عبد المالك سلال
المولد والنشأة
ولد عبد المالك سلال في الأول من أغسطس/آب 1948 بولاية (محافظة) قسنطينة (شرق الجزائر)، وينحدر من عائلة أمازيغية من ولاية بجاية، وله 12 من الإخوة والأخوات.
درس في قسنطينة ونال شهادة البكالوريوس من ثانوية رضا حوحو، ثم انتقل إلى كلية الطب في قسنطينة، لكنه تركها والتحق بالمدرسة الوطنية للإدارة التي أنشئت وقتها في الجزائر، وبعد أربع سنوات من الدارسة حصل سلال على شهادة المدرسة الوطنية للإدارة (قسم الدبلوماسية) عام 1974.
يوصف عبد المالك سلال بأنه تكنوقراطي، وكانت له علاقات طيبة مع مختلف القوى السياسية في البلاد، وفي عام 2015 عين مع وزراء آخرين في حكومته أعضاء باللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني.
شغل سلال خلال مسيرته المهنية عدة مناصب في الجهاز الإداري الجزائري منذ تخرجه عام 1974، فقد عمل متصرفا إداريا في ولاية قالمة ثم رئيس الديوان، وفي عام 1976 أصبح مستشارا لوزير التعليم الابتدائي والثانوي.
وفي سبتمبر/أيلول 2012 عين سلال الوزير الأول خلفا لأحمد أويحيى، واستمر في منصبه حتى 2014، ثم جدد له الرئيس بوتفليقة ليبقى في المنصب نفسه إلى صيف 2017.
التجربة السياسية
يعد سلال من الوجوه السياسية المقربة من الرئيس بوتفليقة، فقد كلف بتنظيم الانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان 1999 التي أوصلت بوتفليقة للحكم بالجزائر، وفي عام 2004 اختير ليكون مديرا لحملته الانتخابية، وكذلك كان الشأن أيضا في عام 2009.
وبعد تعيينه في منصب الوزير الأول عام 2012 كلف سلال بمهمة تحقيق الاستقرار الاجتماعي في الجزائر، خاصة في ظل ما تسمى ثورات الربيع العربي.
كما كلف سلال مرة أخرى عام 2014 بمهمة إدارة الحملة الانتخابية لبوتفليقة خلال ترشحه لولاية رئاسية رابعة، حيث استقال من منصب الوزير الأول في مارس/آذار 2014، وبعد إعادة انتخاب بوتفليقة أعيد سلال إلى منصب الوزير الأول.
وفي ظل مرض الرئيس بوتفليقة مثل سلال بلاده في العديد من المناسبات الدولية، وضمن هذا الإطار استقبله مع زوجته الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض في 5 أغسطس/آب 2014.
كما يعرف عن الوزير الأول الجزائري أنه كثير التندر ودرج على المزاح، مما جلب إليه انتقادات واسعة في مناسبات عديدة تطالبه بضرورة التحلي بروح المسؤولية، وعدم إطلاق العنان للسانه.
وكان اعتذر في مارس/آذار 2014 عندما كان مديرا لحملة بوتفليقة عن مزحة أطلقها تضمنت عبارات مهينة بحق أمازيغ الأوراس وتسببت في موجة غضب عارمة دفعت المواطنين للنزول إلى الشارع للاحتجاج في العديد من المحافظات.
وفي مايو/أيار 2017 تولى عبد المجيد تبون رئاسة الحكومة خلفا لعبد المالك سلال، وأعلن تبنيه توجها يقضي بفصل المال عن السياسة على حد قوله، مما أثار مشكلات مع رجال أعمال مقربين من الرئاسة فكان أن عزل الأخير من منصبه وعين مدير ديوان الرئيس أحمد أويحيى خلفا له، وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر على تعيين تبون.