ساعدته قليلا لمدة 30 عاما.

العيش بأقل الإمكانات تحد كبير لا يستطيع الكثيرون تحقيقه، فإذا كنت من هؤلاء فيجب أن تعتبر نفسك من الأغنياء، فقد كشف تقرير صدر عام 2019 عن "غو بانكينغ ريتس" (GOBankingRates) أن ثلث الأميركيين لا يستطيعون العيش وفق إمكاناتهم.

ميدان - التسوق الإلكتروني
تجنب الوقوع في فخ عروض البطاقات الائتمانية، فأنت في النهاية من تدفع فواتير مشترياتك (مواقع التواصل)

3. هل تستطيع الإنفاق دون راتب؟

تقودنا تلك النقطة مرة أخرى إلى الادخار. كن صريحا مع نفسك، فإنك إذا كنت تستطيع العيش لمدة ما دون راتب شهري من عمل بعد التقاعد أو الإقالة، فأنت غني.

لا أحد يستطيع العيش دون راتب مدة طويلة، ولكن يمكنك إدارة أمورك لحين اتخاذ مسار آخر لكسب المال، إذا كنت من هؤلاء المحظوظين الذين لا يعملون تحت ضغط وظائفهم فقط لتسديد ديونهم، فأنت بكل تأكيد غني.

4. لعبة الخير والشر

إذا كنت تعلم أن المال مجرد حليف لتحقيق المزيد من النجاحات، فأنت تفكر بنفس مبدأ الأثرياء الذين يحبهم المال وينجذب إليهم قبل أن يجنوه، أما المطحونون في وظائفهم بانتظار الراتب فيرون أن المال شر لا بد منه للإنفاق على التزاماتهم.

إذا لم تكن خائفا من المال، وكنت تنظر إليه على أنه حليف وأداة يمكن أن تساعدك في تحقيق ما تريد في الحياة، فأنت متقدم في هذه اللعبة.

5. لا تعتمد على القروض والبطاقات الائتمانية

يدفعك العالم الاستهلاكي لفرص الاقتراض والبطاقات الائتمانية المغرية للغاية، وكأنها باب الكنز المفتوح لتلبية احتياجاتك الشرائية اليومية، ولكن في الحقيقة أنت في النهاية من يتورط في الديون والفوائد البنكية، فإذا استطعت التحكم بصلابة أمام تلك المغريات، والتكيف مع ما تملكه من مال مقابل ما تشتريه، فإنك لن تحمل همَّ الديون في حياتك.

المصدر : مواقع إلكترونية