سعيد عقل

شاعر لبناني سطع نجمه في ثلاثينيات القرن الماضي. بدأ قوميا عروبيا وانتهى مؤيدا للصهيونية، حتى إنه رحب باجتياح لبنان عام 1982، وتمنى أن يكون في وسعه القتال مع القوات الإسرائيلية.

المولد والنشأة
ولد سعيد عقل يوم 4 يوليو/تموز عام 1912 في مدينة زحلة بلبنان، ونشأ في أسرة مارونية كاثوليكية.

الدراسة والتكوين
واصل دراسته بمدرسة المريميين بزحلة، قبل أن يضطر لمغادرة الدراسة لمساعدة أسرته.

اشتغل في التعليم والصحافة بزحلة، واستقر في بداية الثلاثينيات في بيروت وبدأ ينشر مقالاته في صحف البرق والمعرض ولسان الحال والجريدة والصياد، واشتهر بولعه بالقراءة في مجال الفكر والأدب والدين.

الوظائف والمسؤوليات
اشتغل بالتدريس في مدرسة الآداب العليا وفي دار المعلمين وفي الجامعة اللبنانية، كما درّس تاريخ الفكر اللبناني بجامعة "الروح القدس"، وقدم دروسا في اللاهوت المسيحي بمعهد اللاهوت في مار أنطونيوس بالأشرفية.

التوجه الفكري
بدأ سعيد عقل حياته عروبيا، فانضم إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ونظم العديد من القصائد التي تتغنى بالشام، ما جعل وسائل الإعلام الرسمية السورية تحديدا تشيد به.

غير أنه بدل مواقفه بشكل كامل، وانتقل من النقيض إلى النقيض حين تبنى رؤية معادية للعرب وللقومية العربية، تؤكد أن لبنان ليس جزءا من الوطن العربي، بل إن تاريخه وتراثه الفينيقي هو الأصل، كما تبنى موقفا معاديا للوجود الفلسطيني في لبنان.

وصل عداؤه للقضايا العربية وخاصة فلسطين ووجود المقاومة الفلسطينية على الأرض اللبنانية إلى درجة تأييده الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، فكتب في إحدى الجرائد يشكر القوات الإسرائيلية على ما فعلته، ودعا اللبنانيين إلى القتال إلى جانب إسرائيل، مؤكدا أنه كان سيقاتل إلى جانبها لو أسعفته الظروف.

التجربة الأدبية
دشن عقل حياته الأدبية عام 1935 بمسرحية "بنت يفتاح"، وأصدر عام 1937 ملحمة المجدلية، ثم مسرحية "قدموس" 1944.

صدر له عام 1950 ديوان رندلي الذي اعتبر من أهم الدواوين الشعرية في لبنان، حيث أعاد لشعر الغزل بريقه.

وفي 1954 أصدر كتيبا نثريا بعنوان "مشكلة النخبة"، كما صدر له عام 1960 "لبنان إن حكى" الذي يحكي قصة أمجاد لبنان.

وعاد إلى الغزل مرة أخرى فأصدر سنة 1960 "أجمل منك؟ لا"، ثم "يارا" سنة 1961. وصدر له عام 1971 ديوان "أجراس الياسمين"، وفي سنة 1972 نشر الديوان النثري "كتاب الورد".

وفي سنة 1973 أصدر "قصائد من دفترها"، وهي السنة نفسها التي نشر فيها ديوانه الغزلي "دلزي".

وفي سنة 1974 أصدر كتاب "كما الأعمدة"، ثم نشر ديوان "خماسيات" عام 1978.

صدر له سنة 1979 ديوان "قصائد من دفتره"، وبعد ذلك بسنتين نشر ديوانا باللغة الفرنسية عنوانه "الذهب قصائد".

ربطته علاقة فنية بالمطربة اللبنانية الشهيرة فيروز، التي غنت له عدة قصائد بارزة في مقدمتها زهرة المدائن.

الوفاة
توفي سعيد عقل يوم الجمعة 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.