الجانب الإيجابي من أزمة كورونا.. لن نتخلص من عادات الحجر الصحي بسهولة

يتوقع خبراء أن تستمر بعض العادات التي اكتسبناها خلال أزمة كورونا مثل التعقيم وغسل الأيدي (غيتي)

تغيّر العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، وتبدلت العادات اليومية بسبب فيروس كورونا المستجد إما بقوة القانون وإما بسبب الرغبة في الحياة، بعض هذه العادات ستنتهي فور إعلان القضاء على الفيروس أو إيجاد العلاج أو اللقاح المنتظر، ولكن هناك عادات أخرى مكتسبة ستظل موجودة للأبد، بحسب توقعات الخبراء.

التعامل عبر الإنترنت

حاول الجميع خلال الأشهر القليلة السابقة استبدال بعض الأنشطة المعتادة من التعامل اليومي المباشر إلى التعامل عن بعد عن طريق الإنترنت، كالدراسة المدرسية والجامعية، وكثير من الأعمال الخدماتية والحكومية والصحية وغيرها.

حتى الترفيه أصبح من الممكن تحقيقه من المنزل بمشاهدة أحدث المسلسلات والأفلام عبر منصات البث مثل نتفليكس وديزني بلس، أما عادات الشراء فحل محلها التسوق الإلكتروني، سواء كان لأغراض منزلية أو لشراء ملابس شخصية أو ألعاب للأطفال أو مكونات طعام.

ورغم بدء عودة الحياة الطبيعية في كثير من الدول في إطار التعايش مع فيروس كورونا، فإن الخبراء يتوقعون أن كثيرا من العادات المكتسبة خلال فترة العزل السابقة ستستمر بعدها، وسيطالب العديد من الموظفين بالعمل من المنزل حتى من لم يكن الخيار مطروحا أمامهم قبل فترة العزل، وسيفضل عدد كبير من الطلاب وأولياء الأمور بالدراسة عن بعد توفيرا لوقت ومجهود المواصلات الذي يمكن استثماره في أمور أخرى.

لن يكون الأمر مقتصرا على الأفراد والأهالي فقط، بل سيمتد كذلك إلى شركات العمل والمؤسسات التعليمية نفسها، التي ستطور من إمكانية العمل والتعلم عن بعد، وهو ما سيحد من استهلاك مرافقها ومبانيها بشكل كبير.

هل أصبح العمل عن بعد خطرا على المكاتب؟ (بيكسلز)
يتوقع أن تطوّر المؤسسات من إمكانيات العمل والتعلم عن بعد (بيكسلز)

العادات الاجتماعية

يتوقع الخبراء أن تتغير العادات الاجتماعية اليومية مثل السلام باليد والأحضان والقبلات، فقد اختفت هذه الأمور أثناء الأشهر السابقة تطبيقا لمبدأ التباعد الاجتماعي، وأصبح المجتمع يبتعد ابتعادا كبيرا عن هذه الطريقة في التحية تجنبا لنقل الفيروس، وانتشرت طرق أخرى مثل السلام بالمرفق أو بالقدم، ومن المتوقع أن يستمر هذا التباعد في إلقاء التحية بعد أن أدرك الكثيرون أن هذه الطريقة ربما تكون الأسلم في الحد من انتقال الأمراض المعدية المختلفة.

معقمات الأيدي

بسبب كوفيد-19 أصبح من الطبيعي مشاهدة عبوات كبيرة من معقمات الأيدي في الأماكن العامة حتى يستخدمها الجميع، مثلما يحدث الآن في المراكز التجارية الكبيرة والمتاجر والبنوك.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الأمر طوال الوقت لما وجده أصحاب هذه المنشآت من راحة بال بعلمهم أن أيدي عملائهم نظيفة طوال فترة وجودهم في المكان.

غسيل اليدين

لم يكن شائعا بين الأفراد أن هناك طريقة سليمة لغسل الأيدي للتأكد من قتل الفيروسات، حيث كان المعتاد غسل اليدين بطريقة سريعة وغير صحيحة، ولكن مع انتشار الفيروس أصبح الجميع مهتما بالطريقة المثلى لغسل الأيدي، والوصول لكل مكان في اليد والاستمرار في غسلها لمدة 20 ثانية على الأقل، ومثل هذا الأمر لن يختفي ببساطة.

الاهتمام بتقوية المناعة

يعيش أغلب الناس من دون اهتمام كبير بما يأكلونه أو بنقص الفيتامينات من أجسامهم، ولكن في الأشهر القليلة السابقة كثر الحديث عن كيفية تقوية المناعة للكبار والصغار معا، وأصبح هناك اتجاه لتناول الطعام الصحي والخضار والفواكه الطازجة لزيادة مناعة الجسم بطريقة طبيعية، بالإضافة إلى تناول الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها كل فرد.

الخضروات الورقية الخضراء تمد الجسم بالعناصر المغذية وتعمل على تقوية المناعة وتساعد على إنقاص الوزن والتمتع بالرشاقة. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: Christin Klose/dpa-tmn/dpa Credit: Christin Klose / dpa-tmn / Christin Klose/dpa-tmn/dpa
ساهم فيروس كورونا في رفع الوعي بأهمية تقوية الجهاز المناعي من خلال الطعام الصحي (وكالة الأنباء الألمانية)

الادخار

بالطبع يحاول أغلبية الأشخاص الادخار حتى قبل أزمة كورونا، ولكن الحجر الصحي تسبب في هزة كبيرة لعالم الأعمال، إذ فقد الكثيرون وظائفهم بسببها، وتعرض البعض لتخفيض الرواتب، مما تتسبب في أزمات مالية ضخمة للعديد من العائلات، ووصل الأمر ببعضهم إلى اللجوء لبيع ممتلكاتهم من أجل الحصول على الطعام.

تبين للجميع أن الادخار أمر لا بد منه كلما أمكن ذلك، وندمت الأغلبية على عدم الاحتفاظ بمبلغ هامشي للطوارئ، وكل من استطاع تجاوز الأزمة الآن سيحاول بالتأكيد وضع القليل من المال في صندوق ادخار من أجل أيام عصيبة أخرى.

المصدر : مواقع إلكترونية